شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا كبيرًا في تعاملات يوم الإثنين، مسجلة أسوأ أداء لها منذ سنوات، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة من تأثير سياسات ورسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية على الاقتصاد الأمريكي. وقد تأثرت الأسهم بشكل لافت، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية بنسب كبيرة، مما أثار مخاوف من انعكاسات سلبية على النمو الاقتصادي.
تراجع مؤشر “ستاندارد آند بورز 500” بنسبة 2.7% في نهاية التعاملات، بعد أن كان قد انخفض بنسبة 3% خلال تعاملات الظهيرة، مسجلاً بذلك أكبر تراجع يومي له منذ عام 2022. كما خسر مؤشر “داو جونز الصناعي” 890 نقطة، أي ما يعادل 2.1%، بعد أن كان قد فقد في بعض لحظات التداول أكثر من 1100 نقطة. أما مؤشر “ناسداك”، فقد تراجع بنسبة 4.3%، مما يعكس حالة من التذبذب الكبير في الأسواق.
شهد مؤشر “إس أند بي 500” سابع تقلّب بأكثر من 1% خلال الجلسات الثماني الأخيرة، وذلك في ظل مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب بشكل متقطع إلى إلحاق ضرر مباشر أو غير مباشر بالاقتصاد الأمريكي. وقد أدت هذه السياسات إلى خلق حالة من عدم اليقين، مما دفع الشركات والمستهلكين إلى التريث، وهو ما قد يؤدي إلى شلل في النشاط الاقتصادي.
انخفض مؤشر “ستاندارد آند بورز 500” بنسبة 8% عن أعلى مستوى له على الإطلاق، والذي سجله في 19 فبراير الماضي. وقد بدأت بعض المؤشرات الاقتصادية تظهر علامات ضعف، خاصة في استطلاعات الرأي التي أظهرت تشاؤمًا متزايدًا بين المستهلكين والشركات. كما تشير بيانات بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يدخل في مرحلة انكماش.
وفقًا لوكالة “رويترز”، فقدت الأسهم الأمريكية ما يقارب 4 تريليونات دولار من قيمتها منذ أن بلغت ذروتها بعد انتخاب ترامب. وقد علق الرئيس الأمريكي على الوضع الاقتصادي بقوله إن البلاد تمر بفترة “انتقالية” نتيجة قراراته بفرض رسوم جمركية على الواردات، مشددًا على أن خطته لإعادة الثروة إلى الأمريكيين ستستغرق وقتًا.
تأثرت أسهم شركات التكنولوجيا بشكل كبير، حيث تراجعت أسهم شركة “إنفيديا” لأشباه الموصلات بنسبة 5.1%، لتفقد أكثر من 20% من قيمتها منذ بداية العام. كما تراجعت أسهم شركة “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية بنسبة 15.4%، مسجلة تراجعًا إجماليًا بنسبة 45% منذ بداية العام. وقد تأثرت الشركات التي تعتمد على الإنفاق الاستهلاكي أيضًا، حيث تراجعت أسهم شركة الطيران “يونايتد أيرلاينز” بنسبة 7.6%، وأسهم شركة “كارنيفال” لسفن الركاب بنسبة 6.3%.
لم يقتصر التراجع على الأسهم التقليدية فقط، بل امتد ليشمل العملات الرقمية، حيث تراجعت عملة “بتكوين” إلى أقل من 80 ألف دولار للوحدة الواحدة، بعد أن كانت قد بلغت 106 آلاف دولار في ديسمبر الماضي.
في تصريح لقناة “فوكس نيوز”، قال الرئيس ترامب إن الاقتصاد الأمريكي يمر بفترة انتقالية نتيجة قراراته بفرض رسوم جمركية، مؤكدًا أن هذه الخطوات تهدف إلى إعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة. من جانبه، أكد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أن الرسوم الجمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم ستُطبق اعتبارًا من الأربعاء المقبل، واصفًا الوضع الاقتصادي بأنه مرحلة “التخلص من الإدمان” على الإنفاق الحكومي.
يبدو أن الأسواق الأمريكية تمر بمرحلة حرجة، حيث تتفاعل بشكل سلبي مع السياسات التجارية للرئيس ترامب، مما يزيد من حالة عدم اليقين ويهدد بتباطؤ النمو الاقتصادي. وفي ظل هذه الظروف، يبقى المستقبل الاقتصادي للولايات المتحدة محل مراقبة دقيقة من قبل المستثمرين والخبراء على حد سواء.
تعليقات الزوار ( 0 )