أثار حجز الوكالة الوطنية للمياه والغابات، لعدد من الببغاوات التي كان يمتكلها أحد المصورين المتجولين في مدينة شفشاون، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتباينت ردود الفعل، بين مستنكر لخطوة “المياه والغابات”، بسبب “قطع رزق” الشخص الذي يدعى حميد بنسعيد، وبين مؤيد للأمر، بذريعة حماية هذه الأنواع من الطيور، وأيضا، بسبب تجاوزات المعني.
وفي هذا السياق قال الإعلامي المغربي محمد واموسي، إنه “لأكثر من عقدين، لم يكن مشهد ببغاواته الملونة مجرد صورة سياحية، بل أداة ترويج و تسويق سياحي لمعالم المدينة”، قبل أن تقرر “المياه والغابات” مصادرتها.
وتابع في تدوينة “فيسبوكية”، أن مديرية المياه والغابات، حولت حميد، الذي كان يعتبر الببغاوات الخمسة بمثابة أبنائه، من “مصور سعيد إلى رجل منكسر، وشفشاون، التي لطالما زينتها تلك الأجنحة الملونة، صارت أقل بهجة”.
واعتبر واموسي أن الطيور كانت “تعيش بحرية معه في الهواء الطلق، والآن هي محبوسة في أقفاص مديرية المياه والغابات، تنتظر مصيرًا مجهولًا… تمامًا كصاحبها، الذي خسر رفاقه”.
وذكّر أحد المعلقين، ويدعى المهدي، بقصة مشابهة أخرى، وهي تحرك مصالح المياه والغابات، لحجز قرد صانع المحتوى المعروف بـ”بن نسنس”، الذي كان يعيش معه في منزله ويعتني به كأنه ابنه، ليوضع في حديقة.
وتساءل الشخص نفسه: “لا ندري هل المياه والغابات تعي ماذا تفعل وتحت أي بند قانوني تتحرك؟ وهل الأولوية في نظرهم هي مطاردة مربي الحيوانات أم المستولين على هكتارات أشجار الأرز التي عرف بها المغرب في زمن ما؟”.
وفي المقابل، دافع آخرون عن خطوة السلطات، إذ أوضحوا أن هذه الطيور، قد تسبب أمراضا خطيرة للإنسان، أو تعرض الأطفال للخطر، خلال التقاط الصور.
وقال أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”، ويدعى محمد، إن تربية مثل هذه الحيوانات، تتم عبر دفتر تحملات تتعهد فيه بالفحص الطبي وتصرح بمكان الإقام والاتزام بنظام تغذية صحي. وليس إطلاقها على العباد في الشارع.
معلق آخر، يدعى محمد رضا، قال إن زوار مدينة شفشاون، ممن علقوا على هذه الحادثة، أكدوا أن الشخص المعني، لا يتردد في شتم وسب أي سائح أراد الاقتراب من المكان لأخذ صورة تذكارية، ويطالبه بالدفع مقابل ذلك.
وأوضح أن الشخص المعني، جعل من المكان المحاذي لقصبة شفشاون بساحة “وطاء الحمام”، “ملكاً خاصا به”، علماً أنه، حسب الزوار، “يترك المكان متسخا بفضلات الببغاوات، وهو ما خلف استياء البعض”.
وكانت وكالة المياه والغابات، قد أعلنت السبت، أنها اضطرت لحجز هذه الببغاوات، تحت إشراف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بشفشاون، وفي حدود تطبيق القانون، وطبقا لاختصاصاتها.
وقالت الوكالة، إن حجز هذه الببغاوات، تم بناء على “القانون رقم 29.05 المتعلق بحماية أنواع الحيوانات والنباتات البرية ومراقبة تجارتها”، مؤكدةً أن المعني، لم يكن يملك التراخيص اللازمة لحيازتها.
جدير بالذكر أن الببغاوات المعنية بهذا الحجز، والتي تعتبر المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، موطنها الأصلي، تعد من أكثر أنواع الطيور المهددة بالانقراض في العالم.
تعليقات الزوار ( 0 )