سلطت جريدة “إلباييس” الإسبانية، الضوء على معاناة المسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية، مع العثور على أمكان لدفن الموتى، بعد امتلاء أغلب المقابر الموجودة في مختلف مناطق المملكة.
وقالت “إلباييس”، إن إسبانيا التي تضم حوالي 2 مليون مسلم، كانت تتوفر في 2015، على 22 مقبرة إسلامية في كل بلدياتها البالغ عددها 8131، قبل أن يرتفع العدد إلى 35 في سنة 2020.
وأضافت أنه مع بدء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، ارتفع عدد الموتى بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى امتلاء العديد من المقابر الإسلامية، منها تلك الموجودة في العاصمة، التي أغلقت بشكل نهائي شهر فبراير الماضي.
وأوضحت، أن الجالية المسلمة في مدريد، لم يعد لديها مكان لدفن موتاها، حيث تنتظر أن تفي السلطات بوعدها بفتح مقبرة جديدة، رغم تأخرها في ذلك، الأمر الذي دفع البعض للتساءل: “هل سنبقى في دائرة مواطنين من الدرجة الثانية؟”.
وذكر المصدر، أن المقبرة الإسلامية الوحيدة التي كانت متاحة في مدريد، توجد في غرينيون، على بعد 40 دقيقة من العاصمة، غير أن مجلس البلدية نبه، في دجنبر الماضي، إلى أن المقبرة قد امتلأت، وأنه هناك أمكنة لحديثي الولادة والأطفال فقد، قبل أن تغلق الأبواب بشكل نهائي، لغاية توسيعها.
الحل البديل، والذي سبق أن تم اقتراحه في سنة 2016، حسب الجريدة، هو تمكين 10 آلاف متر مربع في مقبرة بلدية كارابانشيل، لم يتم تطبيقه. في سنة 2022، أعاد رامون سيلفا، مستشار المجموعة البلدية الاشتراكية في مدريد، إحياء الالتماس، الذي تمت الموافقة عليه رغم امتناع الحزب الشعبي، وسيودادانوس، عن التصويت، وتصويت “فوكس” ضده.
واسترسل المصدر، أن مواطنا مغربيا، يدعى حسين الغرافي أشلوش، توفي ابن عمه، دون أن يجد مكان لدفنه، حيث بقيت الجثة في الثلاجة بمستودع الأموات، في انتظار معالجة أوراق نقلها إلى المغرب، وما لذلك من مصاريف إضافية قد تصل إلى 3000 يورو، حسب ما جاء في “إلباييس”.
وأشارت الصحيفة، إلى المعاناة التي تترتب عن هذا الأمر، بحيث تبعد جثة ابن عم حسن، الذي ترك ثلاثة يتامى في إسبانيا، بحوالي 1300 كيلومترا، ما يعني أن الروابط العاطفية التي تبقى بعد وفاة الإنسان، (من خلال زيارة القبر)، لن تستمر، نظرا للمسافة الكبيرة جدا.
ونقلت “إلباييس”، عن أحد المسؤولين عن المركز الثقافي الإسلامي في ليغانيس، أن أغلب المسلمين في إسبانيا، يرغبون في أن يدفوا في المملكة الإيبيرية، وقلة هم من يريدون العودة للوطن، ويرجع ذلك أساسا إلى صعوبة نقل الجثة نحو البلد الأصلي، متابعا بحزن: “يموت ثلاثة أو أربعة يوميا ولا وجود لمكان لدفنهم”.
وجددت الصحيفة، التأكيد على أن مشكلة المقابر المسلمين، لا تقتصر على مدريد فقط، لأن وجود 35 مقبرة في كل البلاد، بعضها مجرد قطع أرض داخل مقبرة مسيحية، غير كافٍ، مشيرةً إلى أن هذا الوضع، يدفع المسلمين إلى نقل موتاهم لمقابر في مدن مجاورة، مثل ما يحدث في فالينسيا، حيث تستقبل مقبرتها الإسلامية 30 في المائة فقط من موتى المدينة، فيما يأتي الـ 70 في المائة الآخرون، من مناطق أخرى بإسبانيا، نظرا لغياب المقابر أو امتلائها.
تعليقات الزوار ( 0 )