شارك المقال
  • تم النسخ

بعد”مصافحة البرق”.. جنرالات إسبانيا يخشون نقل قاعدة “روتا” إلى المغرب

في مقال بصحيفة (okdiario) الإسبانية، لفت الكاتب إلى أن المياه القريبة من جزر الكناري شهدت قبل أيام قليلة أكبر مناورات عسكرية بين الولايات المتحدة والمغرب، وأن مصير الـ 444 مليون التي أنشأت بها قاعدة “روتا” البحرية في خطر.

وأضاف الكاتب الإسباني بيلايو بارو، أن القوات البحرية لكلا البلدين نشرت حاملة الطائرات “يو إس إس بورتر” التابعة لبحرية الولايات المتحدة، والمتواجدة في القاعدة العسكرية الأمريكية «روتا» الموجودة في مدينة قادس الإسبانية. 

كما أن حاملة الطائرات “أيزنهاور”، تضيف الصحيفة ذاتها، حملت شعار الأسطول السادس للبحر الأبيض المتوسط ​، والعديد من المدمرات والمقاتلات في منطقة تقع على بعد 50 ميلا بحريًا فقط من أرخبيل الكناري.

وتتزامن المناورات العسكرية مع الدعم الأخير للسيادة المغربية على الصحراء من قبل الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وتصريحات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني بشأن سبتة ومليلية.

أما في الحديقة الخلفية، فهناك صراع خفي من أجل الرواسب المتواجدة تحت الماء في المياه البحرية المتنازع عليها، ومن ضمنها معدن التيلوريوم الذي يعتبر من المواد الرئيسية التي سيتم استعمالها في المستقبل، يردف المصدر ذاته.

ولفت الكاتب إلى أن رادارات عناصر المراقبة بمركز التحكم الجوي في قاعدة غاندو الجوية، بجزيرة غران كناريا، رصدت نهاية الأسبوع الماضي، الوجود غير العادي لعدد كبير من الوحدات الجوية التي تحمل الرموز العسكرية الأمريكية والمغربية.

وقالت، إن النشاط جرى على بعد 50 ميلاً بحريًا فقط، أي أقل من 100 كيلومتر، من الشمال الشرقي لجزر الكناري بين الأرخبيل والساحل المغربي لأكادير، ولكن دائمًا على هامش المنطقة الاقتصادية الخالصة في المغرب.

وأوضحت مصادر عسكرية أن جيش الكناري فوجئ بعدد الطائرات التي عكست أصداءها على الرادارات، كما تم الكشف عن وجود هؤلاء المقاتلين في الرادارات المدنية المصاحبة للرحلات التجارية من وإلى الجزر الإسبانية.

وأضاف الكاتب، أن أعضاء مركز العمليات الجوية المشتركة للقوات الجوية المركزية (CAOC)، والموجود في مخبأ محمي في قاعدة توريخون دي أردوز (مدريد) كانوا على علم بهذه المناورات العسكرية، وأن من هذا المجمع العسكري الكبير للناتو، يتحكم الحلف في جميع الأجواء على الجانب الجنوبي من أوروبا.

أكبر انتشار للقوات العسكرية بين البلدين منذ عقود

وكان انتشار وحدات من البلدين، والذي استمر طوال الأسبوع حتى يوم الجمعة الماضي، هو الأوسع في تاريخ المنطقة، وكانت ترأس هذه المناورات حاملة الطائرات “دوايت دي أيزنهاور يو إس إس” التابعة لبحرية الولايات المتحدة والمسماة على اسم الرئيس الأمريكي الـ34 دوايت أيزنهاور.

ورافق الحاملة عدد كبير من المدمرات والوحدات البحرية الأخرى، بالإضافة إلى أسراب من مقاتلات “F-18 “Super Hornet وطائرات الإنذار المبكر من طراز “Hawkeye” وطائرات الهليكوبتر MH-60S ومقاتلات مزودة بأنظمة حرب إلكترونية.

كما شاركت الفرقاطة الحديثة طارق بن زياد، بالإضافة إلى العديد من مقاتلات F-16 و F-5، وعلى الجانب المغربي، كان هناك قتال ضد الغواصات، وقتال جوي وتمارين قتالية سطحية، والتي تضمنت إطلاق الذخيرة الحية.

سفينة من قاعدة “روتا” بإسبانيا

وقال الكاتب، إن من بين المدمرات كانت هناك “يو إس إس بورتر”، وهي سفينة صواريخ موجهة لها قاعدة عسكرية أمريكية «روتا» الموجودة في مدينة قادس الإسبانية، والتي تنتمي إلى ما يسمى بـ”الدرع الصاروخي” الذي نشرته الولايات المتحدة في إسبانيا بعد اتفاق 2011 بين حكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو وإدارة باراك أوباما.

