شهدت صادرات المغرب من الخضروات، على مدى السنوات الخمس الماضية، نموا ملحوظا وتطورا من حيث تنويع المنتجات، حيث تمكن المصدرون المغاربة من إدخال منتوجات فلاحية جديدة إلى السوق البريطانية، نظير “كرنب بروكسل”.
وحسب المعطيات البيانية لشركة (EastFruit) المتخصصة رصد أسواق الخضر والفواكه، فإن المنتجون المغاربة تمكنوا من إقامة صادرات في عام 2019، لكن الشحنات كانت في حدها الأدنى، وكذلك بعد عام تغير الوضع جذرياً بعد «بريكست»، عندما احتاجت بريطانيا إلى قنوات استيراد بديلة.
وزاد المغرب بشكل حاد من صادرات العديد من الخضروات والفواكه والتوت إلى السوق البريطانية، بما في ذلك زيادة صادرات كرنب بروكسل، ومنذ ذلك الحين، تزايدت واردات الخضار المغربية إلى البلاد وسجلت أحجام الإمدادات رقما قياسيا جديدا كل عام.
وخلال ثلاث سنوات فقط، زادت كمية كرنب بروكسل التي تم جلبها إلى بريطانيا من المغرب بمقدار 10 مرات، ووصل حجم الإمدادات في عام 2023 إلى 1600 ألف طن، وهو ما جلب للمغرب 2.2 مليون دولار من عائدات التصدير.
علماً أنه بالنسبة لعام 2023 يتم أخذ البيانات من يناير إلى يوليو في الاعتبار، وبما أن كرنب بروكسل المغربي يتم تصديره خلال هذه الفترة على التوالي، في العام الحالي، فقد انتهى موسم التصدير.
وفي قائمة المستوردين العالميين لكرنب بروكسل، تحتل المملكة المتحدة المرتبة 12 (2022)، ولسنوات عديدة، تم استيراد الكميات الرئيسية من الخضروات إلى البلاد من هولندا، وعلى سبيل المثال، في عام 2017، شكلت الواردات من هذا الاتجاه ما يقرب من 90٪ من إجمالي الواردات إلى السوق البريطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن بريطانيا خفضت وارداتها من الخضار بشكل عام على مدى عدة سنوات، وهكذا، في عام 2019، بلغت واردات كرنب بروكسل ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في العام الحالي، علاوة على ذلك، مثل هولندا، خفض جميع المصدرين تقريبا الإمدادات إلى المملكة المتحدة، بما في ذلك جنوب أفريقيا وأسبانيا.
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فقد كان المغرب استثناءً في هذا الوضع، وبما أن الإمدادات من المغرب زادت في ظل ظروف الاتجاه السلبي العام، فقد ارتفعت حصة المغرب في هيكل الصادرات إلى بريطانيا من صفر إلى 56% خلال خمس سنوات.
وبحسب نتائج سنة 2022، احتل المغرب المركز الخامس في التصنيف العالمي لمصدري كرنب بروكسل، بينماانخفض حجم صادرات هذا المنتج هذا العام بنسبة 42٪ مقارنة بالعام الماضي، في حين لم تنخفض الإيرادات كثيرًا وجلبت 7.6 مليون دولار.
ويرجع ذلك، حسب المصادر ذاتها، إلى أن معظم الإمدادات ذهبت العام الماضي إلى موريتانيا، وأن سعر طن المنتجات المصدرة إلى البلدان الأفريقية عادة ما يكون أقل بكثير مقارنة بأوروبا.
ويعد المشتري الرئيسي لكرنب بروكسل المغربي هو هولندا، وهي الدولة التي تقوم بتصديرها وإعادة تصديرها بنفسها، وفي عام 2023 تم تسليم هذا المنتج من المغرب إلى ثمانية أسواق أجنبية.
وأظهرت بلدان مثل موريتانيا والسنغال انخفاضا في وارداتها من المغرب، في حين أظهرت الإمدادات إلى الأسواق البريطانية نموا، وهذا ليس مفاجئا، لأن بريطانيا أصبحت الآن الاتجاه الأكثر تطورا ديناميكيا لصادرات الخضار المغربية.
تعليقات الزوار ( 0 )