هاجم السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الازدواجية التي تتعامل بها الجزائر مع مبدأ تقرير المصير، بطريقة غير معتادة على دبلوماسية الرباط، بعدما اعتبر أن الأخير يجب أن يطبق أيضا على شعب القبائل، الذي وصفه بأنه يعاني “من أقدم احتلال في التاريخ”، وذلك في ردّه على تطرق السفير الجزائري الجديد رمطان لعمامرة، لملفّ الصحراء، خلال اجتماعٍ لحركة عدم الانحياز.
وخلق تصريح هلال، الذي يرى العديد من المحللين السياسيين بأنه يخالف مبدأ الدبلوماسية المغربية الراسخ، والذي يؤكد على دعم وحدة الشعوب، ويرفض الحركات الانفصالية في جمع البلدان، بغض النظر عن هويتها، الكثير من الجدل، ورفضه مجموعة من النشطاء والصحافيين والحقوقيين، معتبرين إياه زلة وجب تداركها.
وأكد النشطاء بأن دعم الجزائر للانفصال في الصحراء المغربية، لا يبرّر تعامل المغرب معها بالمثل، لأن الباطل يجب أن يواجه بالحق، معتبرين بأن المواقف الأخلاقية الثابتة كانت وراء وقوف المجتمع الدولي مع المملكة في النزاع، ولا يجب أن يتم التخلي عن هذا التوجه، غير أن غياب أي توضيحات من الخارجية المغربية لحد الآن، جعل العديد من المتابعين، يرون بأن الرباط، قد تكون غيرت موقفها.
وفي هذا السياق، استبعد نوفل البعمري، المحامي الخبير في ملفّ الصحراء، أن يكون الأمر، متعلقا “بموقف جديد للمغرب، أو بتحول في الخطاب الدبلوماسي اتجاه فكرة وحدة الشعوب والدول حتى لو تعلق الأمر بدولة عدائية اتجاه المغرب، واتجاه قضايانا الحيوية كالجزائر ونظامها العسكري”.
وأوضح البعمري أن “الأمر يتعلق بتصريح له ساق خاص، ولن يكون حسب متابعة عمل الدبلوماسية المغربية خطابا رسميا للخارجية المغربية، لأن المغرب رسم توجهه الدبلوماسي الواضح الذي من خلاله دفع الأمم المتحدة لتتبنى معنى آخر لفكرة تقرير المصير،أي جعل سيادة الدول هي المُعبر القانوني على مطلب تقرير المصير”.
وأن داخل الكيانات الموحدة، يتابع البعمري، “لا يمكن الحديث عن شعوب، بل عن إثنيات قومية و ثقافية تعددية وهو ما يوحد المغرب والجزائر في هذه النقطة، البلدين معا يتميزان بوجود تعبيرات ثقافية متعددة ومتنوعة، أمازيغية عربية وصحراوية”، مردفاً: “تصريح عمر هلال قد يكون له سياقه اللحظي. وقد يكون مقبولا في الحدود التي قُدم بها لكن دون أن يكون جزءا من الخطاب الرسمي للدولة الخارجي”.
وأكد أن رفضه لأن يكون ما جاء على لسان هلال، خطابا رسميا، لا يأتي “لأن المغرب معني بنزاع الانفصال لكن لأن له توجهه الدبلوماسي الخارجي هو الذي أعطاه مصداقية كبيرة وهو الذي دفع العديد من الدول إلى دعمه دعم وحدته الترابية ودعم الحكم الذات”، مختتماً: “المغرب لن يكون نموذجه نظاما فاشلا سياسيا، و لن ينهل من خطاب نظام عسكري مجنون لك يعد له ما يخسره”.
تعليقات الزوار ( 0 )