شارك المقال
  • تم النسخ

بدل الجزائر والمغرب.. تركيز إسبانيا على النزاع الروسي الأوكراني يثير الجدل

أثار تركيز إسبانيا على النزاع الروسي الأوكراني، وتغاضيها عن التوتر المستمر بين الجزائر والمغرب، الجدل وسط المراقبين الإسبان، الذين طالبوا بمنح الأولوية للنزاع الأقرب، والذي يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي والطاقي لـ”مدريد”، بالنظر إلى أن أحد هذين البلدين يعتبر المورد الرئيسي للغاز إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.

وقالت المحللة السياسية الإسبانية آنا بارامو، في مقال نشرته صحيفة “فوزبولي”، تحت عنوان: “إسبانيا: انظروا إلى أوكرانيا لكن شاهدوا الجزائر والمغرب”، إن هناك “ضرورة لإعادة التفكير ومحاولة تشجيع استعمال التفكر الاستراتيجي حت لا نغفل أين يكمن التهديد الرئيسي لاستقرارنا وأممنا القومي، والاستقلالية الاستراتيجية التي تم الحديث عنها كثيرا في الآونة الأخيرة”.

وأبرزت أن الوصول إلى الغاز، بات يمثل “صعوبة بالنسبة لأوروبا، والصراع الأوكراني له تأثير حاسم، إلى جانب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبريطانيا، على شراء النفط والغاز والطاقة من وروسيا، إضافة إلى إعلان موسكو الأخير بخصوص حظر تصدير المواد الخام كإجراء لحماية الصناعة الوطنية.

وذكرّت بارامو، أن الحكومة الإسبانية، اتصلت في 6 مارس بالجزائر لضمان إمدادات الغاز، رغم أنها فعلت ذلك في أكتوبر 2021 أيضا، معتبرةً أن هذا يؤكد وجود “شك وقلق وتوتر فيما يتعلق بأزمة الطاقة والأزمة الاقتصادية الحالية وتفاقمها المتوقع”، مسترسلةً أن تأثير ارتفاع سعر الغاز على الاقتصادات سلبي للغاية، حيث يصل إلى العائلات، الشركات، عبر ارتفاع الأسعار.

ونبهت إلى أنه على الرغم من أن إسبانيا، اختارت الطاقات المتجددة، إلا أن الاعتماد الحالي على الغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية، ما يزال مرتفعا للغاية، مبرزةً أن أوروبا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، غير أنه في الحالة الإسبانية، تعدّ الجزائر هي المورد الرئيسي لهذه المادة. مردفةً أن حظر روسيا لصادرات المواد الخام، سيزيد من احتمالية تعطل إمداداتها من الغاز لدول أوروبا.

واسترسلت أنه على الرغم من حصول إسبانيا على الحد الأدنى من الغاز الروسي، إلا أن هناك هناك ما يدعو للقلق أيضا، لنفكر، أنه جنبا إلى جنب مع النزاع في أوكرانيا، يجب أن نكرس بعضا من اهتمامنا للصراع بين اثنين من جيراننا: الجزائر والمغرب، متابعةً أن الهلاف ما يزال نشطاً، ومنذ إغلاق الأنبوب المغاربي، تضاءلت إمدادات الغاز من الجزائر إلى إسبانيا.

كان الهدف الأساسي من قرار الجزائر، وفق ماء جاء في مقال المحللة الإسبانية نفسها، “هو إيذاء المغرب”، خصمها التقليدي، لكن إسبانيا تعاني من أضرار جانبية لا يمكن إهمالها. كما أن الجزائر حذرت، حكومة مدريد، من إمداد المغرب بالغاز، تحت أي ظرف كان.

هذا، وذكرت المحللة نفسها، أن إسبانيا لديها فرصة تاريخية، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضا جيوسياسيا واستراتيجيا، بأن تصبح مدخلا بديلاً للغاز إلى أوروبا، ومع ذلك، فإن الاستفادة من هذه الفرصة، تتطلب تعزيز المبادرات في الاتحاد الأوروبي لبناء خطوط أنابيب الغاز التي تسمح للإسبان بالاتصال ببقية أوروبا لتقليل الاعتمادات على روسيا.

وأردفت أن الجزائر، أعلنت في 28 فبراير الماضي، أنها ستزيد تدفق الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز الذي يدخل أوروبا عبر إيطاليا، بهذا الإجراء، فإنها توفر أمن الطاقة لأوروبا، وتدير فرصة غير مسبوقة وتحافظ على “عقابها” للمغرب، مبرزةً أن الملاحظة المثيرة للفضول هي أن الجزائر، طوال تاريخها الحديث، كانت مرتبطة بروسيا أكثر من ارتباطها بالغرب، باستثناء فرنسا.

وواصلت، أنه إن تقدما في تسلسل الأحداث، فإن الأول من مارس شهد هجمات واسعة النطاق على سياج مليلية، قائلةً: “توجد مصادفات، لكن ليس كل الصدف عرضية”، قبل أن تضيف: “ثبت أن المغرب يستعمل الهجرة غير الشرعية كأداة للضغط السياسي ضد إسبانيا، وأن الاعتداءات على سياجي مدينتي الحكم الذاتي سبتة ومليلية، هي نتيجة لمخططات مغربية”، وفق زعمها.

واستطردت: “أو على الأقل بسبب تقاعس أو تساهل قوات الدرك المغربية، التي تقوم بما أمرت به أو اقترحته، التي تقوم بما أمرت به أو اقترحته. مضيفةً أن هناك ضرورة للتفكير النقدي والاستراتيجي، في ظل الوضع الحالي، وذلك بهدف معرفة ما يسعى إليه المغرب، حيث إن وراء كل عمل سبب وغاية، فهل ينوي إجبار إسبانيا على الضغط على الجزائر لإعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي؟

وذكّرت بأن المغرب يعرف موقف إسبانيا وما خلفه اختيار الجزائر لإيطاليا على حساب إسبانيا، لرفع صادراتها من الغاز إلى أوروبا، من تأثير، مسترسلةً أن الرباط تعاني منذ شهور من نقص في الغاز، كما أنها “لا تنظر بلطف” إلى “عدوها الشرقي” المستفيد من الصراع الروسي الأوكراني ماليا، وأيضا من حيث سمعته لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حسب زعمها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي