عادت الجزائر لتتصدر قائمة موردي الغاز إلى إسبانيا، بعد أن كانت قد تراجعت إلى المركز الثاني في الشهور الماضية، بسبب الأزمة الدبلوماسية المندلعة بين البلدين.
وعلى الرغم من استمرار الأزمة، إلا أن الجزائر استعادت موقعها في صدارة موردي الغاز إلى المملكة الإيبيرية، مزيحة الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب نشرة إحصائية لشركة “إنغانيس” الإسبانية المشرفة على القطاع، فقد نقلت الجزائر 29312 غيغاوات ساعة عبر خط الأنابيب منذ بداية عام 2023، إضافة إلى 4878 غيغاوات ساعة من الغاز الطبيعي المسال (LNG)، وصلت إلى شبه الجزيرة بواسطة ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وقالت جريدة “أوبسيرف ألجيريا”، إن الجزائر وفرت 24.2 في المئة من احتياجات إسبانيا من الغاز، وتتقدم على الولايات المتحدة وروسيا في قائمة مزودي مدريد بالغاز.
وأضاف المصدر نفسه، أن مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية (CORES)، وهي منظمة تابعة لوزارة التحول البيئي الإسبانية، كشفت بدورها أن شركة سوناطراك الجزائرية أعادت تنشيط شحن ناقلات الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا.
وأرسلت الجزائر، في أبريل، أكبر شحنة، بلغت 31 في المئة من إجمالي الغاز إلى إسبانيا، عبر هذه الناقلات في غضون 16 شهرا، وذلك بعد أشهر من توقف نقل الغاز عبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أصبحت المورد الرئيسي للغاز الإسباني خلال شهر مارس الماضي، قبل أن تستعيد الجزائر موقعها بعد ارتفاع قدرتها التصديرية.
في السنة الماضية، توترت العلاقات بين البلدين، إذ علقت الجزائر اتفاق تعاون مع إسبانيا بعدما قررت مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وتوقفت المبادلات التجارية بين البلدين نتيجة الأزمة، وكان الاستثناء الوحيد هو الغاز الذي استمر تسليمه إلى إسبانيا في الأشهر الأخيرة بسعر زادته سوناطراك الجزائرية قبل فترة.
وفسّر مراقبون عودة الجزائر لإرسال الغاز الطبيعي المسال نحو إسبانيا، بالضغوط الأوروبية التي بدأت منذ فترة، لدفع سلطات قصر المرادية، إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه المملكة الإيبيرية.
وعلى الرغم من أن الجزائر، روّجت من خلال صحف مقرّبة من السلطة، لأنها لن تخضع للضغوط الأوروبية، وستواصل الضغط على إسبانيا لغاية تراجعها عن موقفها من نزاع الصحراء، إلا أنها سرعان ما “استسلمت”.
يشار إلى أن إسبانيا، ستترأس في النصف الثاني من السنة الحالية، الاتحاد الأوروبي.
تعليقات الزوار ( 0 )