تنفس المزارعون المغاربة الصعداء بعد هطول أمطار وثلوج في أنحاء متفرقة من البلاد بشكل غزير، وذلك بعد سنة اتسمت بالجفاف وشح التساقطات، فيما استفادت مناطق سياحية في البلاد من أنشطة التزلج.
وعرفت مدن وقرى مغربية عديدة تساقطات ثلجية مهمة بكميات تتراوح بين عشرة سنتيمترات إلى خمسين سنتيمترا، تَركّز معظمها في مرتفعات الريف والأطلسين المتوسط والكبير، والهضاب العليا لشرق المغرب.
وخلفت هذه التساقطات تفاءلاً كبيراً بين سكان المناطق الجنوبية والشرقية للمملكة، وأثلجت صدور الفلاحين الذين يُعَوّلون على انتعاش الزراعات المحلية لكسب قوتهم اليومي، وادخار بعض الكلأ لبهائمهم.
ارتفاع منسوب السدود
أدت التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة إلى رفع منسوب بعض السدود المغربية. وكشفت أرقام وزارة التجهيز والماء ليوم الثلاثاء 31 يناير، أن نسبة ملء السدود بلغت بشكل عام 31,8 في المائة، باحتياطي 5124 مليون متر مكعب، مقارنة بـ5468,4 ملايين متر مكعب ونسبة ملء بلغت 33,9 خلال اليوم نفسه من سنة 2022.
هذه الأرقام يتابعها المراقبون بارتياح كبير، غير أنها تبقى غير كافية ومحصورة في بعض المناطق التي ارْتَوت بأمطار شهري ديسمبر ويناير، فيما ما تزال مناطق أخرى تنتظر جود السماء. تفاعلا مع الموضوع.
قال الخبير الاقتصادي رشيد ساري، “لا يمكن الجزم إلى حدود الساعة بأن التساقطات الأخيرة ستكون حاسمة بالنسبة للموسم الفلاحي الحالي”، موضحا أنه السابق لأوانه التنبؤ بما ستحمله الأيام المقبلة، كما أن نسبة ملء السدود لم تتجاوز بعد 31 في المئة، ومعظمها يقع في منطقة الشمال، في حين أن منطقة الغرب الفلاحية ما تزال تعرف خصاصا كبيرا في التساقطات.
واستطرد قائلا: “على الرغم من أن هذه التساقطات الثلجية قد توحي للكثيرين بأنها استثنائية خلال هذا العام، فإنها لا ترقى إلى مستوى السنوات الماضية.”
انتعاش السياحة بالمناطق الثلجية
من جانب آخر، عرفت المناطق التي حل بها الزائر الأبيض، انتعاشا في عدد الزوار، الذين انتظروا طويلا لارتداء معاطفهم والتوجه إلى مدن إفران وتازة وأزيلال وويوان المحاذية لخنيفرة، للاستمتاع بالمناظر الخلابة وممارسة رياضة التزلج.
في هذا الإطار، اعتبر ساري في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن توجه السياح إلى المدن التي عرفت تساقط ثلوج، سيُحرك نسبيا العجلة السياحية لهذه المدن، لا سيما أنها تشتهر بمناظرها الجميلة خلال فصل الشتاء، وتهافتا موسميا على الفنادق والمنازل المُعدة للإيجار، وكل ما يصاحب ذلك من نشاطات تذر بعض الدخل على ساكنة تلك المناطق.
ويتوقّع العاملون في مجال السياحة بهذه المناطق تحقيق بعض الانتعاش عبر استقبال السياح الداخليين الراغبين في الاستمتاع بفترة وفرة الثلوج والمناظر الخلابة.
وعلق الخبير في مجال السياحة الزوبير بوحوت، على هذا النوع من السياحة، بأنه سيكون له وقع لا يُستهان به، مشيراً إلى أن مناطق كإفران وميشليفن وغيرها تزخر بإمكانيات كبيرة، لكن الاستفادة منها سياحياً تظل رهينة بإحداث عروض سياحية مناسبة، تغري العائلات المغربية، من كل الجوانب لا سيما المادي، عن طريق تقديم تخفيضات مُشجعة.
جفاف متكرر
ويُذكر أن المغرب واجه السنة الماضية، موسما جافاً لم يشهد مثله منذ ثمانينيات القرن الماضي، وسط قلق حكومي من أن يخلف الوضع واحدا من أسوء المواسم الفلاحية في البلاد.
وأشارت حينها شبكة “بلومبرغ” الأميركية، وقتئذ، إلى أن “نسبة التساقطات المطرية في المغرب هي الأدنى منذ ثلاثة عقود”.
كما أفاد تقرير سابق للبنك الدولي، أن المغرب بحاجة لاستثمار 78 مليار دولار حتى عام 2050 من أجل مواجهة آثار تغير المناخ، على أن يغطي القطاع الخاص حصة 85% منها، بحسب المصدر ذاته.
(سكاي نيوز عربية)
تعليقات الزوار ( 0 )