شارك المقال
  • تم النسخ

بعد انطلاق الحملة.. “الفايسبوك” يتحول من مأتم جماعي إلى “منصات خطابية”

عرفت منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، خلال الأيام القليلة الأخيرة، تغيرا ملحوظا في نوعية المنشورات، حيث انتقلت من منشورات ‘’تقديم العزاء’’ بسبب الوفيات الكثيرة للمصابين بفيروس كورونا، إلى منشورات الأحزاب السياسية المغربية المقبلة على خوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث أن غالبية المنشورات أصبحت تتحدث عن الانتخابات ومستجداتها.

ويأتي هذا التغير في المواضيع التي يتم التطرق  لها من قبل النشطاء في سياق الملة الانتخابية التي انطلقت قبل يومين،  من أجل الدعاية للأحزاب السياسية وقياداتها، المشاركة في سباق ‘’الانتخابات’’، التي وظفت كل الوسائل الحديثة في مجال التواصل للتأثير على الناخبين، بما فيها الصفحات الرسمية للقيادات الحزبية والأحزاب وقواعدها بمختلف المناطق والجهات.

وقد وفرت الأحزاب السياسية ميزانية ضخمة من أجل التسويق الالكتروني لحملاتها الانتخابية، حيت بينت إحصائيات شركة ‘’فايسبوك’’ أن غالبية الأحزاب المغربية، وظفت ملايين السنتيمات من أجل دعم منشوراتها لتصل إلى عدد أكبر من المواطنين، خاصة القيادات الحزبية المعروفة على الصعيد الوطني، والتي تسعى إلى الظفر بمناصب المسؤولية على مستوى الجماعات الترابية والجهات والبرلمان.

وفي سياق متصل، قال أحد النشطاء المغاربة، تعليقا على التحول الكبير الذي عرفته مواضيع مغاربة ‘’الفايسبوك’’ الفيس خرج من لعزا و مشا لانتخاب، واش ما بقاتش كورونا تتقتل اولا الناس مامسلياش الموت’’ وأضاف آخر ‘’دراهم الأحزاب ودعاياتها الافتراضية وجهت تدوينات المغاربة وأنستهم جحيم الواقع، الذي يقضي على أرواح المواطنين الذين أصيبوا بالفيروس اللعين، فيما يعيش عدد كبير منهم على وقع الأزمة النفسية والمادية جراء تدابير الإغلاق وكورونا اللعينة’’.

وتحولت منصة التواصل الاجتماعي بالمغرب، خاصة منصة ‘’فايسبوك’’ خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى مأتم جماعي، وعدد كبير من التدوينات، الخاصة بالتعازي،  بعد الانتشار الكبير لفيروس كورونا، في معظم مناطق المغرب، من قرى ومدن، وإرتفاع حصيلة  الوفيات المصابة بالفيروس، في سياق الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه المؤسسات الصحية المغربية.

وفق سياق متصل، كتب أحد المواطنين المغاربة ‘’ بين الفينة و الأخرى تطل علينا أخبار الموت في الفايسبوك ،فأصبح التفجع من موت الأصدقاء والمعارف والأقرباء إلى قلوبنا جزءا من تصفحنا اليومي ،حتى غدت صفحات “الفيسبوك” هذه الأيام شواهد القبور ومراثي نحاول أن نودع فيها من جمعتنا بهم الأيام بمشاعرنا و بكلمات ندفن فيها جزءاً منّا يموت ويدفن معهم إلى الأبد’’.

ووفق ما عاينه منبر بناصا، فإن عددا من المغاربة حولوا ‘’الفايسبوك’’ إلى مأتم جماعي، بعد الكبيرة للوفيات التي شهدتها البلاد، أمام تحذيرات وزارة الصحة من خطورة الفيروس المتحور ‘’ديلتا’’ الذي يقضي على حياة المواطنين، بشكل سريع، وبدون أعراض، حيث وجد العديد من المواطنين أنفسهم في أسرة الإنعاش بشكل مفاجئ، دون أن يحسوا بأي أعراض.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي