شارك المقال
  • تم النسخ

بايدن يؤكد “أهليته” للترشح رغم الدعوات لانسحابه من سباق الرئاسة وهفواته المتكررة

استكمل الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة حملته الانتخابية لدعم ترشحه لعهدة رئاسية ثانية بعد أداء متناقض في مؤتمر صحافي هام، لم يمكنه من إسكات الأصوات التي تطالب بانسحابه من سباق الرئاسة.

وسعى بايدن البالغ 81 عاما إلى طمأنة الناخبين بأنه في حالة جيدة. وقال لأنصاره خلال عشاء في مطعم في نورثفيل بولاية ميشيغان التي يجب عليه أن يفوز بها في نوفمبر ليهزم دونالد ترامب: “علينا إنهاء المهمة. وأؤكد لكم أنني على ما يرام”.

بايدن: “الأمريكيون يريدون رئيسا وليس ديكتاتورا”

كما رفض بشدة التكهنات بأنه قد ينسحب من سباق الرئاسة الأمريكية وقال خلال تجمع حاشد الجمعة في ولاية ميشيغان إنه سيهزم “تهديد الأمة” دونالد ترامب. 

وعلى وقع هتافات “لا تنسحب”، قال بايدن: “كان هناك كثير من التكهنات في الآونة الأخيرة. ماذا سيفعل جو بايدن؟ هل سيبقى في السباق؟ هل سينسحب؟ إليكم إجابتي: أنا مرشح وسوف نفوز. لن أغير ذلك”.

وندد بايدن بـ”مشروع 2025″، وهو برنامج واسع للحكم يحمل بصمة اليمين المتطرف، ويسعى الرئيس السابق ترامب إلى النأي نفسه عنه، رغم أن حلفاء مقربين منه هم من صاغوه. وقال بايدن: “الأمريكيون يريدون رئيسا وليس ديكتاتورا”، في إشارة منه إلى تصريح ترامب بأنه سيكون ديكتاتورا “ليوم واحد”.

تعقيبا، قال مايكل تايلر المتحدث باسم الحملة الانتخابية لبايدن الجمعة إن الرئيس الأمريكي “يدرك أنه لا يزال ثمة قلق (في الكونغرس). ولهذا السبب فهو يركز على مهمة واحدة: إظهار أنه في أفضل وضع لمواجهة دونالد ترامب في نوفمبر والتغلب عليه”.

دعوات لإفساح المجال أمام مرشحين آخرين

في المقابل، نشر أكثر من 20 عضوا ديمقراطيا سابقا في الكونغرس الجمعة رسالة تدعو بايدن إلى عقد مؤتمر مفتوح وإعطاء شخصيات أخرى فرصة لتقديم ترشيحاتهم. 

وكتب هؤلاء في الرسالة المفتوحة “بايدن سيخدم الأمة التي يحبها بشكل أفضل من خلال إطلاق يد المندوبين الذين يفترض أن يسموه لولاية ثانية. إذا قرر فعل ذلك، فهذا يعني عقد مؤتمر مفتوح في غشت. نحن نطلب منه اتخاذ هذا القرار”.

وأضافوا: “لا نريد القول إننا نفضل مرشحا آخر بدلا منه (لكننا) واثقون من أن مرشحا ديمقراطيا كفؤا أو أكثر سيتقدمون”.

شكوك حول كفاءة بايدن العقلية والصحية

وشدد بايدن خلال مؤتمر صحافي الخميس على هامش قمة حلف شمال الأطلسي ارتقبه العالم، على أنه سيفوز، متجاهلا المخاوف بشأن عمره وصحته بعد الأداء المريع له في المناظرة الرئاسية الأولى أمام ترامب قبل أسبوعين. لكن سلسلة زلات بينها الإشارة إلى نائبته كامالا هاريس على أنها “نائبة الرئيس ترامب”، أبقت كفاءة بايدن العقلية والصحية لولاية ثانية موضع شكوك. 

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز إنه التقى بايدن في وقت متأخر الخميس، مع ارتفاع عدد أعضاء الكونغرس الذين يطالبون الرئيس بالانسحاب إلى 20. وأوضح جيفريز إنه وبايدن “عبّرا عن حكمة واسعة النطاق ووجهات نظر صادقة واستنتاجات بشأن المسار للتقدم إلى الأمام”. لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.

ويواجه الرئيس موجات متواصلة من الدعوات بين الديمقراطيين للتخلي عن ترشحه للعام 2024 منذ المناظرة في 27 يونيو التي فقد خلالها بايدن تسلسل أفكاره وبدا متعبا. لكنه أصر على أنه قادر على إقناع الناخبين بدعمه على الرغم من أن معظم استطلاعات الرأي تظهر أنه يتخلف عن ترامب المدان جنائيا.

ويمثل المهرجان الانتخابي في ديترويت رابع زيارة لبايدن هذا العام إلى منطقة تعد جزءا من “الجدار الأزرق” الصناعي إلى جانب ويسكانسن وبنسلفانيا، وهي ولايات كانت أساسية في فوزه عام 2020 على منافسه ترامب.

وسيركز خطاب بايدن على “مشروع 2025″، وهو تصور من 900 صفحة وضعه محافظون متشددون لتغيير الحكومة الأمريكية خلال ولاية ترامب الثانية في حال فوزه، لكن المشروع استجلب الكثير من الانتقادات إلى حد أن الرئيس السابق البالغ 78 عاما تبرأ منه.

بايدن يخلط بين هاريس وترامب، وزيلينسكي وبوتين!

وبدا أن مؤتمر بايدن الصحافي الخميس قد منحه بعض الوقت لالتقاط أنفاسه ودرأ عنه ضربة قاضية تنهي مسيرته الانتخابية، رغم أن ثلاثة مشرعين آخرين حضوه على الاستقالة بعد دقائق من انتهاء المؤتمر. 

واعتبر بايدن نفسه “الشخص الأكثر تأهيلا للترشح للرئاسة”، رافضا مطالبته بالتنحي قبل الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر. واعترف بأنه كان عليه “تهدئة المخاوف” في الحزب الديمقراطي بعد أن ألقى باللائمة في هفواته على الإرهاق بسبب الرحلات الجوية الطويلة ونزلات البرد.

ورد بايدن أيضا بشكل مفصّل على سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالسياستين الخارجية والداخلية بعدد قليل نسبيا من الأخطاء، رغم أنه خلط بين أوروبا وآسيا. 

لكن كانت هناك لحظات كارثية الخميس لبايدن حين خلط بين هاريس وترامب، إضافة إلى عثرة سابقة في قمة الناتو عبر تقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه فلاديمير بوتين. 

وتؤثر المخاوف بشأن بايدن أيضا على المانحين الديمقراطيين، لا سيما بعد دعوة نجم هوليوود والداعم البارز للحزب الديمقراطي جورج كلوني الرئيس بايدن إلى عدم المضي في حملته الأربعاء. 

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة أن عددا من المانحين الرئيسيين الآخرين أبلغوا حملة بايدن أن نحو 90 مليون دولار من التبرعات التي تم التعهد بها ستظل معلقة إن استمر بايدن في ترشحه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي