بالموازاة مع تأكيد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار على ضرورة تقوية الحزب داخليا وتعزيز تماسكه وحسن استعداده لمواجهة التحديات المستقبلية، خلال كلمته أمام مناضلات ومناضلي حزبه، في الدورة العادية للمجلس الوطني، الذي انعقد أمس السبت، تواصل نزيف الاستقالات، الذي انطلق مع رئيس جهة كلميم واد نون السابق، عبد الرحيم بوعيدة، بعدما أعلن عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، انسحابه من “الحمامة”.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، الذي كان من أبرز وجوه الحزب، وتولى رئاسة لجنة الأطر داخله، إلى جانب عضويته لهيئة المهندسين التجمعيين، أعلن مغادرته سفينة الأحرار، بعد أن كشف للرأي العام الوطني، عن جملة من الأسباب التي أجبرته على اتخاذ هذا الموقف السياسي، وفي مقدمتها ما “تعرض إليه من تهميش وإقصاء”، من طرف قيادات في الحزب، والإدارة المركزية.
وقال الزرايدي في خرجة إعلامية إنه “دقت ساعة الحقيقة، وهو لا يريد أن يسترزق من السياسة، فقد قدم الشيء الكثير، وناضل بكل ما أوتي من قوة، بمجهوداته الذاتية، سواء منها المالية أو الفكرية، في الوقت الذي لم يتلق فيه أي دعم من الحزب، فقد منحه كل شيء، ولم يمنحه حزب الأحرار شيئا، ومع مرور الوقت، وبالنظر لما ينبغي أن يكون عليه الفعل الحزبي، تبين لنا أن حزب التجمع الوطني للأحرار، هو حزب يقصي الكفاءات، لأننا وجدنا صعوبة كبيرة، للتواصل مع بعض من قيادييه وفي مقدمتهم مدير الحزب”، وفق تعبيره.
واشتكى الزرايدي، الذي يترأس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية ومكتب غرفة التجارة البرازيلية المغربية، من “غياب التواصل، والتجاوب، وهذا يدل عليه ما تعرض إليه من حصار وحملة شعواء، من بعض قيادات الحزب ومسؤوليه، بمدينة الدارالبيضاء، التي هي مسقط رأسه، حين رفضوا كل ما قدمه من مجهودات، وبذله من عمل سياسي جبار، توجه بفتح مقرات في منطقتي البرنوصي وسيدي مومن، إلا أنه يؤكد في خرجته الإعلامية التي نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، قد “تفاجأ بمحاربته وتهميشه”.
وكشف الزرايدي أن “العديد من الكفاءات الوطنية، تم تهميشها”، موضحاً أنه “لايمكن أن يتم تحويل حزب التجمع الوطني للأحرار إلى ضيعة ومحمية خاصة، فجميع الأطر والكفاءات وعموم المواطنين، لهم الحق في الانتماء إلى الحزب، والاشتغال داخل هيئاته وهياكله، ولنا جميعا الحق بشكل ديمقراطي، أن نعبر عن آرائنا”.
وأشار الزرايدي، إلى أنه “لايسترزق من السياسة”، مردفاً بأن ” اليد الواحدة لا تصفق، ومايدفعنا لممارسة السياسة داخل الأحزاب السياسية هو خدمة الوطن، والمواطنين، وبث قيم جديدة، كالتفاني، والأمل، وزرع الثقة”.
ونفى الزرايدي، أن يكون موقفه من حزب أخنوش، يتعلق بهجوم ضد التجمع الوطني للأحرار، بقدر ما هو ردة فعل عادية، ضد التهميش، قائلاً إن رغبته هي أن يحدث رجة في المشهد السياسي المغربي، منبهاً إلى أنه لا يمكن ممارسة السياسية بمنظور فكري قديم، وأن ساعة الحقيقة قد دقت، “لأن أداء الحزب ضعيف، بسبب تزكية الحرس القديم”، على حدّ تعبيره.
وشدد الشخص نفسه على أنه “لا يمكن للأحزاب السياسية أن تنادي بالديمقراطية، وإذا ما عبر أي مناضل عن رأيه يتم إقصاءه، فأنا ضد أن يتم إقصاء مناضلين من الحركة التصحيحية، والتشطيب عليهم من داخل الحزب”، مضيفاً: “لا يشرفني أن أكرس الرداءة السياسية من داخل الأداء الحزبي، فليس هذا ما تنتظره منا الدولة المغربية، والمواطنون، إن ما يرغبون فيه، هو بروفايلات جديدة، تقدم تضحيات جسيمة”.
واعتبر الزرادي بأن ما يحتاجه المواطنون حالياً “هو المواكبة والتواصل، فلايمكن في ظل النظام العالمي الجديد، والتحولات غير المسبوقة، على المستوى الجيواستراتيجي، والسياسي، وبروز فكر جديد للنظام العالمي، أن نكرس من داخل الأحزاب السياسية ممارسات عفا عنها الزمن، لدينا رغبة في تحريك المياه الراكدة بالمشهد السياسي، وسنستمر في نضالنا التنموي والاقتصادي”، حسب قوله.
تعليقات الزوار ( 0 )