عرفت الإصابات اليومية بفيروس كورونا المسجلة في المغرب، ارتفاعاً كبيراً في الأسبوعين الأخيرين، حيث انتقلت من حوالي 300، إلى أزيد من 700 حالة، الأمر الذي بات ينذر بموجة ثالثة من تفشي الوباء في البلاد، ويهدد بلجوء الحكومة مرةً أخرى، إلى تشديد الإجراءات الوقائية، وفرض قيود على التنقل، للتصدي لهذا الانتشار السريع.
ويخشى المغاربة من اضطرار الحكومة إلى العودة للحجر الصحي الذي كان سبباً رئيسياً في تدهور الوضعية المادية للعديد من الأسر، خصوصاً بعد اعتراف سعد الدين العثماني، بأن الوضعية الوبائية في الوقت الراهن، باتت تدعو إلى القلق، بعد أن تضاعفت الإصابات الجديدة، وزادت الحالات الحرجة، مشدداً على أن الظرفية تتطلب مزيداً من الحيطة والحذر.
ويمني العديد من المغاربة النفس في أن لا تلجأ الحكومة إلى تشديد القيود خصوصاً مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يحظى بخصوصياته التي تتطلب التواجد مع أفراد العائلة، وأي إجراءات جديدة قد تفرضها السلطات، من شأنها أن تحرم المواطنين من فرحة العيد على شاكلة ما حدث في السنة الماضية، حين حُظر السفر قبل أيام من المناسبة الدينية.
ويرى خبراء بأن الارتفاع الأخير نتيجة طبيعة لعدة عوامل على رأسها حالة التراخي التي بدت ظاهرة في شوارع البلاد، عقب الرفع التدريجي من الحجر الصحي وتقليص فترة حظر التجول الليلي، إلى جانب فتح الحدود الدولية والتسهيلات التي منحت لأفراد الجالية من أجل العودة إلى أرض الوطن، ما جعل مئات الآلاف يدخلون المملكة.
وحذرت وزارة الصحة، الأربعاء المواطنين من إمكانية وقوع انتكاسة صحية بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكورونا في البلاد، عقب الرفع التدريجي من تدابير الحجر الصحي، داعيةً إلى “ضرورة الحيطة والالتزام الشديد بالتدابير الوقائية من ارتداء للكمامة بشكل سليم، واحترام التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات غير الضرورية والحرص على النظافة العامة”.
ونبهت إلى أن الإصابات المسجلة مؤخرا، شهدت ارتفاعاً ملحوظا في عددها، بالإضافة إلى عدد الحالات الحرجة والوفيات، مرجعةً هذا الأمر إلى “حالات التراخي الملحوظ وعدم الالتزام بالإجراءات والتدابير الحاجزية، خاصة بعد الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي الليلي، وبداية العطلة الصيفية وفتح الحدود الدولية”.
وشددت على أن الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي، لا يعني “انتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي”، بل إن الأمر، تتابع وزارة الصحة يستلزم “انخراط الجميع في مواجهة هذه الجائحة بكل مسؤولية وروح وطنية للخروج ببلادنا إلى بر الأمان، في أفق تحقيق المناعة الجماعية، وتثمين المكتسبات المحققة إلى يومنا هذا”.
وبدوره كان خالد أيت الطالب، وزير الصحة، قد حذر من التهاون في مواجهة الوضعية الوبائية الراهنة، مطالباً بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية المفروضة وعلى رأسها ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، مهدداً في السياق نفسه، بالعودة إلى تشديد القيود الاحترازية في حال استمرت الإصابات الجديدة بالفيروس التاجي في الارتفاع.
يشار إلى أن وزارة الصحة، سجلت أمس الخميس، 789 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الحالات المسجلة منذ دخول الوباء للمغرب، إلى 532150، ليصل إجمالي الحالات النشطة التي تتابع علاجها في المنازل والمستشفيات لـ 4751، ويرتفع عدد الحالات الحرجة التي ترقد في غرف الإنعاش والعناية المركز إلى 230.
تعليقات الزوار ( 0 )