شارك المقال
  • تم النسخ

بعد الشروع في إعادة القاصرين.. الفوضى تسود في مراكز الأحداث بسبتة المحتلة

منذ بدء الحرس المدني الإسباني في نقل القاصرين المغاربة المتواجدين في المراكز الاجتماعية بمدينة سبتة المحتلة، الجمعة، عقب الاتفاق الذي توصلت إليه حكومة مدريد مع نظيرتها المغربية، تسود حالة من التوتر في الثغر المحتل، عقب إقدام العشرات من الأطفال على الفرار ومحاولة البقاء في المدينة، لتجنب إرجاعهم إلى المملكة.

وكشفت تقارير إسبانية، أن التوتر يتصاعد داخل المراكز التي يتواجد فيها القاصرون المغاربة، منذ شهر ماي الماضي، وذلك مباشرةً بعد علمهم بشروع سلطات سبتة المحتلة، في إعادتهم بشكل جماعي إلى بلادهم، مردفةً أنه “وفقا لمصادر من منظمات إنسانية وشرطية مختلفة، فإن حوالي 80 شخصا تمكنوا من الفرار قبل أن تتم إعادتهم”.

ونقلت المصادر نفسها، عن “EL Faro De Ceuta”، قولها إن أزيد من 50 شخصا، فرّوا، أمس السبت، بالفعل من مركز “Santa Amelia” الرياضي، وهي أحد المراكز التي أعدتها السلطات من أجل استقبال المئات من الأطفال، متابعةً أن عمليات الهروب، تأتي بعد أن تحقق القاصرون من إعادة حوالي 30 شخصا إلى المغرب.

وأوضحت أنه بالموازاة مع الهدوء الذي ساد عبور حافلة صغيرة تقل 15 قاصرا في الساعة العاشرة من صباح أمس السبت، تحت حراسة عناصر الشرطة، حيث تم تسليمهم إلى المغرب، دون وقوع أي توتر، فإن أنباء الترحيل وصلت إلى مراكز أخرى مثل Piniers 1 و2 و3، ما جعل مجموعة أخرى من الأطفال تفرّ.

وفي السياق نفسه، تقول المصادر نفسها، إن منظمات حقوقية بالمدينة المحتلة، انتقدت بشدّة الخطوة التي أقدمت عليها سلطات إسبانيا والمغرب، بإعادة القاصرين، بعدما نقل الأطفال، لمسؤولي حقوق الإنسان، ومن بينهم لورا بوديندورفر، المكلفة بحماية الطفل في اليونسيف، صورةً سوداوية عن الأوضاع التي كانوا يعيشون فيها، جراء “العنف في مكان العمل، والزواج القسري، والشبكات الإجرامية والاتجار في البشر”، حسبها.

وأبرزت منظمة “Save The Children”، وفق المصادر المذكورة، أنها قامت بإجراء مقابلات مع 350 طفلاً إلى الآن، من أجل إعداد تقرير لإرساله إلى القضاء، بغيةَ منع السلطات الإسبانية من إعادة القاصرين إلى المملكة، حيث تعتبر الهيئات الحقوقية أن مدريد والرباط، تخرقان القوانين الأوروبية والدولية، باتفاقهما على إرجاع الصغار الذين عبروا إلى الثغر المحتل في ماي الماضي.

واستطردت التقارير أن المنظمة الحقوقية المذكورة، أن العديد من الأطفال، قالوا خلال المقابلات التي تمت معهم بالدارحة المغربية، إنهم يتعرضون للاستغلال الجنسي في الشارع، وأيضا داخل أسرهم، مردفةً أن بعض الفتيات هربن من الزواج القسري، فيما زعم آخرون أنهم يتعرضون للاضطهاد من قبل العصابات، أو أجبروا على المشاركة في شبكات إجرامية أو هربوا من محاولات الاختطاف.

جدير بالذكر، أن إسبانيا أن حاولت، في وقت سابق، الضغط على المغرب عبر ترويج أخبار كاذبة مفادها أن المملكة استعملت القاصرين كدروع بشرية، في ماي الماضي لابتزاز مدريد، وهو ما نفته السلطات المغربية بشكل قاطع، قبل أن يأمر الملك محمد السادس، بإعادة جميع الأطفال غير المصحوبين بذويهم إلى البلاد.

كما استغلت مجموعة من المنظمات الحقوقية الدولية الوضع، من أجل مهاجمة المغرب، في الوقت الذي جرى فيه التغاضي الكامل عن الخروقات والانتهاكات الحقوقية التي تمت ضد الأطفال، عقب دخولهم إلى ثغر سبتة المحتل، وما تعرضوا له من ضرب ورفس وسحل ورمي بالرصاص المطاطي من قبل أفراد الحرس المدني والجيش.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي