أثار التقارب الكبير بين المغرب والاتحاد الأوروبي، الذي عبرت عنه أروسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خلال زيارتها إلى الرباط، ولقائها بعدد من المسؤولين على رأسهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، قلق إسبانيا، بسبب استمرار الأزمة بين الرباط ومدريد دون حل إلى حد الآن.
وتطرقت جريدة “إلباييس”، لموضوع التقارب من زاوية علاقته بإسبانيا، حيث قالت إن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أعلنت في أول زيارة رسمية لها إلى الرباط، أن الاتحاد الأوروبي، سيستثمر 1.6 مليار يورو، في شكل إعانات للمغرب، بين سنتي 2021 و2027، بالموازاة مع استمرار الأزمة بين الرباط ومدريد، التي بدأت شرارتها باعتراف أمريكا بمغربية الصحراء.
وأضافت أنه منذ اليوم الأول لاعتراف ترامب بسيادة المغرب على صحرائه، واستئناف الرباط لعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بدأت السلطات المغربية بمطالبة شركائها الأوروبين بمزيد من الجرأة والوضوح، بشأن موقفهم من الصحراء، حيث تشدد الرباط على ألا وجود لأي حل للنزاع الإقليمي المفتعل، بعيداً عن مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادتها.
وتابعت اليومية أن فون دير لاين، وصلت إلى الرباط مساء الثلاثاء، حيث كان في استقبالها وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، قبل أن تلتقي صباح الأربعاء برئيس الحكومة عزيز أخنوش، حيث ظهرا معاً أمام وسائل الإعلام المحلية، لإلقاء كلمتيهما، لتغرد رئيسة المفوضية الأوروبية بعدها بأن خطة الاستثمار، فرصة عظيمة للتحول الأخضر والرقمي.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي حشد ما يصل إلى 300 ألف مليون يورو، من خلال برنامجه، بين سنتي 2021 و2027، معتبرةً (إلباييس) أن بروكسل تحاول مواجهة الوجود الصيني في العالم، حيث تأتي المبادرة الأوروبية بعد ثمان سنوات من إطلاق بكين خطتها العالمية الكبيرة للبنية التحتية المعروفة باسم “طريق الحرير الجديد”، ووقعت بالفعل الصين اتفاقية تعاون تجاري في هذا الصدد مع المغرب في يناير الماضي.
وأشارت فون دير لاين، تضيف الجريدة، إلى أنه من خلال هذه الإعانات يطور الاتحاد الأوروبي تعاونه مع الرباط في المشاريع الخضراء، مبرزةً أنه “المشروع الأول الذي قمنا به مع دولة شريكة، والذي سيسمح لنا بالتعامل بشكل مشترك مع تطوير طاقتنا الخضراء”، مشددةً في تغريدة لاحقة أن المغرب “هو الشريك الأول للاتحاد الأوروبي في إفريقيا”.
وأبرزت أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الرئيسي للمغرب بـ 53.1 في المائة من الواردات، و66.7 في المائة من الصادرات، علمأً أن إسبانيا هي الشريك الأول للمغرب من داخل الاتحاد الأوروبي، بعدما أطاحت بفرنسا منذ أكثر من خمس سنوات كمورد رئيسي للسلع والخدمات، مسترسلةً: “بالنسبة لبروكسل، تعتبر الرباط شريكا رئيسيا، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضا في مكافحة الهجرة، والإرهاب”.
وذكرت أن المياه التي تحركت بين الاتحاد الأوروبي والمغرب خلال شهر ماي الماضي، تبدو أكثر هدوءاً الآن، “على الرغم من إصرار المغرب على إغلاق الحدود مع سبتة ومليلية، وعدم إعادة سفيرته لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، الموجودة في الرباط منذ ماي، إلى منصبها”، متابعةً أنه لا فون جير لاين، ولا أخنوش، لمحا إلى الصراع الدبلوماسي بين الرباط وبلدين من الاتحاد الأوروبي.
ونبهت الصحيفة الإسبانية، في ختام تقريرها، إلى أن الانسجام الجيد الذي عبرت عنه دير لاين، ورئيس الحكومة المغربية، يأتي في لحظة الأزمة الديبلوماسية التي لم تحل بعد، ليس فقط بين إسبانيا والمغرب، بل مع ألمانيا أيضا، البلد الدي تأثر أيضا بقضية الصحراء، على الرغم من وجود اتصالات في الأسابيع الماضية، إلا أن السفيرة المغربية في برلين، لم تعد لمنصبها بعد.
تعليقات الزوار ( 0 )