يواصل الإعلام التابع لجبهة البوليساريو الانفصالية وصانعتها الجزائر، في نشر أخبار الحرب الوهمية في الصحراء المغربية، من أجل تغليط الرأي العامّ الدوليّ، بالرغم من المناطق التي يُروّج الجيران على أنها تحت القصف، سبق واحتضنت مؤخراً، استحقاقات مهمّة، مثل سباق الدراجات الذي أقيم بقطاع المحبس.
وبعد الفيلم الوثائقي الذي عرضه التلفزيون الجزائري الرسميّ، والذي حاول من خلاله الجنرالات أن يؤكدوا بأن الوضع في الصحراء المغربية معقدٌ للغاية، دون أن يتمكنوا من تفادي ارتكاب الأخطاء، التي جعلتهم عرضةً لسخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، _ بعدها _ عاد إعلام البوليساريو، ليُصوّر تمثيلاً قيل إنه لـ”صلاة الخوف”.
ونشر منتدى “فورستاين”، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، صورةً تُظهر عدداً من أفراد جماعة الرابوني وهم يؤدون صلاة الخوف، حيث يصلي قسمٌ منهم، فيما تكلف آخرون بالحراسة، معلّقةً بأنه “بعد أفلام الجزائر وفبركتها، ذهبت قيادة البوليساريو هي الأخرى بعيداً في صناعة المحتوى الحربي”.
وأضاف المنتدى: “بعد تصوير مجموعات تضرب وتقصف، وتحمل أسلحة وتوزعها على أنها من وسط معاركها حتى تبرّر البلاغات اليومية الكاذبة. هاهي أصبحت تتفنن في صناعة المشاهد تلو الأخرى، والمشهد المرفق يظهر مجموعة من المقاتلين في مشهد يسوق تصوير صلاة الخوف، التي تقام خلال المعارك والمواجهات، ولها شروط وأحكام خاصة بها، وتقام في ظروف معينة واضحة”.
وتابعت الصفحة: “يبدو أن للقيادة هي الأخرى ظروفها، وما دامت تتحدث يوميا عن معارك غير موجودة، فلا بأس أن تصلي مجموعاتها صلاة الخوف، فالمعارك مخيفة حقا”، متسائلةً “ممن تخاف مجموعات البوليساريو؟ ما دامت تقصف عن بعد، ولا تصل صواريخها وقذائفها، ولا تضرب أي هدف فمن ماذا تخاف؟”.
وواصل منتدى “من قلب مخيمات تندوف”، أسئلة الاستنكارية في التدوينة ذاتها: “ما دامت (البوليساريو) تضرب وترجع إلى الأراضي الجزائرية، فمم تخاف؟ ما دامت حسب التلفزيون الجزائري، تقصف وتغير مكانها خوفاً من الردّ العشوائي من الجهة الأخرى، وتذهب لأماكن آمنة، فمم تخاف؟”.
وأوضح المصدر السابق، بأن الجواب على هذه الأسئلة، هو أن “مقاتلي البوليساريو يمثلون لا أقل ولا أكثر، يبثّون أكبر قدر من العواطف والمشاعر بحثاً عن تضامن واسعٍ من الصحراويين وغيرهم”، منبهاً: “صلاة الخوف تقتضي مواجهات مباشرة، وخوفاً من الهجوم المباغت من الخصم، ويكون المصلون في مكان معرض للخطر، أو وصلوا لمنطقة داخل منطقة العدو، ولا يعرفون محيطه، وكل ذلم لم يتحقق في حالة البوليساريو، ولن يتحقق أصلا”.
وأردف بأن مقاتلي البوليساريو، ظهروا “يصلون في منطقة مكشوفة، وهذا منافٍ تماماً لحالة الخوف والقلق من المباغتة، وهذا شرط لم تعيروه انتباهاً، فماذا سينفعكم هذا النوع أمام الطائرات مثلا، ألا تشكل هي الأخرى خوفاً، أم أن المصلين لن يسمعوا صوتها أثناء صلاتهم، وستكونون قادرين على الردّ بينما يتهيأ أصدقائكم”.
واسترسل المنتدى: “يمكن للمقاتلين أن يصلوا صلواتهم جمعاً إن اقتضت الضرورة، ويمكن أن يصلوها جمعاً وقصراً، إن ذهبوا بعيداً عن المخيمات، وهذا الشرط غير متوفر إطلاقاً، فهم لم يغادروا محيط المخيمات، فقط مجموعات تابعة للنواحي العسكرية تقيم فيها أصلا”.
واعتبر المنتدى بأن “صلاة الخوف الخاصة بجبهة البوليساريو، هي سلاح عاطفي لن يصل لغايته، مثل سلاح الأقصاف التي لم تضرب شيئا، ومثل سلاح البلاغات العسكرية التي لم تأتي بدليل واحدٍ”، إلى جانب، يضيف المصدر، أن “طريقة الصلاة مختلفة”، مختتماً: “ابتعدوا عن المتاجرة بالدين، وأثبتوا معركتكم بدل الالتجاء لإثباتها بوسائل احتيالية مهما كانت قداسة الفعل بالطريقة هي الأصل، والنية أبلغ من العمل. وأنتم نيتكم إثبات الحرب، وليس الصلاة خوفاً من حرب غير موجودة”.
تعليقات الزوار ( 0 )