شارك المقال
  • تم النسخ

بعد الهدوء.. تصريح رئيس جزر الكناري يهدّد بإعادة الأزمة المغربية الإسبانية لنقطة الصفر

بعد مرحلة الهدوء التي سادت في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، منذ إقالة حكومة مدريد لوزيرة خارجيتها أرانشا غونزاليس لايا، بعد أن كانت قد تسببت في دخول البلدين في أزمة غير مسبوقة عقب قبولها دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي إلى البلاد، تهدّد تصريحات حديثة صادر عن رئيس حكومة جزر الكناري، بإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.

وقال أنجيل فيكتور توريس، رئيس حكومة جزر الكناري، في حوار أجرته معه صحيفة “إل إسبانيول”، إن “المغرب بلد حدودي، ويجب أن تكون العلاقات بينه وبين جزر الكناري، على أفضل ما يمكن”، مستدركاً أن “هذا لا يعني في أي وقت، أننا لن ندافع عن الجزر، والديمقراطية، ومبدأ تقرير المصير في الصحراء الغربية، على النحو الذي أقرته الأمم المتحدة”.

وأضاف توريس، أنه “لا يمكننا تغيير موقفنا من بعض القضايا، مثل المياه الإقليمية للجزر”، مهدّداً المغرب في حال المساس بـ”ميليمتر واحد من المياه الإقليمية لجزر الكناري”، بأن أي “قرار من جانب واحد، فعليه أن يعرف منذ البداية، أنه محكوم عليه بالفشل، لأنه سيجد كلّ قوة حكومتي وحكومة بيدرو سانشيز، في وجهه”، على حدّ تعبيره.

واستطرد رئيس حكومة جزر الكناري حديثه، بأنه سبق له أن طلب القيام بزيارة رسمية إلى المغرب، بصفته رئيسا، من أجل مناقشة مشكل المياه الإقليمية، معرباً عن أمله في أن يحدث ذلك بعد عودة العلاقات بين مدريد والرباط، ومذكراً في السياق نفسه، بأن المملكة المغربية سبق وعرفت نزاعات أخرى حول المياه الإقليمية مع دول مجاورة مثل الجزائر.

تصريحات توريس، التي بدا من خلالها، حازماً في عدد من الأمور، من بينها الموقف من تقرير المصير في الصحراء المغربية، والمياه الإقليمية لجزر الكناري، مخالفة تماماً لما جاء على لسان بيدرو سانشيز، الذي حاول تجنب الحديث عن “تقرير المصير”، خلال كلمته الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أثارت العديد من التكهنات بخصوص مستقبل العلاقات بين الجارين.

وسبق لسانشيز، أن قال إنه من الضروري التوصل، في إطار الأمم المتحدة، إلى “حل عادل ودائم ومقبول للطرفين بشأن الصحراء”، مدافعاً عن مركزية الأمم المتحدة، ودون أن يذكر حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وذلك سيراً على المنوال الذي بدأه سنة 2019، في تجنب التطرق بشكل نهائي لمبدأ “تقرير المصير”.

هذا، وكان سانشيز قد صرح مؤخرا، بأن إعادة العلاقات مع المملكة المغربية، بعد التوترات التي شهدتها في الفترة الأخيرة، تنتظر تشكيل حكومة الرباط، مبرزاً أن هناك فرصة لـ”إعادة العلاقات الطبية مع المغرب، والقيام بذلك بطريقة أكثر صلابة ومع أسس جديدة”، معرباً عن تطله لوضع حلّ نهائي للأزمة من خلال زيارة رسمية إلى الجار الجنوبي.

يشار إلى أن إسبانيا عملت منذ إقالة أرانشا، وتعويضها بخوسيه مانويل ألباريس، على تهدئة الأجواء مع المغرب، وهو بالفعل ما حصل، بعد أن أعلن الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، عن توجه البلدين لدخول مرحلة غير مسبوقة في العلاقة بينهما، وتجاوز الأزمة التي اندلعت في وقت سابق.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي