شارك المقال
  • تم النسخ

بعد الإعلان عن كاميرات مكافحة التّسول.. من يتصدى لظاهرة الشّحاذة الرّقميّة؟

أعلنت وزارة الداخلية، التي يقودها عبد الوافي لفتيت، أنها تعتزم وضع كاميرات أمنية في المدن الرئيسية بالبلاد، من أجل مكافحة ظاهرة التّسول.

وقال لفتيت، إن السلطات اعتقلت في سنة 2021، 32 ألفا و669 شخصا، على خلفية التّسول في الشوارع، منهم 2975 مواطنا أجنبيا، فيما تم القبض على 28 ألفا و769 شخصا، منهم 2408 أجنبيا، في سنة 2022.

وأضاف أن وزارة الداخلية، تولي أهمية كبيرة لمكافحة التّسول، نظرا للتأثير السلبي الذي يخلفه على الشعور بالأمن لدى المواطنين المتضررين من هذه الأنشطة والسلوكات العدوانية للبعض منهم، فضلا عن استغلال القصر والمحتاجين.

وتابع لفتيت، أن الظاهرة تتسبب أيضا في “تشويه الصورة الجمالية للشوارع”، مشيراً إلى أنه الوزارة ستضع كاميرات مراقبة لتحسين الأمن ومحاكمة المسؤولين عن هذه الأحداث في شوارع المغرب.

أرقام صادمة

وزارة الأسرة والتضامن، ورئاسة النيابة العامة، سبق لهما أن كشفا قبل ثلاث سنوات، أن 43 في المائ من المتسولين، متزوجون، و26 في المائة منهم أرامل، فيما تشكل فئة العزّاب 20 في المائة، و11 في المائة مطلقات ومطلقون.

وأضافت الدراسة الرسمية التي أشرفت عليها وزارة الأسرة ورئاسة النيابة العامة، أن هناك 195 ألف متسول في المغرب، منهم 10 آلاف شخص تمت متابعتهم بجنحة التسول.

التّسول الرقمي.. خارج دائرة القانون

مقابل هذه المجهودات التي تقوم بها وزارة الداخلية من أجل مواجهة التسول في الشوارع، والذي يتسبب في العديد من الأضرار للمجتمع، ولجمالية المدن المغربية، يواصل شحّاذو العالم الافتراضي، أنشطتهم بدون أي رقيب.

ويلجأ العديد من المتسولين، إلى العالم الافتراضي، من أجل استجداء الناس، من خلال عرض صور لأشخاص يدعون أنهم أقرباء مرضى، يحتاجون إلى المال لشراء الأدوية، أو أخرى لبيت مهترئ أو رسالة تتحدث عن الظروف الصعبة للأسرة.

ولحد الآن، لا وجود لأي إجراءات من شأنها التصدي لهذه الظاهرة، التي يلجأ فيها البعض إلى استغلال صور الأطفال، حتى ولو لم يكونوا من أسرهم، من أجل كسب تعاطف الناس.

وعكس المتسول الواقعي، فإن نظيره الرقميّ، يدرس جيداً الفئة المستهدفة، حيث يختار “بروفايلات” لأشخاص يظهر عليهم أنهم ميسورين، على أمل أن يتمكن من الحصول على بعض المال.

وإلى جانب المتسول الذي يستعمل مواقع التواصل الاجتماعي، هناك فئة أخرى، تراسل البريد الإلكتروني، وتستهل رسالتها بالتعريف بنفسها، وبأن أوضاعها صعبة للغاية، ولا تجد قوت يومها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي