تزامناً مع الارتفاع المتزايد في الإصابات والوفيات والحالات الخطرة المسجلة في البلاد، ستشرع وزارة الصحة، انطلاقاً من الأسبوع المقبل في عملية تلقيح واسعة ضد فيروس “كورونا”، وذلك من أجل وضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة، ووفاء للمقاربة الملكية الاستباقية المعتمدة منذ ظهور هذا الفيروس.
وأكد الناجي مولاي مصطف، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في تصريح لـجريدة “بناصا”، أنّ عملية التطعيم الاستباقية، ستنطلق عبر ربوع المملكة يوم 4 دجنبر المقبل.
وأضاف الناجي، أنّ الأولوية ستعطى على الخصوص للعاملين في الخطوط الأمامية، وخاصة العاملين في مجال الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن والعاملين بقطاع التربية الوطنية، وكذا الأشخاص المسنين والفئات الهشة للفيروس، وذلك قبل توسيع نطاقها على باقي الساكنة.
من جانب آخر، أوضح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في حديث مع “بناصا”، أنّ المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم لإجراء أبحاث المرحلة الثالثة على اللقاح من ضمن عدة بلدان أخرى، وتزود المغرب بهذه اللقاحات عند ثبوت سلامتها ونجاعتها، ونقلت التكنولوجيا لإنتاج اللقاح بالمغرب.
وأضاف، أنّ اللقاح هو من نوع اللقاح الخامل، المسمى بـ (Vaccin inactivé)، وهي تقنية تقليدية أي مجربة كثيرا، وتقوم على الاستعانة بالفيروس المقتول، ولها تراكم كبير وسلامتها موثقة عبر عقود من الزمن، وهناك عدد كبير من اللقاحات المنتجة بهده الطريقة.
وأكد المصدر ذاته، أنّ الأبحاث أجريت بالمغرب على 600 متطوع ولم تسجل أي آثار جانبية خطيرة، بل فقط آثار بسيطة معروفة ومتوقعة، نظير حمى بسيطة وآلام خفيفة وإحمرار في موقع أخذ اللقاح، وهي نفس الاثار الجانبية التي سجلت في الدول الأخرى.
واسترسل الطيب حمضي، أنّ هناك من يعتقد أو يروج لكون التلقيح قد يصيب الجهاز المناعي بالتكاسل، وأن التمنيع الطبيعي، أي بالتعرض للمكروبات والأمراض، هو الأفضل لأنه طبيعي في اعتقادهم، مشيرا إلى أن هذا الاعتقاد خطأ وخطر كبير.
وتابع، أنّ المناعة بالتطعيم أو التلقيح هي أصلا مناعة طبيعية يكون فيها الدور الأساسي لمناعة جسم الانسان نفسه. اللقاح يلعب فقط دور المحفز لهده المناعة الطبيعية.
وشدّد الخبير في النظم الصحية، أنّ هدف التمنيع، ليس إعطاء جسم الإنسان مضادات جاهزة، تحل محل مناعته الطبيعية قصد تعويضها للقضاء على الأمراض أو تجنبها، وإنما التمنيع الوقائي هو استخدام مواد المستضدات، التي تثير الاستجابة المناعية للجسم، لتكوين مناعة متخصصة تجاه مكروب ما.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنّ دور اللقاح ينحصر فقط في تحفيز مناعة جسم الإنسان الأصلية والطبيعية والشخصية، وتشجيع الجسم للاستعداد بشكل مبكر للقضاء على المكروبات في حال تعرضه لها، بفضل مضادات الأجسام التي يفرزها الجسم نفسه.
وسيكون المغرب من أوائل الدول عالميا التي ستلقح وتحمي ساكنتها وتفتح اقتصادها مبكرا وبشكل واسع، فيما لن تتمكن العديد من الدول من الوصول إلى اللقاح إلا بعد عدة أشهر وبكميات قليلة.
الطيب حمضي، نبّه إلى أنه بفعل السباق العالمي المحموم نحو اللقاح، تعاقدت الدول الغنية التي تأوي 13% فقط من سكان العالم مند شهر غشت لشراء مسبق لأزيد من 50% من اللقاحات التي كانت تحت الدرس.
بينما يتموقع المغرب اليوم ضمن الأوائل من هده الكوكبة بفضل الإشراف الملكي المباشر على الملف، والخطوات الاستراتيجية والبعيدة النظر التي أقبل عليها جلالته، وأهمها التعاقد مع العملاق الصيني.
وأشار الطيب حمضي، إلى أنّه بفضل ذلك فإن بلدنا سيشرع في استقبال اللقاحات واستعمالها بشكل مبكر جدا وبكميات مهمة، مردفا: “طبعا هذه اللقاحات لن تصل بالكميات الكافية لتلقيح جميع المغاربة من البداية وفي نفس الحين، بل تباعا”.
تعليقات الزوار ( 0 )