شارك المقال
  • تم النسخ

باحث مغربي يرصد في أطروحة أكاديمية إشكالية تدبير الشؤون الإسلامية في فرنسا

صدر للباحث يوسف نويوار، عن دار الأمان ومختبر العلوم الإسلامية بكلية أصول الدين بتطوان، كتاب بعنوان: إشكالية تدبير الشؤون الإسلامية بفرنسا. يقدم الكتاب نظرة شاملة لأهم الإشكاليات التي تهم المسلمين بفرنسا مطلع القرن الواحد والعشرين. ويُبرز تحليلاً موضوعياً للواقع المعقد والمركب والمتسارع لمسألة تدبير الممارسة الدينية الإسلامية في فرنسا، في أبعادها الاجتماعية والتاريخية والسياسية والإدارية والقانونية والدينية.

ويتألف الكتاب من مقدمة وفصلين. يعنى الفصل الأول بالإشكالات المرتبطة بتدبير الشؤون الإسلامية، ويضم أربعة مباحث تناولت موضوع اللائكية الفرنسية وتحديات الحضور الإسلامي، وإشكالية الهوية والاندماج، وإشكالية تدبير المساجد والجمعيات الدينية الإسلامية بفرنسا، وإشكالية الأئمة والأطر الدينية، وإشكالية دفن المسلمين بفرنسا. ويشير الكاتب إلى أن الإشكالات المتصلة بالحضور الإسلامي وبتدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا هي أكثر وأوسع من أن يطمح هذا البحث لفحصها ودراستها كلها، فهذه مهمة جسيمة تتطلب تضافر جهود مجموعة من الباحثين أو عدد من المراكز البحثية والمؤسسات الأكاديمية، لذا فقد ركز على بعضها أو أكثرها حضورا وإلحاحا. ويعنى الفصل الثاني بإبراز السياسات العمومية التي تشرف أو تتطرق لتدبير الحضور الإسلامي والممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا، ويظم ثلاثة مباحث تسلط الضوء على دور الحكومة الفرنسية ودور الجماعات المحلية في هذه العملية مع الإشارة إلى دور الثقافة والإعلام والحوار بين المسلمين وباقي مكونات المجتمع الفرنسي.

الكتاب، شاهد عصر، يوثق للحضور الإسلامي بفرنسا من خلال عشرات الحوارات مع السياسيين والدبلوماسيين والأئمة والمسؤولين عن تدبير الشؤون الإسلامية، وكذا من خلال الدراسة ميدانية لمهنة الإمامة حيث شملت العينة خمسين إماما بجنوب فرنسا. وقد اعتمد الباحث من الناحية المنهجية على الملاحظة التشاركية والتحليل الاستقرائي للوثائق وتقنيات تحليل المضمون وعلى المقابلات الميدانية والاحصائيات في سعي للمزج بيت المنهج الكمي والكيفي والتوظيف العقلاني لأدوات البحث في العلوم الاجتماعية.

وقد سعى البحث إلى تسليط الضوء على الجهات المتدخلة في هذا الموضوع، كالحكومة والبلديات والمؤسسات الجديدة التي أحدثتها الحكومة الفرنسية لهذا الغرض كالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أو مجلس منتدى الاسلام، وكذا المساجد والجمعيات الدينية والمنظمات الإسلامية في تفاعلها مع محيطها الأوروبي اللائكي ومقتضيات القانون الفرنسي. إن قضية تدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا مرتبطة عضويا بتاريخ هجرة المسلمين لهذا البلد، وقد كشف البحث عن وجود ديناميتين متلازمتين لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى. تتعلق الأولى بالحاجيات والمطالب الدينية والثقافية التي عبر عنها المسلمون بفرنسا منذ سنوات السبعينات إلى اليوم، والكيفية التي نظموا بها أنفسهم والسبل التي سلكوها لتلبية هذه الحاجيات، وتتعلق الثانية بالتدبير السياسي للحضور الإسلامي ولمطالب الجاليات المسلمة من طرف الحكومة الفرنسية والجماعات المحلية والمنتخبين وكذا من طرف البلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين. ولا يمكن فهم طبيعة الإسلام بفرنسا وتطوره وآليات تدبيره بمعزل عن العلاقات البنيوية التي تربطه بالدول الأصلية للمهاجرين المسلمين، وكذا تعقد وتشابك مساهمات المتدخلين في هذا المجال.

ويندرج هذا الكتاب ضمن مشروع بحثي طموح يروم التعريف بالمسلمين بفرنسا والاشكاليات المرتبطة بتدبير شؤونهم الدينية مطلع القرن الواحد والعشرين والدينامية المتسارعة التي يشهدها تدبير هذا المجال. وهو الجزء الثاني من سلسلة تضم ثلاثة أجزاء:

  • المسلمون بفرنسا دراسة معرفية
  • إشكالية تدبير الإسلام بفرنسا
  • دور البلدان الأصلية للمهاجرين في تدبير الإسلام بفرنسا: مثال النموذج المغربي.

الباحث يوسف نويوار حاصل على دكتوراه في علم الاجتماع من جامعة Paul Valery بمونبوليي (فرنسا)، وعلى دكتوراه ثانية في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال (المغرب). وله العديد من المقالات المحكمة والمشاركات العلمية في الندوات الوطنية والدولية.

  • عمل كعضو بالبعثة الثقافية المغربية بفرنسا من سنة 2004 إلى سنة 2014.
  • أستاذ التعليم الثانوي بعدد من الثانويات والإعداديات بفرنسا
  • أستاذ مساعد في علم الاجتماع بجامعة Paul Valery بمونبوليي
  • أستاذ مادة علم النفس التربوي بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان
  • أستاذ التعليم الثانوي بالقصر الكبير
  • رئيس سابق لجمعية للحوار بين الأديان والعيش المشترك بفرنسا «Association construire ensemble une culture de paix»
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي