بعد أن قطع العالم أشواطا مهمة في القضاء على فيروس كورونا وسلالاته المتحورة بإطلاقه لعمليات التلقيح الجماعية، بدأ هاجس الخطر يدب من جديد مع بروز مرض آخر يُعرف بالفطر الأسود، حيث ارتفعت حالات الإصابة بعدواه في الهند إلى أزيد من 5 آلاف في صفوف حديثي التعافي من فيروس كورونا وأودى بحياة حوالي 90 شخصا.
مع أنه مرض ليس بجديد، إلا أنه أثار موجة من الجدل والقلق من انتشاره في ربوع العالم لاسيما بعد تسجيل حالتين في مصر، ولكونه كذلك نتيجة للمضاعفات التي يسببها فيروس كورونا لجسم الإنسان، خاصة بعد موجة تفشي السلالات المتحورة الأشد فتكا، مع ذلك يجمع الباحثون والمهتمون على أن هذا المرض ليس خطيرا معتبرين أنه يشكل تهديدا لذوي المناعة الضعيفة فقط الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كداء السكري.
في سياق متصل، قال مولاي مصطفى الناجي، الخبير في علوم الأوبئة ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في حديثه مع جريدة “بناصا” الإلكترونية، أن “مرض الفطر الأسود يعد النوع الشائع من بين الفطريات المنتشرة في الطبيعة والهواء كالفطر الأبيض والأصفر، التي تكون نتيجة للتعرض لعفن يوجد في التربة والنباتات المتحللة، مضيفا أن “البيئة الملوثة تساعد هذا المرض على الظهور والتفشي”.
وأوضح الناجي، بأن “هذا النوع من الفطريات يستهدف الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة تؤدي إلى إضعاف مناعتهم، وتكون أعضاءهم بدون استثناء عاجزة، ليسبب لها التهابا قد يصل إلى الدماغ وينتهي بوفاة الضحية بعد أيام من الإصابة بالعدوى، لهذا يتم في الآونة الأخيرة في الهند استئصال أعين الضحايا أو جيوبهم الأنفية لمنع تسلل المرض إلى الدماغ في مشاهد أثارت الرعب والخوف”.
واستبعد الخبير في علوم الأوبئة أن يعرف المغرب ما شهدته بعض الدول من بينها الهند من استفحال للوضعية الوبائية، وذلك راجع إلى “إيلاء النظافة أهمية كبرى في الثقافة السائدة في المجتمع المغربي”، مطمئنا بأن “دواء الفطر الأسود متوفر في صيدليات المملكة ويتم أخذه بعد توفر الوصفة الطبية، معتبرا بأن وسائل الوقاية كافية لتجنب الإصابة به، التي تتمثل أساسا في التشخيص المبكر واعتماد النظافة كعادة يومية وضرورية”.
تعليقات الزوار ( 0 )