أكدت مصادر مقربة من الرئاسة الجزائرية، أن زيارة عبد المجيد تبون، إلى فرنسا تم تأجيلها، إلى موعد لاحق، بسبب تقديم موعد الانتخابات الرئاسية بالبلاد.
وكشف موقع “عربي بوست”، نقلاً عن مصادر مقربة من “المرادية”، أن زيارة تبون إلى فرنسا، التي كان من المقرر أن تتم بين أواخر شهر شتنبر وبداية أكتوبر المقبلين، قد تأجلت بصفة رسمية.
وكان الرئيس الجزائري، قد اتفق مع نظيره الفرنسي، قبل أسبوعين من تقديم موعد الانتخابات على إجراء زيارة إلى باريس نهاية شتنبر وبداية أكتوبر، وأعلن “الإليزيه” عن الزيارة بشكل رسمي.
وأثار التأجيل الثالث من نوعه، الذي لم يتم الإعلان عنه بعد بصفة رسمية، لزيارة تبون إلى باريس، العديد من الشكّوك، بخصوص إجبار قصر “الإيليزيه”، لـ”المرادية”، على اتخاذ هذا القرار، بسبب “الاستغلال السياسي” للرحلة.
وفي سياق ذي صلة، كشف موقع “ألجيري بارت”، الذي يديره المعارض عبو السمار، أن إعلان الرئاسة الجزائرية، في الـ 21 من مارس الجاري، عن إجراء انتخابات مبكرة، في الـ 7 من شتنبر 2024، بدل شهر دجنبر من السنة نفسها، شكّل صدمة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان قد حدد لتوه، موعداً لزيارة تبون إلى باريس.
وأضاف المصدر، أن التوافق بين إعلان الرئاسة الفرنسية في الـ 11 من مارس الجاري، عن إجراء زيارة تبون إلى باريس، للقاء ماكرون، بين نهاية شتنبر وبداية أكتوبر، وبين إعلان الرئاسة الجزائرية، أثار العديد من الأسئلة، ودفع مراقبين للعلاقات المعقدة بين البلددين، إلى أن “الإيليزيه” يؤيد صراحة الولاية الثانية للرئيس الجزائري الحالي.
وأوضح الموقع الجزائري، أنه بالنسبة لتبون، فإنه سيذهب، بعد أسابيع قليلة من إعادة انتخابه المتوقعة في الانتخابات المقبلة، كرئيس للدولة لولاية ثانية، في زيارة رسمية إلى باريس، متابعا أن هذا الأمر، يستند إلى حقائق مرتبطة بالقرب المقلق بين أجندة الزيارة المرتقبة إلى باريس، وبين الانتخابات الرئاسية.
وذكر الموقع، أن فرنسا، اعتمدت على معلومات متطابقة وصلت إليها من الجزائر العاصمة، تشير إلى تأجيل الانتخابات من دجنبر 2024، إلى ربيع أو صيف سنة 2025، وهو ما قد يجعل من إعلان تبكير الاقتراع الرئاسي، مفاجئً تماماً لباريس، وهو ما قد ينعكس على الزيارة المبرمجة، التي صارت مهددة بالتأجيل.
ووفق المصدر نفسه، فإن فرنسا، تشعر أنها وسط خطة واسعة من الاستغلال والتلاعب السياسي، تهدف إلى سد عجز الشرعية التي تميز إعادة انتخاب تبون رئيسا للجزائر، وهو الذي يعوّل على التغطية، من خلال هذه الرحلة، على انتخابات 7 شتنبر، التي لا تحظى بشعبية كبيرة، وقاطعتها عدة أحزاب سياسية معارضة.
وأكد “ألجيري بارت”، أن النظام الجزائري، تلاعب بفرنسا بالفعل، لأنه استعملها كمعيار لتنظيم علاقات القوة الداخلية، وسط النظام، وأداة لإضفاء الشرعية على مشروع تبون المثير للجدل لولاية ثانية، في لعبة “البوكر السياسية الغاضمة للسلطة الجزائرية”.
يشار إلى أن تأجيل زيارة عبد المجيد تبون، إلى باريس، للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حال تأكدها، ستكون الثالثة في ظرف سنة واحدة، حيث أُرجئت لأول مرة من شهر ماي 2023، إلى النصف الثاني من يونيو من نفس السنة، قبل أن يتم تأجيلها مرة أخرى، إلى موعد لاحق.
تعليقات الزوار ( 0 )