حوّل المعلق الرياضي الجزائري حفيظ الدراجي، نفسه، إلى مادة للسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشر صورة ادعى أنها من الأرشيف الفرنسي، تحمل جملة من الأكاذيب.
ونشر الدراجي، صورة على حساب على “إنستغرام”، جاء تُظهر الجزائر، وهي ممتدة إلى المحيط الأطلسي، عبر جهة سوس ماسة، إلى جانب “الصحراء الإسبانية” جنوباً.
وحولت الصورة التي يزعم المعلق الرياضي في قنوات “بي إن سبورت” القطرية، أنها من “الأرشيف الفرنسي”، المغرب إلى دويلة صغيرة في الشمال.
وإلى جانب المغالطات التاريخية التي تظهرها الصورة، والتي تؤكد محدودية اطلاع الدراجي، فقد تضمنت هذه “الوثيقة” التي يفترض أنها من “الأرشيف الفرنسي”، أخطاء في اللغة الفرنسية.
كما احتوت الصورة، التي لا وجود لها في أي مرجع من المراجع التاريخية، أو أي أرشيف، على أخطاء في اللغة العربية أيضا، إضافة لتسمية الصحراء المغربية بـ”الإسبانية”، رغم أن الاحتلال الإيبيري للمنطقة، حدث في 1884، أي بعد 79 سنة من التاريخ المفترض لـ”وثيقة الدراجي”.
وفي هذا الصدد، قال الإعلامي الجزائري المعارض، وليد كبير، إن “المعلق الرياضي، ونظرا لجهله بالتاريخ، لا يعرف أن إسبانيا احتلت الصحراء الغربية المغربية بعد مؤتمر برلين 1884”.
وأضاف كبير في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “منين كنت دير السياحة في أكادير، لماذا لم تقل لمن استضافوك إنها تابعة للجزائر؟؟”، في إشارة إلى الزيارة السابقة التي قام بها الدراجي، إلى منطقة سوس المغربية.
وتابع: “والله أصبحت أضحوكة بين الجماهير العربية التي تتابع تعليقاتك”، مورداً مع تدوينته، صورة من متحف اللوفر، “تظهر حدود الإمبراطورية الشريفة”، التي “عقدت نظامك المريض”، حسب تعبير كبير.
وعاد الإعلامي الجزائري نفسه، في تدوينة أخرى، ليؤكد أنه “لا يمكن بناء دولة بتاريخ مزور”، مبرزاً أن “أقاليم الجزائر الثلاث كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية”.
وأردف في تدوينته المرفقة بوثائق تاريخية: “عندما دخل فرنسا سنة 1830، لم تكن مساحة الجزائر على شكلها الحالي. فرنسا وحدت الأقاليم الثلاث: وهران، الجزائر، قسنطينة، وأطلقت عليها اسم الجزائر بمقتضى مرسوم شنايدر 14 أكتوبر 1839”.
واسترسل: “ثم بدأت في التوسع جنوبا بداية من 1870، وواصلت توسعها لغاية 1956”. وأوضح أن “المغرب كان أكبر متضرر لأن فرنسا اقتطعت منه الصحراء الشرقية التي تتجاوز مساحتها مليون كيلومتر مربع”.
بدوره، ردّ الإعلامي المغربي، محمد واموسي، على الدراجي، بالقول، إن الخريطة التي نشرها المعلق الرياضي، والتي زعم أنها تعود لـ 1805، “ملونة، رغم أنف ألبرت هنري مونسل مخترع نظام الألوان سنة 1905”.
وواصل متهكما: “وقد كتب فيها الفرنسيون وهم في عز ثورتهم الثقافية واللغوية اسم المغرب: Maroco، أما جنوب المغرب فسموه آنذاك بـ: سهرة Esbaniol، بدل Sahara espagnole”.
كما ردّ الإعلامي المغربي محمد عمور، مدير قناة “بي إن سبورت” الإخبارية، على الدراجي، بالقول: “ممكن أن تصدق خرافات الانترنت والفوتوشوب وبقية الهراء، ولو في إطار Wishful thinking، من باب تحقيق ما لم يكن ولن يكون أبدا ما دام على وجه الأرض مغربي واحد”.
وأوضح في تغريدة نشرها على حسابه بـ”تويتر”: “المشكلة حين لا تجد غضاضة في قبول الفظاعة اللغوية لمصطلح “Sahra Esbaniol”، علما أن الإسبان بالـP لم يحتلوا الصحراء حتى بداية القرن العشرين، وكذلك تجهل بدون شك أن التسمية الفرنسية البادية وسط الصورة لم تبتدع حتى عام 1837”.
ووجه عمور، في التغريدة التي شاركها أيضا، الإعلامي المغربي الآخر في قنوات الجزيرة، عبد الصمد ناصر، إلى الدراجي: “راجع الأطلس الفرنسي لعام 1905 بعد قرن افتراضي من الخريطة الكوميدية أدناه، وتأكد كما تفرض أبجديات المهنة التي أضحت مهنة من لا مهنة له”.
وأعرب عمور عن شعوره بـ”الأسى”، مختتما تغريدته بشكل تهكمي: “اقتراح: ما دمت وصلت للمحيط الأطلسي خذ مراكش أيضا خصوصًا وأن الدنيا ربيع والجو بديع”.
يأتي هذا بعد أيام على الضجة التي أثارها الباحث السعودي ماجد مزعل، الذي انتقد بحدة، ادعاء الجزائر، بأن لها “مليون ونصف مليون شهيد”، متسائلاً أين توجد مقابر هؤلاء.
واعتبر الباحث السعودي في منظمة “سابراك” الحكومية، بناء على الادعاءات المتتالية للجزائر، بأن الأخيرة، “دولة قائمة على الكذب”، وهو الأمر، الذي يؤكده، حسب متابعين، استمرار الدراجي، في مزاعمه.
تعليقات الزوار ( 0 )