في دجنبر 2020 قام المغرب بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، واعترفت الولايات المتحدة، بصفتها وسيطًا، بحقوق المغرب في الأراضي المتنازع عليها في الصحراء المغربية.
وحسب وزارة خارجية المملكة المغربية، تم توقيع الاتفاقيات إبان زيارة الوفد المشترك للولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، إلى الرباط في مجال الاقتصاد والتجارة والابتكار والسياحة.
و في هذا الصدد أكد عباس الوردي، استاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، أن العلاقات الاسرائيلية المغربية تعيش مرحلة تاريخية، و ذلك لعدة اعتبارات اولها انفتاح المغرب بدبلوماسيته على مجموعة من الدول إلى جانب محاولة المغرب لعب دور الوساطة لحل مجموعة من الخلافات الدولية و الاقليمية، على أساس مبدأ نبذ الكراهية والعنف وهو ما يتبناه المغرب باستضافته على طول قرون مجموعة من الطوائف الدينية، أبرزها اليهودية.
وأبرز الوردي، في تصريحه لموقع “بناصا”، أن العلاقات المغربية الإسرائيلية قديما كانت قائمة على أساس حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتباعا لتطورات هذا الملف قد أغلق المغرب مكتب الاتصال الاسرائيلي، وأنتج عن ذلك قطيعة ديبلوماسية، ومنذ سنة 2003، لم يزر أي وزير إسرائيلي الرباط، وأضاف المتحدث بأن ما نشهده اليوم من إعادة لفتح هذا المكتب يبين نية المملكة لبناء شراكة جديدة مع الدولة العبرية وكذا تفعيل الحوار وجس نبض المجتمع الدول للالتفات للقضية الفلسطينية خصوصا لضعف وساطة الأمم المتحدة وتعقد قراراتها وعدم الالتزام بها عكس وساطة المملكة التي ستعمل على استمالة رأي الفلسطينيين و الإسرائيليين من أجل ايجاد حل وسط لدولتين مع الحفاظ على موقع القدس الشريف.
وذكر استاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، أنه تم يوم أمس عقد لقاء جمع وزيري خارجية البلدين، جرى التوقيع على اتفاقيات مهمة بينت من خلالها المملكة على التزامها التام لوعودها لدى الفرقاء الدوليين التي تم الاتفاق عليها سابقا بمعية الولايات المتحدة، وقد تم الاتفاق في مجالات الصحة و التعليم و الأمن السيبيرياني، الذي عقد فيه المغرب اتفاقا سابقا مع فرقاء إسرائيليين من أجل مجابهة المخاطر الالكترونية التي تهدد البلدين، إلى جانب قطاع السياحة و الدين واحترام الشعائر الدينية التي تجمع البلدين خاصة بعد تأكيد وزير الخارجية المغربي أمس أن هناك هوية مشتركة بين البلدين اعتبارا للكم الهائل من اليهود المغاربة داخل اسرائيل.
وشدد الوردي، على أنه لا يمكن نسيان دور الملك محمد السادس في الحفاظ على هوية الطائفة اليهودية داخل المغرب وتقديم الجو الملائم للممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، وبدون خوف وهو ما لا نشهده في العديد من الدول الاسلامية الأخرى. مضيفا أن الديبلوماسية المغربية اليوم بقيادة الملك قد قطعت أشواطا كبيرة و تخلت عن منطق الكرسي الفارغ وجعلت من الحوار بين الفرقاء أساس حل أي مشكل وهنا سنتنبأ بأن المغرب سينجح في جعل القضية الفلسطينية ستشهد منعطفا جديدا وحلولا عديدة. .
تعليقات الزوار ( 0 )