فتحت الشرطة الإسبانية، تحقيقا بخصوص ما إن كانت الواقعة الطائرة التي عرفها مطار بالما في جزر البليار، والتي انتهت بفرار 21 راكبا من الرحلة، وولوجهم إلى المملكة الإيبيرية بطريقة غير شرعية، مخطّطاً لها، أم كانت عفوية.
وكشفت صحيفة “vozpopuli”، أن مندوب الحكومة في جزر البليار، آينا كالفو، أشار أمس السبت، إلى أن “جميع الاحتمالات مفتوحة”، على الرغم من “عدم وجود بيانات تؤدي إلى الاعتقاد”، بأنها عملية مدبرة من قبل مجموعة من الأشخاص.
وأوضح المندوب، أن محطة مطار بالما، هي “مطار صحي دولي، لذا فإن هذا النوع من طلبات الهبوط بسبب حالة طبية طائرة شائع”، مشدداً على أن الأمر غير العادي في العملية هو أن “هناك 21 شخصا يجرون على مدارج أحد المطارات، مما يعرض الحركة الجوية للخطر”، متابعاً: “إنه حدث غير مسبوق، لذا سيتم التحقيق فيه”.
وتمكنت الشرطة الإسبانية من توقيف 12 شخصا من الـ 21 الفارّين من الطائرة، فيما ما تزال تبحث عن البقية، وذلك بالموازاة مع التحقيق المفتوح في شأن العملية التي تعدّ الأولى من نوعها، للتأكد مما إن كان الأمر مخططاً له، من قبل المجموعة بأكملها من المغاربة الذين هربوا بعد نزول الطائرة، أم أن الواقعة كانت صدفة.
واسترسل المندوب: “كما هو الأمر في الحالات الأخرى، عالج فريق طبي المريض على متن الطائرة نفسها، وشهد بأنه يجب أن يعالح في مستشفى، حيث تم نقله إلى مستشفى سون ليتزير في بالما”، مردفا: “الراكب المغربي الذي رافقه إلى المستشفى فرّ بعد وصوله إلى المركز الطبي، فيما تم احتجاز المريض بسبب دخوله البلاد بشكل غير قانوني، بعد توقيفه”.
واعتبر كالفو: “على الرغم من عدم وصولهم عن طريق البحر، إلا أنهم دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية، وسيتم فتح ملف لهم من أجل إعادتهم إلى بلادهم حين تقرر السلطة القضائية ذلك”، مشيراً إلى أن “الركاب الفارين انتهكوا لوائح السلامة الجوية أيضا”، مضيفاً: “سبب قرارهم البدء في الهروب غير معروف”.
وأيد المندوب الحكومي، قرار قائد الطائرة الهبوط في بالما، بعد إبلاغه بأن أحد الركاب ليس على ما يرام، كما أن مطار بالما، اتبع البروتوكول المعمول به في حالة وجود مريض، وهو ما يعني أن الحرس المدني المسؤول عن أمن المطار، لن يكون حاضراً، مضيفاً أن هذا الحدث غير المسبوق، قد يدفع، بمجرد انتهاء هذا التحقيق، لمراجعة كافة هذه الإجراءات”.
وبالموازاة مع التحقيق المفتوح في إسبانيا، تداول مجموعة من رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بالمغرب، تدوينة نشرها أحد أعضاء مجموعة “برووكلين”، في الـ 17 من شهر يوليوز الماضي، وتحدث فيها عن البحث عن 40 متطوعاً من الراغبين في الهجرة لتنفيذ خطة محكمة، للوصول إلى إسبانيا عبر الجو.
وجاء في تفاصيل الخطة، أن يحجز المتطوعون تذاكر إلى تركيا، على متن طائرة واحدة، وهي التي تمر عبر الأجواء الإسبانية، مع جلوس المعنيين في أماكن متفرقة داخل الطائرة، حتى لا يلفتوا الانتباه، مع حرص أحد هؤلاء، على مراقبة مسار الرحلة عبر تقنية “جي بي إس”، قبل بدء الجزء الثاني من الخطة.
وتضمنت الخطة أن الشخص الذي يراقب مسار الطائرة، عليه، مباشرة بعد اقترابها من إسبانيا، الشروع في الصراع، والتظاهر بأنه مريض، حيث ستأتي مضيفة الطيرن لتخبره بضرورة الصبر لغاية وصول تركيا، وفي هذه اللحظة، تقول الخطة: “على بقية المتطوعين أن يبدأوا في المطالبة بإنقاذ السيد قبل موته، والصراخ وإحداث الفوضى في الطائرة”.
وتابعت الخطة التي أوردت أدق التفاصيل، أنه بعد أن يرى قائد الرحلة بأن الجميع تعاطفوا معه، سيضطر للنزول في إسبانيا، لأنه سيخشى وقوع أي شيء في الرحلة، من شأنه أن يشوه سمعة الشركة، رغم أنهم سيدفعون مصاريف زيادة في حال الهبوط الاضطراري، وبعدها سيقومون بأخذ الركاب لـ”تريمينال”، في هذه اللحظة، يفر الشخص الذي ادعى أنه مريض من المستشفى، الذي ليس به أي حراسة.
أما المسافرون الآخرون الذين يشاركون في تنفيذ الخطة، تضيف التدوينة نفسها، فيهاجمون، مباشرةً وبشكل جماعي، الحراس في “تريمينال”، ولن يستطيعوا إيقافهم، لوحدهم، لأنه في تلك اللحظة لن يكون هناك أي رجال شرطة في المكان.
تعليقات الزوار ( 0 )