جرى اليوم الخميس، بمغارة هرقل غرب مدينة طنجة، إطلاق عروض رقمية بجدران المغارة حول الأسطورة الإغريقية “هرقل” ومهمته لقطف التفاحات الذهبية بحديقة الهيسبيريديس.
وتندرج العروض الرقمية، التي ستتواصل خلال الفترة من 4 يوليوز إلى 4 شتنبر المقبل، ضمن برنامج نوستالجيا تاريخية الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل من أجل التعريف بطريقة مبتكرة بعدد من المواقع التاريخية والأثرية.
وتتمحور العروض الرقمية، التي تعرض على جدران مغارة هرقل، حول أسطورة “هرقل” والأعمال الاثنتي عشر التي قام بها، لاسيما مهمة قطف التفاحات الذهبية من حديقة الهيسبيريديس، التي يرجح انها كانت بالقرب من موقع “ليكسوس”، والصعوبات التي واجهها هرقل لإنجاز مهمته.
وأكد وزير الشباب والثقافة والرياضة، محمد المهدي بنسعيد، الذي أشرف على افتتاح العرض رفقة والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، وعدد من المنتخبين والمسؤولين الجهويين والإقليميين عن قطاعي الثقافة والتراث، أن برنامج “نوستالجيا” يندرج ضمن جهود إحياء المآثر التاريخية التي انطلقت منذ سنة 2022 .
بعد أن ذكر بإطلاق العرض المسرحي “عاطفة الأمس – نوستالجيا تاريخية” حول مدينة شفشاون الأسبوع الماضي، أبرز الوزير أن عرض مغارة هرقل جاء بطريقة مبتكرة عبر استعمال آليات تكنولوجية حديثة، موضحا أنه “عمل مغربي 100 في المائة، أشرف عليه شباب مغاربة، لإعادة حكي أسطورة هرقل، التي لها صلة بمدينة طنجة”.
وأشار إلى أن هذا العرض يلبي “مطلبا لساكنة طنجة من أجل تنشيط هذا المعلمة التي تعتبر مقصدا للسياح، من المغرب ومن العالم بأسره”، مبرزا أن البحث جار عن صيغة، بمعية الشركاء، لضمان استمرارية العرض أكثر من الشهرين المبرمجين بشكل أولي.
من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الجماعي لطنجة، منير ليموري، أن مغارة هرقل تعتبر معلمة تاريخية ومبعث فخر لمدينة طنجة ونقطة جذب سياحية مهمة، موضحا أن العرض المقام بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل حول أسطورة هرقل المعروفة على الصعيد العالمي سيثير بالتأكيد فضول السياح لاطلاع على تفاصيل الأسطورة وعلاقتها بتاريخ المغاربة والمدينة.
يذكر أن عروض “نوستالجيا” جاءت لرد الاعتبار للمواقع التاريخية في المغرب، من خلال تمثيل تاريخي دقيق يحاكي الحضارات السابقة التي عمرت بها، وتهدف هذه المبادرة إلى تقريب المواطنين والزوار الأجانب من التعرف على تاريخ المواقع الأثرية للمملكة بطرق مبتكرة.
وتعتبر مغارة هرقل جوهرة تتقاطع فيها الطبيعة والآثار والأساطير بانسجام فريد وساحر وغامض يثير الفضول ويدعو للاكتشاف، بينما تشير الأبحاث إلى أن أقدم آثار للاستيطان البشري بكهوف منطقة رأس أشقار بجوار المغارة يعود إلى حوالي 20 ألف سنة قبل الميلاد.
تعليقات الزوار ( 0 )