شارك المقال
  • تم النسخ

بعد خسارة “البيجيدي” في الانتخابات.. هل مازال ينتظر الحزب ما هو أسوء؟

انتهت الاستحقاقات الانتخابية المغربية بفوز الأحرار بالمرتبة الأولى، وانتهت معها آمال حزب العدالة والتنمية في الظفر بولاية حكومية ثالثة، أو أقله في الفوز بعدد مقاعد برلمانية تحفظ ماء وجه الحزب أمام منتسبيه والمغاربة بشكل عام، وتجعله يحافظ على قوته التمثيلية في قبة البرلمان، والتي قد تقلصت بشكل كبير مع حصيلة لم تتجاوز ال13 مقعدا.

وقد عبر عدد من المحللين السياسيين إلى أن الخسارة التي مني بها حزب المصباح تنذر بخسارات أكبر سيتكبدها الحزب في المستقبل، سواء على مستوى بنائه الداخلي، أو على صورته العامة وشعبيته التي بناها على مدى سنين.

وقد أكد الناشط الحقوقي خالد البكاري، أن ما سيعيشه العدالة والتنمية في المستقبل القريب هو أسوأ وبكثير من النتائج التي حصل عليها في الانتخابات، فعلى المستوى التنظيمي الداخلي، رأى البكاري أنه يمكن أن نشهد انسحابات من فئتين متناقضتين، وهما فئة الغاضبين من القيادة الحالية، بسبب انحيازهم للخط الأصلي للحزب. ومشكل هذه الفئة أنها حتى لو حاولت إنقاذ الحزب، فإنها تفتقد لأطر وقيادات متمرسة بالعمل الحزبي، لأن آلية الاحتواء جعلت أغلب رموز الحزب الوطنية والمحلية منحازة للخط الانتفاعي التبريري، ثم فئة من الذين استفادوا من المرحلة السابقة في الترقي الاجتماعي، والذين اشتغلوا في الدواوين الوزارية، وفي باقي المناصب التي تم الحصول عليها بسبب وجود الحزب بقوة في الحكومة والبرلمان وعمودية المدن والجماعات.

وأضاف الناشط الحقوق ذاته في تدوينة له على حسابه الشخصي، أن الأسوأ قادم أيضا على المستوى البرلماني، حيث لن يستطيع الحزب ممارسة معارضة قوية كما السابق، لعدم قدرته على تشكيل فريق برلماني مما سيجعل مساحة الأسئلة الشفوية المسموح له بها مقلصة جدا، وكذا تمثيليته في اللجان البرلمانية. كما أن أغلب المقاعد التي حصل عليها هي لنساء نجحن عبر اللائحة الوطنية، وهن يمارسن الانتداب البرلماني لأول مرة، مع تسجيل غياب وجوه بارزة لها قدرة خطابية، كما كان الأمر زمن المعارضة قبل 2011 مع بنكيران والرميد والرباح وبنخلدون وقربال والمقرئ. باستثناء بوانو وحيكر.

وعلى المستوى الميداني للحزب، اعتبر البكاري أن حزب العدالة والتنمية سيفقد سيولة مالية مهمة قد تصل إلى حوالي 70% من موارده الحالية، وذلك من تقلص الدعم السنوي الذي يتلقاه من الدولة إلى حوالي 80%, لأنه دعم محدد بعدد المقاعد في المؤسسات التمثيلية، كما ستتقلص مساهمة النواب البرلمانيين كثيرا لتقلص عددهم، وطبعا ستنعدم مساهمة الوزراء.

جدير بالذكر أنه وبعد مدة قليلة عن إعلان نتائج الانتخابات التي جرت يوم 8 شتنبر، والهزيمة القاسية التي مني بها حزب المصباح، خرج أمينه العام السابق عبدالإله بنكيران ليطالب سعد الدين العثماني بتحمل مسؤولياته، وهو ما لحقه استقالة جماعية للأمانة العامة، ثم الدعوة إلى انعقاد مجلس وطني استثنائي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي