استضافت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 ، ندوة “صورة المرأة المسلمة وتأثيرها على نظرة الآخر لنا”، بمشاركة محمد بشاري، أمين عام المجلس العلمي للمجتمعات المسلمة، وعبد الله النجار عضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي بجدة ومجمع البحوث الإسلامية، والعميد الأسبق بجامعة الأزهر، ونسرين البغدادي، أستاذة علم الاجتماع وعضوة المجلس القومي للمرأة ، وأدارت الحوار الكاتبة نشوى الحوفي مديرة النشر الثقافي بدار نهضة مصر ، وذلك بحضور محمد ايت أوعلي، سفير المغرب بالقاهرة .
وفي بداية كلمته قدم محمد بشاري نبذه عن كتاب حق الكد والسعادة مقاربات تاريخية لحقوق المراة المسلمة والصادر حديثًا عن دار نهضة مصر، قائلاً :” إن الكتاب يدور عن قصة الصحابية “حبيبة بنت رزق” زوجه عمرو بن الحارث وكانت تعمل نساجة وطرازه وكانت تساعد زوجها،، وبعد أن رحل زوجها وجدت أن ثروة زوجها التي كدت وتعبت في تكوينها قد تذهب إلى غيرها بحكم أن زوجها لم يترك لها ولدًا، ووقتها ذهبت لتطالب في حقها في الثروة التي تركها زوجها، وقضى لها سيدنا عمربن الخطاب بالحكم باخذ نصف التركة التي تركها زوجها استحقاقًا لكدها وسعيها بالإضافة إلى نصيبها الشرعي في النصف الثاني المتبقى”.
وأشار إلى أن الكتاب قد تطرق للعديد من الأسانيد الفقهية التي تؤسس لحق المرأة في الكد والسعاية، والتي يخرج منها الكتاب باعتبار المرأة شريكة للرجل في الثروة والمال الذي ينتج عن طريق تلك الزيجة، وخلصت إلى ضرورة وجود نظام اجتماعي يحقق للمرأة اثبات حقها في الكد والسعاية
زتابع بالقول :”في المدرسة الفقهية يقول هذا الحكم أن المرأة لها الحق في الذمة المالية المشتركة أثناء الحياة الزوجية، بمعنى أن المرأة لها الحق في الثروة المالية للزوجين، وأن المرأة التي تكد مع زوجها لها نصف الثروة، وقد عاره بعض العلماء، تلك المسالة وهناك من ساندها.
في كلمته الأخيرة ثمن ما أقدم عليه المغرب من تضمين حق الكد و السعاية في قانون الاسرة لعام 2004 في مادته 49.
وفي سياق متصل تحدثت الدكتورة نسرين البغدادي عن الظروف الاجتماعية إلى فهم حقوق المرأة، والتي قدمت الشكر للهيئة العامة للكتاب على تنظيم هذه الندوة الهامة، إذ قالت :”أن المسالة النظرة المجتمعية هي التي تحدد وجهة النظر للمرأة، سواء بالشكل الإيجابي أو بالسلب ، إذا كنا نعتبر أن المرأة شريكة في بناء الأسرة، ولا يمكن أن أعتبر أن عمل المرأة في بيتها، من تربية الأبناء أو الأعمال المنزلية والتي لا تقل بأي حال من الأحوال عن عمل المرأة خارج المنزل ، فهي تساهم في دخل الأسرة، وبالتالي على تنمية المجتمع، والمسالة الأخرى التي لفتت نظري في هذا الكتاب هو اقصاء المجتمع للمرأة من خلال توليتها بعض الوظائف التي تقل من شأنها، مثل حرمانها من تولي المناصب القيادية في بعض المجتمعات”.
كما تطرق عبد الله النجار إلى موضوع حقوق المرأة قائلاً :”في الحقيقة أن أرى المرأة هي قوام الحياة وبدونها لا تستقيم، وأن المرأة لها حق مستقل فيما ينتج من ثروة، وبالتالي يجب أن يتم استخراجه من التركة قبل تقسيم الثورة باعتباره دين على الزوج، باعتبارها شريكه له في الحياة، وهذا يعتبر من الأمور المملوكة لها خالصة”.
تعليقات الزوار ( 0 )