اعتبرت تقارير إعلامية إسبانية، أن تنسيق الولايات المتحدة الأمريكية مع المغرب، لمرافقة المجموعة القتالية التابعة لواشطن في عملية عبورها لمضيق جبل طارق، تحمل إيماءات سلبية لإسبانيا، وتؤكد إقصاء الأخيرة بالكامل من مفكرة واشنطن، في نظرتها لحوض البحر الأبيض المتوسط، وسبل توثيق التعاون مع بلدانها من أجل “تعزيز الأوضاع الأمنية في المنطقة”.
وكشفت جريدة “vozpopuli”، أن السلطات الأمريكية، سلطت الضوء، بعد عبور مجموعة قتالية بحرية تابعة لواشنطن وهي هاري ترومان، لمضيق جبل طارق، برفقة فرقاطة مغربية، وفي غياب أي سفينة تابعة للبحرية الإسبانية، _ سلطت الضوء _ على التعاون الوثيق مع الشريك المغربي، والهدف المشترك لهما، المتمثل في تعزيز الأوضاع الأمنية بالمنطقة.
وأضافت الجريدة الإسبانية، أن المجموعة القتالية الأمريكية، تتكون من حاملة الطائرات “USS Harry S. Truman”، و”مجموعة الإضراب”، التي توفر مهام الحراسة أثناء الانتشار، متابعةً أن السفن غادرت في بداية دجنبر نورفولك وفيرجينيا ومايبورت، قبل أن تصل لمضيق جبل طارق يوم الثلاثاء الماضي، لدخول البحر الأبيض المتوسط امتثالا لمهامهم الأمنية، باعتبار أن المنطقة ذات أولوية.
وأوضحت أن عبور المضيق، عملية ذات أهمية عسكرية، مع الأخذ في الاعتبار حجم التجمع الأمريكي والحركة البحرية الكثيفة المسجلة في المعبر، كما أنه تحمل عبئا رمزيا أكبر لأنها تمثل نقطة الوصول الطبيعية إلى البحر الأبيض المتوسط المضطرب، الذي يتميز بالتوترات الأخيرة بين المغرب والجزائر، والمغرب وإسبانيا، أو عدم الاستقرار في ليبيا وغيرها.
وأردفت أن وجود المجموعة الأمريكية، يعد جزءاً مما يسمى بـ”الدبلوماسية العسكرية”، والتي تتعمل على تقريب العلاقات مع الدول الحليفة الأخرى، إلى جانب لعبها دور رادع تجاه أي أعداء محتملين، متابعةً أن المغرب اختار فرقاطنة علال بن عبد الله، لمرافقة سفن الدولة الأمريكية الشمالية في عبورها عبر المضيق.
وأشار الأدميرال كيرت رينشو، قائد المجموعة الأمريكية، أن الإبحار إلى جانب البحرية الملكية “تجربة رائعة”، مضيفاً، في مذكرة صادرة عن البحرية الأمريكية: “نتشارك مع شركائنا المغاربة بهدف تعزيز ظروف الأمن والاستقرار البحري في المنطقة وردع أو مواجهة من يهدد الأمن في أي مكان في العالم”.
وواصلت الجريدة الإسبانية، أن هذا التطور، يحدث في سياق يحاول فيه المغرب مضاعفة جهوده ليصبح القوة الرئيسية في المنطقة، حيث تواصل تجديد أسلحتها وقدراتها الدفاعية، من أجل، مضاهاة قدرات الجزائر، على الأقل، التي تعد منافس الرباط الرئسي في شمال إفريقيا، والتي ظلت العلاقة بينهما متوترة، حسب “فوز بولي”.
وذكّرت الجريدة بالتوترات الخطيرة التي تعيش على وقعها العلاقات بين المغرب وإسبانيا، والتي نشبت عقب استقبال حكومة مدريد لزعيم البوليساريو للاستشفاء بعد مرضه بكورونا، متابعةً أن الرباط حققت نجاحات دبلوماسية من الدرجة الأولى في ملف الصحراء، إلا أنها لم تنس الجيوب الإسبانية في شمال إفريقيا (المدن والجزر المحتلة).
وفي ظل هذا الوضع، تردف الجريدة”، اختارت الولايات المتحدة الأمريكية دخول مجموعتها القتالية إلى البحر الأبيض المتوسط، في آخر احتضان بين الدولتين اللتين عززتا في السنوات الأخيرة علاقاتهما في الشؤون الدبلوماسية والعسكرية، متابعةً أن اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، فتح الأبواب لسيناريو جديد من التعاون بين الطرفين.
ونبهت الجريدة إلى أن البنتاغون يرى أن المملكة المغربية، هي شريكها الطبيعي في مكافحة عدم الاستقرار الموجود في منطقة الساحل، ولاسيما الإرهاب الجهادي أو تدفقات الهجرة غير المنضبطة، أو الأنشطة الإجرامية، مسترسلةً أن البلدين ختما هذا التقارب بإيماءات مختلفة محملة بالرمزية، مثل مناورات الأسد الإفريقي.
واختتمت “فوزبولي”، تقريرها بالتأكيد على أن الرباط تنتقل بسرعة في السبورة الإقليمية، وتجد في واشنطن شريكا من الدرجة الأولى لتحقيق أهدافها، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل عرض المغرب للعالم أجمع، عبر عدة حلقات، مثل التي حدثت الثلاثاء، حين مرت المجموعة القتالية مصحوبة بفرقاطة مغربية، عبر مضيق جبل طارق.
تعليقات الزوار ( 0 )