شارك المقال
  • تم النسخ

بعد خطاب “مدّ اليد”.. هل تعيد الجزائر سفيرها إلى الرباط وتفتح أبواب الحوار؟

لحدود الآن، ما تزال الجهات الرسمية في الجزائر تلتزم الصمت، بعد الدعوة المباشرة التي تقدم بها الملك محمد السادس، من أجل فتح باب الحوار المباشر، لطي صفحة الخلاف، وفتح مرحلة جديدة من العلاقات بين الجارين، إلى القطع مع الأبواب الموصدة في الحدود بين البلدين، ومنح الضوء الأخضر لحرية تنقل الأشخاص والبضائع بينهما.

وبعد أن أسابيع من التوتّر الحادّ الذي أعقب ردّ عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، الناريّ، على وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، بعدما دعا لتطبيق مبدأ حق تقرير مصير الشعب القبائلي، الذي وصفه بأنه يعاني من أطول احتلال أجنبي، ما تسبب في موجة غضب عارمة بالجارة الشرقية، وضع الخطاب الملكي، حدّاً للتأويلات التي تلته.

وعقب تصريحات هلال، طالبت الجزائر، عبر وزارة خارجيتها بتوضيحات من المغرب، دون أن تلقى أي ردّ، الأمر الذي دفعها إلى استدعاء سفيرها بالرباط للتشاور، قبل أن يأتي الخطاب الملكي ويهدئ الأوضاع، بعدما أكد على أنه من المستحيل أن يأتي الجارة الشرقية أي شرّ من المملكة، باعتبار أن أمن الجزائر واستقرارها من أمن المغرب، والعكس صحيح.

وتسود حالة من الترقب في صفوف المراقبين، لموقف مسؤولي الجزائر من دعوة الملك محمد السادس، التي لا تعتبر الأولى، بالرغم من أن العديد من المتابعين يرون بأن الجارة الشرقية لن تقبل فتح أبواب الحوار، وستتشبث بمواقفها السابقة، إلا أنها، قد تلتقط من الخطاب الملكي، رسالة طمأنينة بخصوص موقف المغرب من وحدتها الترابية، وتعيد سفيرها إلى الرباط.

وقال عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويسي بالرباط، إنه، من المؤكد أن العلاقات المغربية الجزائرية لا زالت تراوح مكانها منذ إغلاق الحدود بين البلدين، وأن “جلالة الملك محمد السادس ما فتئ في كل المناسبات يجدد دعوة القيادة الجزائرية بمختلف العبارات إلى الحوار لوضع حدّ لحالة الاحتباس التي تعرفها العلاقات بين البلدين”.

وأضاف أن هذا الوضع، في تصريح لجريدة “بناصا”، يرخي بظلاله على مستقبل هذه العلاقات وزيد من عناصر توترها في عدد من المناسبات، موضحاً أن دعوة العاهل المغربي للرئيس الجزائري للحوار، بدون شروط مسبقة لحل الخلافات بين البلدين، وتأكيده على أن المغرب لا يمكن أن يكون مصدراً للشر بالنسبة للجزائر، جاءت في هذا السياق.

وأشار المتخصص في العلاقات الدولية والقانون الدولي، إلى أن تصريحات السفير عمر هلال، بدعم حق تقرير المصير لشعب القبائل، جاءت في سياق إثارة ممثل الجزائر لقضية الصحراء المغربية بشكل مستفز، حيث كان رد المغرب على ذلك الاستفزاز بالشكل الذي يعرفه الجميع وكأن المغرب يريد أن يقول للجزائر، عليك أن تشعري بما يشعر به المغرب حينما تدعم ميليشيات البوليساريو، وهي رسالة وصلت بسرعة، وأحدثت رجة قوية عند القيادة السياسية الجزائرية”.

ونبه، في السياق نفسه، إلى أن الموقف الرسمي للمغرب، في علاقته مع الجزائر، محكومة بعلاقات الإخوة وحسن الجوار والتطلع إلى حل الخلافات الثنائية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة ويحافظ على استقرار المنطقة ويعزز من فرص التعاون لمواجهة التحديات الأمنية التي تهدد المنطقة برمتها والآتية من دول الساحل وجنوب الصحراء”.

وأكد بنلياس، أن المغرب سيستمر في “دعوته للجزائر في كل مناسبة للحوار، رغم الآذان الصماء التي ترفض التفاعل مع صوت العقل والحكمة وإرادة الشعبين”، مختتماً تصريحه للجريدة، بالقول إن “ثقل التاريخ وقدر الجغرافيا وحجم التحديات وراهنات المستقبل تجعل مسألة الحوار والتعاون أمرا حتميا عاجلا أو آجلا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي