شارك المقال
  • تم النسخ

بعد الاحتجاج.. سياسيون وإعلاميون يطالبون بتحركٍ حكوميٍّ عاجلٍ لإنقاذ سكّان الفنيدق

أجبرت الأوضاع المعيشية المتردية، العشرات من سكان مدينة الفنيدق، على الخروج للتّظاهر في الشارع المعام، والمطالبة بتوفير بديلٍ اقتصاديّ للمنطقة بشكل عاجلٍ، بسبب الانعكاسات السلبية لإغلاق الحدود مع سبتة المحتلة، التي كان التهريب المعيشي الذي يمرّ عبرها، أهمّ مصدر للعيش للقاطنين بالمدن المحاذية للثغر.

وطالب سكان الفنيدق، عبر الوقفة الاحتجاجية التي نظموها، الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني، بإنقاذ المدينة من الوضع الراهن، سواء عبر فتح الحدود مع سبتة المحتلة، أو بتوفير بديلٍ اقتصاديٍّ عاجل يُنقذ المواطنين من المعاناة التي دخلوها منذ نهاية سنة 2019، حين قررت السلطات المغربية، منع التهريب المعيشي من الثغر المحتل.

وعقب الاحتجاجات، دعا مجموعة من السياسيين والإعلاميين المغاربة، حكومة العثماني، إلى التحرك العاجل لتوفير بديلٍ اقتصادي ينقذ سكان شمال المملكة الذين يعتبرون من أكبر المتضررين من قرار إغلاق الحدود بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، من الأزمة الخانقة التي يعانونها منذ قرابة سنة كاملة.

وكتب الصحافي أيوب الخياطي، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تحت عنوان “التنمية ثم التنمية ثم التنمية”: “قبل إغلاق معبر باب سبتة المحتلة، كان على السلطات أن تفكر في إحداث مشاريع تنموية تسد بها حاجيات الساكنة، وتجنب مئات العائلات البطالة، وبالتالي تدهور أوضاعهم الاجتماعية”.

وأضاف الخياطي: “ساكنة الفنيدق لديها منفذ واحد وأوحد من أجل كسب لقمة العيش، وهو معبر سبتة الذي تم إغلاقه في نهاية سنة 2019، تخيل معي: واحد نعاس وفاق جبر قرار إغلاق المعبر الحدودي، كيف سيأمن القوت اليومي لأطفاله؟ المهرب والتاجر مضرور، اقتصاد المدينة قائم على التهريب المعيشي”، متابعاً: “لقد أغلقتم الصنبور وتركتم الساكنة تبحث عن الماء”.

ومن جانبه دعا الإعلامي المصطفى العسري، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الدولة المغربية، للتدخل من أجل دعم ساكنة المدت المتضررة من إغلاق الحدود في الشمال، وعلى رأسها الفنيدق، مردفاً بأن على السلطات أن تعتبرهم مثل مستخدمي القطاع السياحي، وتقوم بتخصيص إعانات شهرية للأسر في المنطقة.

الصحافي محمد سعيد السوسي، قال في تدوينة على خلفية احتجاجات ساكنة الفنيدق، إن ما وقع بالأمس، “يتطلب تدخلا عاجلاً لتحريك وتنزيل برامج التنمية وتوفير فرص الشغل”، مشدداً على أن “الناس عيات مالبطالة”، مردفاً بأنه “يتوجب إيجاد صيغ فورية للعمال داخل مدينة سبتة من أجل العودة لمهنهم”.

واعتبر عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، خالد أشيبان، بأنه من الطبيعي، حين تغيب مؤسسات الوساطة المجتمعية، وتستقيل المعارضة عن أداء دورها، وتختفي المجالس الانتخابية، وتصمّ الحكومة آذانها عن معاناة الناس، أن يضطر المواطنون للخروج للاحتجاج لإسماع صوتهم، وأن تجد السلطات نفسها في الأخير، في مواجهة الناس في الشارع.

وتابع: “هادشي علاش كانغوتو.. ماشي باش نصفيو الحساب مع شي حد كيفما يظن البعض.. ولكن حيت هادي بلادنا أولا، وكنخافوا عليها بنفس القدر لي كنحبوها.. وثانيا حيت عارفين ومتيقنين أن تراكم الأشياء التي يمكن أن يعتبرها البعض بسيطة يمكنه أن ينتج كرة ثلج ضخمة يصعب تفكيكها.. وثالثاُ للتنبيه بأن الماخل العوجة لا تنتج سوى المخرجات العوجة..”.

وأوضح أشيبان: “ملي كايولي المواطن كيلجأ للملك لحل أبسط المشاكلـ راحنا وصلنا لمرحلة خاصها الجرأة الكافية لطرح الأسئلة الحقيقية وإيجاد الأجوبة الحقيقية.. ماشي بالضرورة الأجوبة لي غادي تعجبني أنا أو نتا، ولكن الأجوبة لي غادي تحل المشاكل من جذرها وتخلينا نأسسوا لممارسات سليمة.. وملك البلاج بنفسه، وفي خطاب رسمي، طلب الحقيقة ولو كانت مؤلمة !”.

واسترسل: “الأحزاب والجمعيات لي كاتقول أنها فعلا تمثل الشعب وتؤثر فيه، تهبط دبا عند الشعب للشارع إذا فعلا عندها شي امتداد أو تأثير.. قبل ما تهضر على الانتخابات والامتيازات واللوائح والقواسم”، مضيفاً: “وكيفما خاص يتفضح أي واحد يستغل مآسي الناس باش يشعل الفتيلة، خاص يتفضح بنفس القدر أي مسؤول يوفر بقراراته جميع ظروف الاحتقان والانفجار”.

ومن جهته، كتب المحامي نوفل البعمري، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن احتجاجات الفنيدق، كانت منتظرةً منذ مدة نظرا للأزمة الاجتماعية التي نتجت عن إغلاق المعبر المؤدي لسبتة المحتلة، مشيراً إلى أن غالبية الساكنة تعتمد على التهريب المعيشي، واستمرار الوضع الاقتصادي المتأزم في هذه المدينة أدى للتظاهر.

ونبه البعمري إلى ضرورة مسارعة مختلف المسؤولين “لإيجاد حلّ اقتصادي اجتماعي للفئات التي كانت تشتغل في التهريب المعيشي، خاصة وأن المعبر المتاخم لسبتة المحتلة ليست هناك أية مؤشرات على افتتاحٍ قريب له، وأن الوضعية الحالية ستستمر”، مسترسلاً في تدوينة ثانية، بأن على العثماني أو الوزراء، أو منتخبي الفنيدق، التحدث مع المحتجين، فلا يمكن، وفقه، أن يدفع البلد ثمن فشل حساباتهم السياسية.

وشدد البعمري على أن المغرب “لا يحتاج لتكرار سيناريو الحسيمة الذي تفجر بسبب ضعف وسوء تواصل الحكومة طيلة ستة أشهر من الاحتجاجات، لا نحتاج لتكرار هذا السيناريو بأي شكل من الأشكال، ارحموا هذا الشعب وهذا الوطن.. ولا يمكن في كلّ مرة أن تتراجعوا للوراء وتتركوا المواطن وجهاً لوجه مع الداخلية !!”، مردفاً: “من يتابع ما يحدث الآن، سيتأكد أن كرة الثلج/الاحتجاج قد انطلقت في التدحرج للأسف”، متسائلا في ختام تدوينته: “ألا يوجد سياسي في هذا البلد؟”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي