بعد طول انتظار، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى زيارة واشنطن، وذلك للمرة الأولى منذ تشكيل حكومته، التي سبق ووصفها الأول بـ”الأكثر تطرفاً”.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بايدن بنتنياهو، الإثنين، وفق بيان لمكتب الأخير، جاء فيه: “أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن محادثة دافئة وطويلة هذا المساء”.
وأضاف البيان: “كان محور الحديث تعزيز التحالف القوي بين الدولتين، وكبح جماح التهديدات من إيران وأذرعها وتوسيع دائرة السلام الإقليمي، واستمرار جهود التهدئة والاستقرار في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)”.
واسترسل: “أحاط رئيس الوزراء نتنياهو بايدن بشأن القانون الذي سيتم تمريره، الأسبوع المقبل، في الكنيست (ضمن خطة “إصلاح القضاء” المثيرة للجدل)”.
وإلى جانب “نيّته محاولة صياغة إجماع عام واسع في ما يتعلق ببقية العملية خلال العطلة الصيفية (للكنيست التي تبدأ 30 يوليو الجاري)”، وفق البيان.
وذكر البيان، أن بايدن، دعا نتنياهو “إلى لقاء قريب في الولايات المتحدة، ووافق رئيس الوزراء على الدعوة، وتم الاتفاق على أن يقوم الفريقان الإسرائيلي والأمريكي بتنسيق تفاصيل اللقاء”، دون تحديد تاريخ لذلك.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها بايدن نتنياهو للاجتماع في البيت الأبيض، منذ أداء حكومة الأخير اليمين الدستوري، أواخر ديسمبر الماضي، على عكس ما هو متبع بين البلدين منذ عقود.
وتزامن هذا الأمر، مع إعلان إسرائيل، عن اعترافها بمغربية الصحراء، في خطوة غير مسبوقة، قطعت الشكوك التي أحاطت غموض موقف تل أبيب من النزاع المفتعل.
وقال بلاغ صادر عن الديوان الملكي المغربي، إن الملك محمد السادس توصل برسالة من نتنياهو، أخبره عبرها بـ”قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”.
وأكد نتنياهو، في الرسالة، أن “موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”.، مشدداً على أنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار”.
كما ذكر نتنياهو، في الرسالة الموجهة إلى الملك محمد السادس، أن إسرائيل، “تدرس، إيجابيا، فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا”.
وعلى الرغم من عدم وجود أي صلة مباشرة بين اتصال بايدن بنتنياهو، واعتراف الأخير بمغربية الصحراء، على الأقل وفق ما هو مُعلن، إلا أن العلاقات بين الرباط وتل أبيب، التي مرّت في الشهور الماضية بـ”أزمة صامتة”، كانت من ضمن أهم الملفات في واشنطن.
وعملت الولايات المتحدة الأمريكية، في الفترة الأخيرة، على تجنّب أي أزمة معلنة قد تنشب بين البلدين، بسبب السياسات العنصرية لحكومة نتنياهو، ضد الفلسطينيين، وهو ما أدانه المغرب باستمرار في الشهور الماضية.
ولم يخف المغرب غضبه من نهج حكومة نتنياهو، منذ تأديتها القسم الدستوري حيث تجنّب تهنئة الرئيس، وأدان أعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ورفض استضافة قمة النقب في ظل “السياق الحالي”.
تعليقات الزوار ( 0 )