وتسببت حقيقة مشاركة سفينة ذات قاعدة مستقرة في منشأة بحرية إسبانية في مناورات مع المغرب على مسافة قصيرة جدًا من مياه الكناري في بعض الانزعاج في الأوساط العسكرية الإسبانية، وأشاروا إلى أنه على الرغم من تنفيذ ذلك في المياه الإسبانية، فإنه “لا توجد مناورات بريئة” في منطقة لها الكثير من التداعيات والمصالح الجيوستراتيجية على المحك.

كما أنها أزعجت بيئات الطيارين التجاريين الإسبان، الذين يؤكدون أن العمليات تمت حول ممر جوي يستخدم عادة للطرق بين جزر الكناري وأوروبا، وبحسب بعض المصادر، فإن بعض الطائرات التي شاركت في العمليات كانت ستحلق هذه الطائرات المدنية عن كثب.

بايدن والصحراء

ولفت صاحب المقال أيضا إلى أن المناورات تجري في لحظة سياسية دولية حاسمة في هذه البقعة من الكوكب.، وأنه قبل أيام قليلة من مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض، أظهر الرئيس السابق دعمه للمغرب في مطالباته الإقليمية بشأن الصحراء، وبالتالي تم تجاوز الخط الذي رسمته الأمم المتحدة، والذي دعا إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير في المنطقة.

لكن مع وصول الرئيس الأمريكي الجديد، الديموقراطي جو بايدن، لم تتغير مواقف البيت الأبيض بشأن الصحراء ولو ذرة واحدة، وأن هذه المناورات المشتركة، كما تم تقييمها دوليا، تعزز هذا الالتزام تجاه المغرب، الذي أصبح في العقد الماضي زبونا مهما لقطاع الأسلحة الأمريكي.

ومن بين المعدات العسكرية التي حصل عليها المغرب، طائرات بريداتور بدون طيار ومقاتلات إف -16 ودبابات أبرامز وطائرات هليكوبتر هجومية وصواريخ بعقود بمليارات الدولارات، وفي دجنبر 2020، أضافت واحدة أكثر من 1،000 مليون دولار التسلح، دطك يعني أن الرباط حققت قفزة نوعية كبيرة للغاية في عقدين فقط.

التيلوريوم والنفط و”جبل تروبيك”

وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن المناورات تحدث في الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين إسبانيا والمغرب بإحدى أكثر لحظاتها توترا، وفي نهاية عام 2020، تحدى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، حكومة بيدرو سانشيز ببيانات عن سبتة ومليلية.

وصرح العثماني في مقابلة مع التلفزيون المصري أن المدينتين المحتلتين من الضروري أن يفتح نقاش بخصوصهما. يضاف إلى ذلك الافتقار إلى السيطرة على طرق الهجرة غير الشرعية، والتي يبرزها الكثيرون على أنها متعمدة، أو حتى محاولات نقل السفن الأمريكية من روتا إلى المغرب.

وقالت الصحيفة، إن خلفية الوضع تؤثر على المصالح الإستراتيجية لإسبانيا، وأن قاع المحيط الأطلسي الذي يعتبره البلدين خاص بهما، غني باحتياطيات الهيدروكربون، حيث وقعت الرباط في السنوات الأخيرة بعض عقود التنقيب في مناطق قريبة من جزر الكناري، مشيرة إلى أنه على الرغم من حقيقة أن المعاهدات الدولية لا تعترف بالسيادة على هذه المياه، فإن المغرب يتصرف وكأنها ملكه.

وإلى جانب النفط، هناك أيضا رواسب معدنية مهمة أخرى تحت المحيط، أهمها معدن التيلوريوم، وهي مادة أساسية لمستقبل الكوكب، لأنها نادرة جدًا وهي ضرورية لتطوير صناعة الطاقة الشمسية، ومن بين قطاعات أخرى، هناك أيضًا كميات كبيرة من الكوبالت، وهو عامل حاسم في صناعة الهواتف المحمولة.

وأشار صاحب المقال، إلى أنه في عام 2017، اكتشفت بعثة بريطانية ما يبدو أنه رواسب تزن 2670 طنًا من التيلوريوم على بعد 400 كيلومتر جنوب غرب إل هييرو، أو ما يعرف باسم “جبل تروبيك”، وهي منطقة لا تنتمي إلى أي بلد، لكن كل من إسبانيا والمغرب طلبتهما كمنطقة خاصة بهما من أجل توسيع منطقتهما الاقتصادية الخالصة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي