شارك المقال
  • تم النسخ

بعد تصريحات المغرب حول “استقلال القبايل”.. مركز إسباني يحذر من خطر الإنفصالية

حذر مركز الأبحاث والفكر التابع لوزارة الدفاع الإسباني، من أن حركة الاستقلال الكاتالونية هي أحد أبرز التهديدات الرئيسية للأمن القومي لمدريد، وذلك على بعد أيام من تصريحات السفير المغربي في الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي دعا خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليوز الجاري، إلى “استقلال شعب القبائل” في الجزائر.

ووفقا لصحيفة الـ”إسبانيول” فإن آخر تحليل أعده المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية (IEEE) كان مثير للقلق، وهو تهديد نابع من قدرة الحركات الإنفصالية على المساس بـ”الوئام الاجتماعي”، ومدفوعا بالتطرف والالتزام المبطن للحكام الانفصاليين بزيادة التوتر.

وأضافت الصحيفة الإسبانية أن في هذه الوثيقة الصادرة عن مركز الأبحاث الإسباني، حيث تتقاسم القومية الكاتالونية المساحة مع المغرب والإرهاب الإسلامي، يمكن أن تقرأ على أن “تفشي الانفصاليين في صناديق الاقتراع يشكل تهديدا مستمرا يجهد العلاقات السياسية”.

وأوضحت الوثيقة، أن هذا السيناريو “يجبر الدولة الإسبانية، في بعض الأحيان، على الاستسلام للمسائل الاستراتيجية”، لافتة إلى أن “الضغط القومي يبقي السلطة التنفيذية في مفاوضات دائمة حول سلطتها وتبرير قراراتها أمام الشركاء القوميين المتشبثين بالتطرف الذي يرفض في حد ذاته المبادرات ذات الطابع الحكومي”.

التهديدات الداخلية

وأشار المركز ذاته، إلى أن الأداة الأساسية لمنع تفشي “فيروس الإنفصالية” من الخروج عن نطاق السيطرة هي اقتراح “استراتيجية اتصال” لمواجهة التحدي، وهي استراتيجية قادرة على تحييد الحركة الاستقلالية بالتركيز على “الرأي العام المحلي” والدفاع عن “شرعية الدولة”.

وشككت الصحيفة الإسبانية، في فعالية العفو لسجناء المحاكمات لتحقيق نتيجة التهدئة المرجوة، معبرة عن إدانتها للهجمات الموجهة ضد محكمة الحسابات تماشياً مع الرئيس أراغون، الذي طالب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز بالتدخل في الهيئة الإشرافية.

وأضافت القصاصة ذاتها، أنه يجب على الحكومة الإسبانية استخدام أوراقها بمهارة في لعبة خطيرة يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة، وأكثر إن أمكن عندما يكون الخصم قادر على فرض لوحين مختلفين، واحد منهم لمطالباتك خارج الشرعية.

التهديدات الخارجية

المصادر ذاتها، سجلت أن مركز الأبحاث والفكر التابع لوزارة الدفاع الإسباني، لم يتغاضى عن تداعيات استقبال الزعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية إبراهيم غالي، التي أدت تبعاتها إلى رد فعل قوي من المغرب مع دخول 10000 شخص إلى سبتة في غضون 24 ساعة فقط.

وبهذا المعنى، ترى الوثيقة، أنه يجب على إسبانيا أن تهتم بعلاقتها مع شريك رئيسي في الأمور الحاسمة مثل الهجرة أو مكافحة الإرهاب، دون الاستسلام لردود أفعال المغرب، ودون الوقوع في الأخطاء التي ارتكبتها الوزير السابقة أرانشا غونزاليس لايا.

ولفت المركز ذاته، إلى معركة إسبانيا ضد الإرهاب، حيث يتعين عليها، حسب الوثيقة، التأكد من أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا يقللان من حذرهما في مناطق مثل منطقة الساحل، لأن “التهديد بانهيار الأمن وتكاثر الدول الفاشلة قد يؤدي إلى تمثل ضغط هائل على الحدود الإسبانية”.

وخلصت المصادر نفسها، إلى أنه يتعين على الحكومة الإسبانية أن تأخذ في الاعتبار التقرير جيدًا حتى لا تدفع الثمن الباهظ للتقاعس عن العمل، وتتصرف بحزم ومكر في مواجهة التهديد الذي تمثله النزعة الانفصالية الكتالونية على السلم الاجتماعي الإسباني.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي