شارك المقال
  • تم النسخ

باحث: الاستغلال الأيديولوجي للهوية المغربية قد يهدد بتفجير الوحدة الوطنية ويرهن مستقبلها لأطراف خارجية

حذر الدكتور إدريس جنداري، الأكاديمي المغربي والباحث في قضايا الفكر واللغة، من “الاستغلال الأيديولوجي” لمقوم من مقوماتنا الوطنية المشتركة، والمتمثل في الهوية المغربية، والذي قد يهدد، بحسبه، بتفجير الوحدة الوطنية، ورهن مستقبل المغرب لأطراف خارجية.

وأضاف جنداري في حديث مع جريدة “بناصا”، أنه “لابد من استعادة سيادة الدولة على المجال الهوياتي الوطني، وإلا فإنه سيتحول إلى إقطاعيات محتكرة من طرف الأوليغارشيات الإيديولوجية”، مشيرا إلى “أنه وبعد عقد من النضال من أجل ترسيخ مقومات الهوية المغربية، من منظور معرفي خال من الدسم الإيديولوجي، خرجت بتصور فكري يقوم على ثلاث دعائم أساسية”:

– أولا، ضرورة تخليص اللغة العربية من الاختطاف الإيديولوجي القومي، فهي ملك لجميع المغاربة وليست حكرا على أي طرف منهم، هي صناعة مغربية وليست منتوجا مستوردا من المشرق، فلا فضل لابن مالك على ابن آجروم.

– ثانيا، ضرورة تخليص اللغة الأمازيغية من الاختطاف الإيديولوجي العرقي، فهي كذلك ملك لجميع المغاربة (خطاب أجدير- دستور 2011) وليست حكرا على أي قبيلة منهم، هي منتوج مغربي خالص، مثل شجرة الأركان تماما، و ليست صناعة كولونيالية في مخابر الأكاديمية البربرية.

– ثالثا، ضرورة تخليص الإسلام من الاختطاف الإيديولوجي الإسلاموي، بجميع تياراته السلفية و الإخونجية و الصفوية و الطرقية، فهو ملك لجميع المغاربة و ليس حكرا على أي جماعة منهم، الذكاء الجماعي المغربي هو الذي تمكن من صياغة التدين الإسلامي على منهج الغرب الإسلامي، تدين برهاني النزوع انسجماما مع منطق الإسلام و طبع المغاربة.

وشدد المصدر ذاته، على أن “هذا التوجه، يجب أن يتحكم في كل المؤسسات الدستورية المنوط بها تأطير مقومات الهوية الوطنية، من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلى أكاديمية اللغة العربية (ما زالت مشروعا لم ينفذ ويجب أن ينفذ عاجلا) إلى المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، إلى المجلس العلمي الأعلى”.

وأضاف، “لقد نجحنا في مأسسة مقومات هويتنا الوطنية، ويجب أن نفتخر بهذا الإنجاز الذي لا يتحقق إلا في الدول العظمى، المطلوب، اليوم، هو تفعيل المؤسسات لتقوم بالدور المنوط بها، لمحاصرة المد الإيديولوجي الموجه، عن بعد، من طرف قوى الاستعمار الجديد التي حولت مقومات الهويات الوطنية، عبر العالم، إلى حصان طروادة تدك به حصون المجتمعات والدول إيذانا بمحاصرتها ثم اختطاف قرارها السيادي الوطني.

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن أصالة وتجدر التاريخ المغربي وما نتج عنهما من غنى ومن تنوع ثقافي، يمثل إحدى المقومات الرئيسية للهوية المغربية، وعلى مدى الزمن وحتى في أسوء مراحله، كونت الثقافة المغربية أحسن وقاية للشخصية المغربية مما أكسبها نوعا من الحصانة وكثيرا من مميزات التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي