بعد التطور العسكري الكبير الذي باتت عليه الترسانة التي تمتلكها القوات المسلحة الملكية، واستمرارها في إبرام صفقات تحديثها، ذكّرت تقارير إعلامية إسبانية، بالتحذيرات التي أطلقها الجنرال فرانثيسكو فرانكو، للولايات المتحدة الأمريكية، من مغبّة السير نحو تسليح المغرب، وانعكاسات الأمر السلبية على المنطقة بكاملها، حسب زعمها.
وقالت جريدة “elconfidencialdigital”: الآن بعد أن رأينا كيف أن المغرب يعيد تسليح نفسه من جميع الجوانب، وخاصة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يهدّد، حسبها، السلام والأمن القومي لإسبانيا، فقد حان الوقت للتذكير بالرسالة التي رفعت عنها السرية وزارة الخارجية الأمريكية، التي تقول، إن الجنرال فرانكو، حذر واشنطن من مخاطر إعادة تسليح المغرب.
وأضافت أن إسبانيا في الوقت الراهن، تفتقر إلى كل أنواع النفوذ على الساحة الدولية، مع تفاقم التوتر مع المغرب، ما يجعل الوضعية مناسبة للنظر إلى الوراء، لكي “ندرك بأي طريقة وبأي شكل حدث هذا”، مسترسلةً: “في عام 1967، خاطب رئيس الدولة الإسباني الولايات المتحدة، ليفهم أننا الآن أسوأ بكثير مما كنا عليه في السابق”.
وتابعت أن الوثيقة التي رفعت عنها الخارجية الأمريكية السرية، تتضمن تحذيرا من طرف الجنرال فرانكو، إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، من مخاطر الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى الرباط، حيث أوضح أن الزيارة التي قام بها الملك الراحل، الحسن الثاني، وعدد من المسؤولين بخصوص ملف الصحراء، والذي يعتزم المغرب عبرها، طلب دعم اقتصادي وعسكري.
وأوضحت رسالة فرانكة، أنه فيما يتعلق بالدعم الاقتصادي “فلا مانع من اعتباره شرعيا وملائما للسلام والتنمية والاستقرار الداخلي للمغرب الذي يعرب فرانكو عن اهتمامه به، ولكن فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية فإن الأمر يثير قلق إسبانيا بشكل مستمر”، متابعةً أن واشنطن تدرك قلق مدريد من سباق التسلح في شمال إفريقيا من قبل المغرب، معتبراً أنه يسعى عبره لـ”تهديد السلام وإرضاء الطموحات الإمبريالية”.
وأكد فرانكو في رسالته لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أن “لا أحد يهدد حدود المغرب، الذي لديه أسلحة كافية لضمان دفاعه وسلامه وأمنه الداخليين”، مشيراً إلى أن “إسبانيا تعرضت للعدوان قبل سنوات قليلة من عصابات مسلحة من قبل المغرب كان يستعملها لزعزعة السلام في أراضي سيدي إفني والصحراء”.
وأردف فرانكو، أنه “في وقت كتابة هذا التقرير، كانت إسبانيا تشعر بالقلق من محاولات المغرب الحصول على المزيد من الأسلحة مع تحريض روح إثارة الحرب بين سكانها”، مشدداً في رسالته لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، على أنه “لا يمكن تبرير المساعدة العسكرية التي يطلبها المغرب من وجهة نظر الدفاع عن النفس”.
وأبرزت الجريدة الإسبانية، أن من يقرأ رسالة فرانكو، يدرك أن الأخير كان يعرف بالفعل الاستراتيجية التي يعتمدها المغرب، وهي القراءة التي تفتقدها إسبانيا في الوقت الحالي، مهاجمة السلطات الإسبانية حاليا، بسبب عجزها عن فعل أي شيء، في مواجهة مع أسمته بـ”الاعتداءات” المتكررة للرباط على حدود مدريد، واستمرارها في إعادة التسلح.
تعليقات الزوار ( 0 )