شارك المقال
  • تم النسخ

بعد بيان سفارة برلين بالرباط.. هل تعود مياه العلاقات بين المغرب وألمانيا إلى مجاريها؟

بعد شهور من الصمت المتواصل من طرف ألمانيا، على الأزمة المندلعة مع المغرب، والتي تسببت في قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، على خلفية مواقفها العدائية من القضايا الوطنية، وما سمي بـ”مساعي عرقلة مسار التنمية” في المملكة، أكدت سفارة برلين بالرباط، أن بلادها مهتمة بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى ما كانت عليه.

وقالت سفارة برلين، إن بلاها ترغب في العودة بالأمور إلى “العلاقات الدبلوماسية الجيدة والواسعة تقليديا”، مؤكدةً أن المغرب “شريك مهم لألمانيا”، وأن استئناف العلاقات معه سيكون في مصلحة كلا البلدين، مسترسلةً، في بيانها الذي نشرته أمس الثلاثاء، أن ألمانيا “مستعدة لشراكة تتطلع إلى المستقبل على قدم المساواة”.

وأضافت أن الحكومة الألمانية، ترحب “بارتياح” بتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، الذي تم في السنة الماضية، وذلك في ردها على ما قيل إنه تقرير لاستخبارات برلين، تتوجس فيه من التقارب بين الرباط وتل أبيب، وانعكاساته السلبية على مصالح الدولة الأوروبية في منطقة شمال إفريقيا، والقارة السمراء عموماً.

وشدد البيان، أن التقرير الذي أعدته الباحثة السويسرية إيزابيل فيرينفيلس، بشأن المغرب، وضرورة تحرك الحكومة الألمانية من أجل عرقلة مسار النمو الذي تحققه الرباط، وتوسعها المستمر في القارة الإفريقية، ودخولها في مجموعة من التحالفات التي لا تصب في مصلحة برلين، والذي نسب إلى الاستخبارات الألمانية، لا علاقة له بالأجهزة الأخيرة.

ويعتبر بيان السفارة الألمانية، الذي حمل رسائل إيجابية للمغرب، بخصوص ضرورة إعادة مياه العلاقات بينهما إلى طبيعتها، الأول من نوعه في عهد الحكومة الجديدة بقيادة أولاف شولتس، والتي أعلن حديثاً عن تشكيلتها، وهو ما جعل العديد من المتابعين يرون الأمر، رسالة جدية بشأن أهمية التوصل إلى تفاهمات لإرجاع عجلة العلاقات لطريقها الصحيح.

وكانت وزارة الخارجية المغربية، قد أعلنت عن قطع علاقاتها مع سفارة برلين بالرباط، في مارس الماضي، قبل أن تقرر استدعاء سفيرتها الدى ألمانيا في ماي، وذلك بسبب “خلافات عميقة” بين البلدين، تتعلق بقضايا المغرب المصيرية، وعلى رأسها ملف الصحراء، بالإضافة إلى محاولة الدولة الأوروبية، إبعاد الرباط عن الأزمة الليبية.

ورأت ألمانيا، وقتها، أن قرار الرباط، “مؤسف”، و”إجراء غير مناسب لأحل تسوية أزمة ديبلوماسية”، قبل أن تطالب المغرب بتوضيحات حول سبب اتخاذ هذا الإجراء، مشددةً على أن “الاتهامات وطبيعة الكلمات”، التي تضمنها بيان وزارة الشؤون الخارجية المغربية، “لا تستند إلى أي أساس”، على حد تعبيرها.

وعقب ذلك، قررت ألمانيا توجيه الدعوة إلى المغرب من أجل حضور مؤتمر برلين حول ليبيا في يونيو الماضي، في محاولة لرأب الصدع، وإصلاح أحد النقاط الرئيسية للأزمة المندلعة بين البلدين، غير أن الرباط، رفضت الحضور، لتخفت بعدها وتيرة التصعيد بين البلدين، مع رسائل إيجابية من الدولة الأوروبية بين الفينة والأخرى، على رأسها دفاعها عن المملكة، ضد قرار المحكمة الأوروبية بشأن اتفاقيتي الصيد والفلاحة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي