شارك المقال
  • تم النسخ

بعد تشبث الجزائر بتصعيد الأزمة.. هل أنهى المغرب محاولاته لرأب صدع في العلاقات؟

بعد شهور من محاولات المغرب رأب الصدع مع الجارة الجزائر، واستعادة العلاقات، ومدّ اليد، قررت الرباط، إنهاء مهام المندوب الدبلوماسي المغربي بالجزائر، محمد أيت واعلي، وهو ما يعتبر، حسب العديد من المراقبين، بمثابة وضع حدّ نهائي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي كانت في الشهور الماضية، مقطوعة من جانب واحد.

القرار جاء ضمن بلاغات وزارة الخارجية المغربية، المنشورة في الجريدة الرسمية، والتي تضمنت إنهاء مهام عدد من سفراء المملكة لدى مجموعة من الدول، مع تعيين سفراء جدد ليحلوا مكان سابقيهم، باستثناء بعض البلدان التي ظلت أماكنها شاغرة، من ضمنها الجزائر، التي كانت قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الرباط منذ بداية شهر غشت الماضي، بشكل أحادي.

شهر غشت الماضي، أكد وزير الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة، قطع العلاقات مع المغرب، بسبب ما قال إنه “اعتداءات مستمرة ولا تتوقف من طرف المملكة”، على الرغم من حقيقة أن الملك محمد السادس، كان قد دعا الجارة الشرقية إلى طي صفحة الخلاف، والصلح لما فيه مصلحة لشعوب المنطقة، إلا أن الجزائر، رفضت الأمر، وواصلت توسيع الفجوة بين البلدين.

واصلت الجزائر بعد ذلك تصعيدها الخطير ضد المغرب، حيث قررت في شتنبر الماضي، إغلاق المجال الجوي في وجه جميع الطائرات التي تحمل رقم تسجيل مغربي، وذلك للسبب نفسه، وهو ما تسميه سلطات “قصر المرادية” بـ”الاعتداءات المتكررة”، وهو الأمر الذي ينفيه جميع متابعي الشأن السياسي الإقليمي في المنطقة، الذين يؤكدون أن سبب التوتر الأساسي هو ملفّ الصحراء المغربية.

وتطرقت مجلة “أتالايار” الإسبانية إلى التطورات الجديدة، حيث قالت، بعد ذكر إنهاء المغرب مهام سفيره لدى الجزائر، إن البلدين الجارين، يخوضان نوعاً من سباق التسلح والدبلوماسية، من أجل التمكن من فرض نفوذهما في شمال إفريقيا، متابعةً أن الرباط كانت قد عقدت اتفاقيات تعاون مع إسرائيل، خصوصاً في قطاع الدفاع والاستخبارات، بهدف التمكن من الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم محتمل.

علاوة على ذلك، تسترسل الجريدة، فإن الدعم الدبلوماسي للولايات المتحدة الأمريكية، واعترافها بمغربية الصحراء، يوفر هو الآخر، دعما قويا للرباط، مسترسلةً أنه في الجانب المقابل، تحاول الجزائر توسيع نفوذها في دول مثل مالي، مستفيدة من الانسحاب الوشيك للقوات الفرنسية من تضاريس جارها الجنوبي.

وذكرت أن علاقات الجزائر الجيدة مع دول مثل روسيا، من شأنها أن تخدمها، وتوفر لها دعما لمحاولة تكوين أتباع في بلدان إفريقية مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، تواصل سلطات “قصر المرادية”، مساعيها للحصول على النظام الروسي الجديد المضاد للصواريخ، إس 500، والذي من المتوقع أن يدخل الخدمة خلال السنة الحالية.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي