شارك المقال
  • تم النسخ

باحث أكاديمي يقدم “الأدلة” عن “السرقة العلمية والانتحال” لعميد كلية الآداب بتطوان لبحث طالب أشرف على أطروحته الجامعية

  اتهم باحث أكاديمي متخصص في التاريخ عميد كلية الآداب بتطوان بسرقة علمية من أطروحة أحد الطلبة، وكان قد أشرف على بحثه لنيل شهادة الدكتوراه.

وذهب الباحث إلى أن عميد كلية الآداب بجامعة عبد المالك السعدي تورط في الانتحال العلمي، وكشف أن الأمر يتعلق بكتابه المنشور والمعنون بـ “رحلة إلى فرنسا مع السلطان المولى يوسف قصد تدشين باريس 1928 ـ الهاشمي الناصري الهشتوكي 1936ـ 1871″، والذي اعتمد على فقرات طويلة ومتتابعة اقتطعها من أطروحة جامعية كانت قد أنجزت تحت إشراف العميد والمعنونة بـ “صورة فرنسا عند الرحالة المغاربة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين ـ قراءة في المضامين”.

ويعد الباحث الأكاديمي في التاريخ، والذي صدرت له عدة كتب ومقالات محكمة في مجلات وطنية وعربية كتابا عن السرقات العلمية، وقد مدنا بمعطيات وافية بشأن حالة من بين حالات عدة سلط عليها الضوء في مؤلفه قيد الطبع، وقد نبه فيه لخطورة هذه الظاهرة التي اكتسحت مؤخرا مجال البحث العلمي، ونادى بضرورة محاسبة كل من ثبت في حقه الانتحال والبلاجيا، لأنها في نظره “جريمة خطيرة لا يجب التسامح معها، كما أنه لا يمكن تبرير السرقات العلمية أو التستر عليها، بغض النظر عن مرتكبها سواء كان طالبا أو أستاذا جامعيا”.

وردا على هذه الاتهامات، نفى مصطفى الغاشي، هذه “الإدعاءات” مؤكدا أن “هذا الكلام لا أساس له، وهذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها هذا النقاش”.

وقال الغاشي، في تصريح لجريدة بديل الإلكترونية، بأن “الكتاب موضوع هذه الاتهامات صدر منذ أكثر من سنتين، وقد اشتغلت عليه دراسةً وتخريجاً وتحقيقاً، واعتمدت فيه على مخطوط عائلي، لم يسبقني أحد إليه”.

وطالب العميد مصطفى الغاشي، الجهة التي تتهمه بهذه السرقة أن تقدم الدليل على هذا الكلام، مستدركا بالقول: “كنت أعلم أنه حين ستأتي مرحلة الترشيحات للتنافس على عمادة الكلية، سيتم طرح مثل هذه الأمور”.

وختم الغاشي تصريحه لجريدة بديل الإلكترونية: ”أتمنى من الذي يتهمني بهذه الأمور أن يقدم لي نصاً أو دراسةً سبقت دراستي في هذا الموضوع، وأتحداه أن يفعل ذلك”.

في مقابل ذلك توقف الباحث الأكاديمي في كتابه المزمع إصداره عند انتحال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي، حيث وقف الباحث على ما سماها بـ”المطبات الكاشفة للانتحال العلمي” موردا اقتباسات وفقرات من أطروحة الدكتوراه التي أشرف عليها، وبالحرف الواحد، وبين أماكن وصفحات تواجدها في قسم الدراسة من كتاب العميد عن رحلة الهشتوكي لفرنسا.

الباحث الأكاديمي يقدم “الأدلة” عن السرقة والانتحال من أطروحة جامعية

كما قدم الباحث الأكاديمي ما سماها بـ”الأدلة” على أن صاحب قسم الدراسة لرحلة الهشتوكي ليس هو صاحب التحقيق، ومن ذلك غياب ذكر المراجع والمصادر الموجودة في دراسة الأستاذ المصطفى الغاشي، في لائحة البيبلوغرافيا عنده، إذ لا تتضمن أسماء الكتب والمقالات  الموجودة في هوامش قسم الدراسة، بل تتضمن فقط المراجع والكتب التي اعْتُمِدَت في التحقيق، مما يدل أن صاحب الدراسة ليس هو صاحب التحقيق، فنحن أمام  مؤلفين اثنين بالتأكيد للعمل أحدهما أنجز الدراسة والآخر أنجز التحقيق، وكل منهما اشتغل بمعزل عن الآخر، ليقوم شخص ثالث (القشاش) بتبني عمل هذين الطالبين، ونشره باسمه، وذلك بعد أن قام بدمج الدراسة والتحقيق معا دون مراجعتهما، وهنا نسي أن يُلحق مراجع الدراسة بالبيبلوغرافيا التي تضمنت فقط مراجع قسم التحقيق، ومن جهة ثانية كل المراجع تقريبا في الدراسة بدون معلومات، لا ذكر في جلها لدار النشر ولا لسنة النشر. كما أن الصفحات التي بها إحالات في الهامش بقسم الدراسة، تتضمن نفس المراجع الموجودة في أطروحة الدكتوراه، إذ نقل عنها، حرفا بحرف، وهذا سبب عدم ورود المعلومات عنها كاملة، لأنها كذلك في الأصل المنقول عنه، ولاحظنا بعد التمحيص الشديد أن المراجع والمصادر في قسم التحقيق مضبوطة بشكل أفضل، فهي قليلة الأخطاء، ومكتوبة بطريقة مختلفة تماما عن طريقة كتابة الهوامش في قسم الدراسة، مما يعني أم مؤلفهما ليس شخصا واحدا، فنحن أمام مؤلفين اثنين، مؤلف قسم الدراسة، ومنجز قسم التحقيق، وهناك طرف ثالث نسب العملين لنفسه ونشره باسمه دون أن يرف له جفن ، وهذه لائحة بأسماء المراجع الموجودة بقسم الدراسة المُنتحلة، والتي لا توجد في بيبلوغرافيا التحقيق الذي لا نعرفه من رقنه:

-محمد المنوني، مظاهر يقطة المغرب الحديث، ج2، (لم يذكر دار النشر ولا الطبعة ولا مكان النشر):

-أحمد التوفيق، تأملات في البيعة الحفيظية، (لم يذكر دار النشر ولا الطبعة ولا مكان النشر)

-محمد، حسن الوزاني، مذكرات حياة وجهاد (لم يذكر دار النشر ولا الطبعة ولا مكان النشر)

-جرمان عياش، أصول حرب الريف، ترجمة محمد الأمين البزاز وعبد العزيز خلوق التمسماني، مطبعة النجاح، البيضاء، 1992،

-المختار السوسي، المعسول، ج10، (هكذا) دون ذكر لدار النشر ولا سنة النشر،

-عمر الكندافي، الطيب الكندافي، قائد من مغرب أمس، (مع ذكر الطبعة وسنة النشر،)، وهو المرجع الوحيد الذي اعتمده في ترجمه هذه الشخصية.

 ومن بين الكوارث التي كشف عنها في كتابه المزمع طبعه تبيان الخلط الذي وقع فيه العميد حين كان ينقل عن الأطروحة، فكانت تسقط الإحالات من متنه أحيانا، كما هو الحال مع إحالة الطالب لفقرة من كتاب الطيب بياض، المخزن والضريب والترتيب، (ص 306-307)، حيث أن السيد العميد، وهو أستاذ التاريخ بالكلية، اختلط عليه الأمر، فنسبها ارتباكا لنفسه، وحينا نسب مقتطفات للمؤرخ الفرنسي دانييل ريفي، (ص88-89)، وهي لمؤرخين وكتاب آخرين. ونشير

ومن المطبات المُشابهة إحالة الغاشي إلى جرمان عياش، أصول حرب الريف (ص35). بالطبع نقلا عن الطالب الذي أحال إلى نفس المرجع وحرفيا، وفقط الاختلاف الوحيد بينهما في الأمانة العلمية. فالطالب بالفعل نقل فقرته من كتاب حرب الريف بينما الغاشي احتفظ بالهامش الذي سرقه وأحال به على اقتباس غير موجودة في هذا المرجع، بل هو لمؤلف آخر، وهو اقتباس موجود عند طالب الدكتوراه في موضعه مع إحالته الصحيحة. يبدو أن الغاشي لم يتنبه إلى أنه أخطا في موضع الهامش، فحدث فارق غير متوقع(décalage) نتج عنه اضطراب واضح، فيكون بذلك منتحلا ومُدلّسا.

إن الفقرة التي نسبها الغاشي لجرمان عياش ليست له، فلمن هي إذن؟ إنها من مرجع آخر وهو كتاب مذكرات حياة وجهاد لمحمد حسن الوزاني (ص70)، كما يتبين من نفس أطروحة الدكتوراه التي سطا عليها، لكن صاحبنا اختلط عليه الأمر، فنسبها لجرمان عياش.

 انتحل الغاشي الفقرة والهامش لكنه فرَّق بينهما بفعل خطأ تقني أثناء عمليتي النسخ واللصق، فجعلهما في موضعين مختلفين، فيكون بذلك قد أخطأ حتى في السرقة، إذ ترك آثاراً واضحة وأدلة كثيرة.

وبعدها يُحيل الغاشي في الهامش إلى محمد حسن الوزاني، مرجع سابق، ص 45، بينما الوزاني لا علاقة له بالاقتباس الذي نسبه له في المتن، ذلك أن الغاشي سرق الهامش من أطروحة الطالب، لكنه وقع في خلطِ فاضح آخر، فوضعه هامشا لاقتباس آخر من مرجع آخر، فيكون قد سرق من الطالب وكذبَ على المؤلف محمد بن الحسن الوزاني فقوّلهُ ما لم يقلهُ، والغريب أن الاقتباس عن كتاب الوزاني موجود عند الغاشي في موضع آخر في المتن انتحله من الطالب نفسه، لكن ذيله بإحالة في الهامش إلى أصول حرب الريف كما ذكرنا سابقا.

يستمر الغاشي بالنقل والسرقة من الأطروحة بنفس التسلسل حرفا بحرف، وينسب الكثير من الفقرات التي انتحلها لنفسه، وكأنها من صياغاته، بينما هي مأخوذة من أطروحة الدكتوراه، والغريب أن الطالب يُحيل إلى المرجع الذي أخذ منه الاقتباس، وهو كتاب عبد الحق المريني الموسوم بـ الجيش المغربي، ص 750، وحين عدنا للمرجع تأكدنا من نسبَة الاقتباس إليه.

 فبماذا يُفسّر لنا هذا الانتحال وما مبرراته؟، خاصة وأنه لم يُحل إلى الطالب الباحث صاحب الدكتوراه، كما أنه لم يُحل للمرجع الذي أخذ عنه الطالب، والمصيبة أن النقل اتسم بالتسلسل الترتيبي في الغالب، فحين تقرأ الأطروحة وكتاب الغاشي تُصاب بالصدمة حين تجد صفحات متشابهة بفقرات متتابعة متطابقة، والفرق الوحيد أن الطالب يُحيل للمراجع، والغاشي أحيانا ينسب لنفسه، وأحيانا يخلط بالتدليس بين الإحالات وبين الاقتباسات، فغالبيتها غير متطابقة.

يستمر السيد العميد في الانتحال من الأطروحة وبالتسلسل، وفي الوقت الذي نجد فيه الطالب يحيل إلى المرجع الذي اعتمده، وهو عبد الحق المريني، ص75، نتفاجأ بأن الغاشي لا يُحيل على صاحب الاقتباس، فتبدو هذه الفقرة وكأنها من إنشائه، وهذه جريمة لا تُغتفرُ في المجال العلمي والأكاديمي، فهذه الفقرة نسخها حرفيا ونسبها خطأ إلى دانييل ريفي في كتابهِ LYAUTEY ET L’INSTITUTION DU PROTECTORAT FRANÇAIS AU MAROC   ص88-89، بينما هذه الفقرة هي في الأصل لعبد الحق المريني، ص80-81.

وقد تأكدنا من ذلك بالعودة للمرجع. والكارثة الأسوأ والأعظم أن الغاشي حين انتحل هذه الفقرة وضع لها هامشا بإحالة سرقها من نفس الأطروحة، لكنها إحالة في غير موضعها، فهي خاصة باقتباس آخر يوجد في نص الغشاش انتحله أيضا ونسبه لمؤلف آخر في الهامش بإحالة أخرى مسروقة من هامش آخر، وهكذا دواليك، لأنه لم يتقن السرقة العلمية، فجاء بها صادمة ومفضوحة وشاذة عن كل الانتحالات الشهيرة.

ومن بين المعلومات التي أوردها الباحث عن هذه السرقة العلمية، حديثه عن بداياتها الأولى، فقد شهدت مدينة العيون المغربية من 18 إلى 21 مايو/ أيار 2017، ملتقىً دوليًا حول أدب الرحلة، دورة الشيخ الرمز حمو سعيد، من تنظيم جمعية النجاح للتنمية الاجتماعية، وخلالها شارك الأستاذ العميد بورقة عن رحلة الهشتوكي إلى فرنسا (1926) بيّن فيها سياق الرحلة، مشيرًا إلى أن هذا النص لم يسلم إلى السلطان وظل عند صاحبه، كما ألمح إلى تميز الرحلة بدقة في الوصف لا يفوت لا صغيرة ولا كبيرة.

هل كانت هذه المشاركة أصيلة من السيد العميد؟

كلا!! يجيب الباحث المخصص في التاريخ. لقد كانت منتحلة بشكل كامل، فآنذاك كان هناك طالب ينجز تحت إشرافه رسالة أطروحة دكتوراه عن صورة الأوربيين في الرحلات المغربية إلى  فرنسا، وحين كانت لاتزال مسودة أقتطع منها الأجزاء التي تتحدث عن رحلة الهشتوكي إلى فرنسا  ودمج الفقرات بعضها ببعض، واستغلها ليُشارِك بها في أعمال هذه الندوة دون أن تكون في الأصل من إنجازه، بل هي من إنجاز الطالب، وهذا نوع من الاعتداء على الملكية الفكرية، وهو انتحال وبلاجيا فجة وخيانة للأمانة، فالطالب من كان عليه أن يشارك في أعمال هذه الندوة لا أستاذة المشرف، فنحن إذن أمام عملية سطو وانتحال وخداع وغش أكاديمي لا لبس فيه.

لقد تَعَمُّدَ الغاشي استعمال أفكار طالب آخر وادعى بأنها ملك له، وقدم منتوجا علميا في ملتقى دولي هو لشخص آخر على أنه منتوج خاص به؛ وذلك عن طريق تضمينه فقرات كاملة من أطروحة طالب باحث في مداخلته، وستكون هذه المداخلة المنتحلة هي النواة الأولى لفكرة إصدار عمل كامل عن الهشتوكي حققه السيد العميد بزعمه وأصدره، يقول الباحث: “حين اطلعنا على قسم الدراسة صدمنا من هول المفاجأة، لقد كانت منتحلة بالكامل عن الطالب المذكور”. 

مقارنة بين فقرات من الأطروحة وفقرات من الكتاب المنشور

(تجري أحداث هذه الرحلة خلال سنة 1926، أي أربعة عشر سنة بعد فرض الحماية عام 1912، فترة حافلة بالأحداث السياسية والاجتماعية ذات الدلالات العميقة. فقد ابتدأت ببيعة السلطان عبد الحفيظ عام 1908، بعد إسقاط أخيه المولى عبد العزيز الذي خلف وراءه بلدا أحاطت به المصائب والشدائد من كل جانب. والملاحظ أن بيعة فاس جاءت مخالفة لبيعات المدن الأخرى التي تبنت البيعات السلطانية التقليدية، والمقتصرة على المبادئ العامة المتعاقد عليها، إلا أن البيعة أتت بشروط «جديدة»، وشكلت أهم حدث أساسي أعطى دفعة قوية للحركة الدستورية)[1]،( فهي تتضمن شروطا سياسية فرض على السلطان أن التقيد بها)(1)[2]

(وقد اعتبرت شروط البيعة «مطالب مثالية قصوى» بالنظر إلى إمكانات السلطان الجديدة، وإلى الوضعية الديبلوماسية والعسكرية القائمة، وهي أشبه ما تكون بخطبة دعائية لمرشح يائس من الفوز بالحكم يفضل لغة الإعجاز على تصور برنامج عملي لتحقيق تلك الشروط)(2)[3].

لم يكن السلطان الجديد ليطمئن (أمام تأزم الأوضاع على إثر ثورة القبائل وتكاثر المتمردين)[4]، واستنفاذ الحلول لفرض استقرار بدى مستحيلا.

(خلال ذلك كانت الآلتين الحربية والدبلوماسية الفرنسية تضعان اللمسات الأخيرة لخطة الدخول إلى فاس، والتي جرى التمهيد لها على الواجهتين الإعلامية والدبلوماسية، فكان الصراع قويا وعنيفا لسنوات بين السلطان وفرنسا، لم ينفع فيه استنجاد السلطان عبد الحفيظ ببعض الدول التي كان يظنها ما تزال صديقة ووفية)[5].

(إن تقرب المولى عبد الحفيظ من الفرنسيين وابتعاده عن المغاربة أدت إلى الارتهان وتوقيع الحماية وان كان غير مقتنع بها)(3).

(لقد كان موقف السلطان بداية الرفض، وتفضيل التنازل عن العرش على توقيع معاهدة الحماية، إلا أن المقيم العام «ليوطي» ظل مدة ثلاثة أشهر يقاوم عداوة السلطان عبد الحفيظ، فقد صار عدوا، واجتهد في إفساد بداية أعمال الحماية بوقوفه معترضا على كل خطوة من خطواتها، ومهددا بتنازله عن العرش) (4)[6].

وقد أكد عدد من المؤرخين الفرنسيين ما يؤيد ذلك «أن عبد الحفيظ ظل يحارب المعاهدة التي وقعها بالإكراه، ويضع أمام خطواتها الأولى كل ما يستطيع من العقبات[7].

لم تستطع مقاومة السلطان أن تدوم طويلا، فمخزنه المركب من أرستقراطية، عسكرية وفئة تجار نفعية مصلحية، وزعماء قبائل بدو ألفوا الجشع والنهم الجبائي ورجال الدين والشرفاء الذين اعتادوا الإعفاء والرخاء، «ما إن أدركوا أن الخطر داهم لا محالة وعوض أن يسارعوا لشد عضد ولي نعمتهم[8] داروا حيث دارت مصالحهم.»[9]

(لكن معارضة السلطان لم تحل دون سير «الحماية»، فقضت على ملكه بدل أن يقضي هو عليها، لأن الأمر كان إذ ذاك في المغرب لمن هو أشد قوة 1912).[10]

لم يكن أمام السلطان عبد الحفيظ من حل سوى التنازل عن الحكم لصالح أخيه المولى يوسف احتجاجا على الضغوطات التي كان ضحية لها، معللا قراره بأسباب صحية[11].

فنقل المولى حفيظ إلى فرنسا عبر مرسيليا، واعتبر ذلك إهانة له وكأنه أسير لفرنسا، ومنها إلى فيشي للاستشفاء، ثم عاد ليستقر بطنجة «بقصر حسنونة»[12].

وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى انخرط السلطان عبد الحفيظ في التحالف مع الألمان والأتراك ضد الفرنسيين، ولكنه لم يفلح في مشروعه لانتصار الحلفاء في هذه الحرب[13].

 (ومع تولي المولى يوسف الحكم (1927–1912)، اصطدم بالمقيم العام الفرنسي الثاني «تيودور ستيك» سنة 1925، قبيل نهاية حرب الريف، وذلك في موضوع مشروع الظهير البربري الذي ينص على تطبيق القوانين العرفية على القبائل «البربرية»، حيث كان المولى يوسف يعتبر نفسه الرئيس الروحي لجميع المغاربة، وأن كل قبيلة دخلت طاعة الدولة يجب أن تخضع لقوانين الشريعة الإسلامية)[14].

(كما دخل في صراع مع السلطات الفرنسية في الموافقة على ترشيح قناصل الدول الأجنبية بالمغرب، وبعد عودته إلى المغرب من زيارته التي قام بها إلى الديار الفرنسية توفي فجأة يوم 17 نونبر 1927 وخلفه ولده محمد بن يوسف يوم 18 نونبر 1927)[15].

الفقيه الهاشمي الهشتوكي (1871 – 1936)

(ولد الرحالة المذكور سنة 1294هـ /1871م. وينتمي إلى إحدى الأسر الناصرية التي استقرت بسوس، أسسها بهشتوكة سليمان بن يوسف الناصري، وأنتجت أعلاما كبارا هم؛ جد الأسرة سليمان العلامة المعروف وصاحب الفهرس، ونزيل تيدسي، وابنه الحسن الفقيه المذكور الذي درس بمدرسة إداومحند الهشتوكية قبل سيدي سعيد الشريف، ومنهم سليمان بن موماد، وأخوه الحنفي الذي كان يعلم إخوته القرآن، وكان من بينهم المترجم له)[16].

(وهو الهاشمي بن موماد بن الحسن بن سليمان المولود بقرية أدوار أوكرام، أخذ القرآن عن أخيه، وأخذ معارفه عن بعض الشيوخ بسوس، ثم التحق بمراكش لاستكمال العلم، وكان من أبرز من أخذ عنهم كاتب القائد الكندافي العلامة سيدي إبراهيم الكدميوي، ويبدو أنه صاحب الفضل في التحاق المترجم بحاشية القائد الكندافي الذي عينه كاتبا له، ورافقه لما حل بتزنيت. وكان إلى جانبه في المعارك التي خاضها بسوس ضد ثورة أحمد الهيبة، ولما رجع القائد إلى مراكش رجع معه إليها، وبذلك يكون الهاشمي الناصري شخصية استفادت من القرب من القائد الكندافي وجعلها تحت الأضواء خاصة في تحركات القائد واسفاره ومنها السفر إلى باريس)[17].

(حج الهاشمي بيت الله الحرام ونزل بمصر، بيد أننا لا نملك أي معلومات عن الرحلة)[18]. (ولعل هذه الحجة كانت سنة 1914 ضمن حاشية القائد الكندافي التي رافقته في رحلته إلى الأماكن المقدسة وسوريا ولبنان وفلسطين، باعتباره كاتبه الخاص، إلا أنه لم يترك أي أثر لهذه الرحلة الحجية)[19].

(وفي عام 1344هـ/1926م صاحب المترجم له القائد الكندافي إلى باريس ضمن الوفد الرسمي الذي استدعاه السلطان المولى يوسف لمرافقته لحضور تدشين مسجد باريس)[20].

(لم يترك الحاج الهاشمي الناصري من الآثار سوى رحلته التي دون فيها وقائع سفره إلى باريس رفقة القائد الطيب الكندافي، وكانت وفاته سنة 1354هـ/1936م)[21].

الرحلة إلى فرنسا أو الحداثة

(جاءت رحلة الفقيه الهشتوكي في سياق الدعوة التي وجهتها سلطات الحماية للسلطان المولى يوسف لتدشين مسجد باريس، فهي رحلة وفدية رسمية لمرافقة السلطان المغربي إلى فرنسا. يقول الفقيه الهشتوكى: «هذا تقييد يجمع إن شاء الله بعض أخبار سفرنا المبارك من مدينة مراكش عاصمة الجنوب المغربي إلى باريس عاصمة الديار الفرنسوية وذلك أن الأمر صدر من السادات الحكام ومن الحضرة الشريفة دام عزها لسفر بعض أعيان المغرب صحبة الركاب الشريف (مولاي يوسف) إلى باريز» في أوائل شهر 16 ماي سنة 1926م  (11)(1).

(فبتاريخ 16 ماي من سنة 1926 صدر أمر من السلطان مولاي يوسف إلى القائد الكندافي لمرافقة الموكب الملكي نحو الديار الفرنسية قصد تدشين مسجد باريس)[22].«وهكذا انطلق على بركة الله من مراكش إلى الحضرة الشريفة برباط الفتح، وذلك يوم الخميس 13 حجة الحرام عام 1344 الموافق ل 24 جوان سنة 1926. فوصل الرباط ومعه بعض عبيده والتقى مع جلالة الملك مولاي يوسف، ورحب به. ثم رجع قافلا إلى الدار البيضاء. فأقام بها أياما، والتحقت به رفقة ابن أخيه الخليفة السيد محمد بن إبراهيم والكاتب البارع السيد الحسن بن صالح، وأحمد بن عبد الله بعد خمسة أيام، وذلك يوم الثلاثاء 18 حجة الحرام عام 1344 الموافق ل 29 جوان سنة 1926،»(12)(1) [23].

(وبعد أن تم الإعداد للسفر تقرر جمع الأعيان بالمدينة في دار الإقامة العامة الساعة الثانية مساءا من يوم الخميس فاتح يوليوز 1926)[24].

(وقد احتفظ لنا الهشتوكي في رحلته بلائحتين للأسماء التي شملتها البعثة، وقد حددهم كالتالي: اللائحة الأولى: القائد الطيب الكندافي – الخليفة بن أحمد التهامي بن العيادي –الأمين السيد الطيب مكوار الفاسي -الكاتب الهاشمي الهشتوكي – الكاتب سالم الشيفور -السيد محمد الفشتالي الفاسي –الترجمان السيد محمد روبيون – المقدم الحسين كبسول-صالح بن هم (كان من العبيد) -صالح بن العربي الطباخ -سالم بثمالة – مبارك منيض-يدار الشيفور -عثمان ومسعود وصيف السيد. أحمد بن التهامي)[25].

(أما عن التكلفة فيبدو حسب متن الرحلة أن نفقتها تكلف بها أعضاء البعثة، يقول الهشتوكي)[26]:

(«وخلصنا ثمانية بلايض من الدار البيضاء إلى باريز بابور وشمندفير طروزيام) الدرجة الثالثة للعبيد بحساب 520,50 لكل /8/ نفر الجميع فرنك 4164 وخلصنا سبع بلايص أخرى في البابور وحده طروزيام بحساب 432 فرنك لكل واحد الجميع فرنك 3024 ثم خلصنا أيضا سبع بلايص أخرى في الشمندفير بريميز بحساب فرنك 320  لكل واحد من مرسيلية إلى باريس الجميع فرنك 2100 وجملة الجميع فرنك 9288 عنها رحال 1857,60 ودفعنا نحن ألفين ريال بسبب غلط ذكر لنا القبطان)[27]

في الطريق إلى مرسيليا

انطلقت الرحلة على الساعة (الخامسة مساء من يوم الجمعة 2 يوليوز 1926م من ميناء الدار البيضاء باتجاه مدينة مارسيليا الفرنسية على متن سفينة «الصويرة، يصفها الهشتوكي بقوله «وهذا البابور إسمه الصويرة. ولكنه بابور حسن،نقي. ساكن.باركه الله ولم يشعر الركاب فيه بالدوخة إلا في الليلة الأولى وصباح اليوم الموالي. بعد ذلك شعرنا بالراحة والأمن والعافية، فقد أحس الركاب براحة تامة فكأنهم في بيتهم وله الحمد (2)».

بعد ست عشرة ساعة من الإبحار وصلت السفينة إلى مدينة طنجة)[28]( « من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة التاسعة صباحا)، وفي العاشرة والنصف ليلا يذكر المشتركي وصولهم إلى مدينة سبتة وجبل طارق. ودون توقف استمرت السفينة في الإبحار طيلة يوم السبت وليلة الأحد حيث كانت تتراءى للوفد المغربي بعض المدن الإسبانية القريبة من الشاطي مثل قارطجنة وبرصيونة والكانط وسان سيباستيا.»: «وكانت إصبانيا على يميننا وفي الساعة العاشرة صباحا وصلنا أمام مدينة هائلة من مدن اصبانيا اسمها قرطجينة والنصارى يقولون لها كرطخينة بكاف وخاء معجمة، رأيناها واسعة عامرة وفيها عدد من الفبارك التي تذيب المعادن حسب ما قاله أرباب البابور الذين يعرفون أحوالها، وفي الساعة الثانية عشرة من يوم الأحد وصلنا أمام مدينة أخرى اسمها برصيونة أيضا مدينة كبيرة عظيمة من مدن اصبانيا وفي الساعة السادسة مساء وصلنا أمام مدينة أخرى اسمها الكانط وهي من مدن اصبانيا أيضا وما زلنا بمحاذاة الشاطئ وجبال اصبانيا على يسارنا يوم الأحد كله. وليلة الإثنين ونهارها إلى حدود الساعة السادسة مساء حيث وصلنا إلى مدينة كبيرة اسمها سبستيان وهي آخر مدن اصبانيا تقع على الحدود بين اصبانيا وفرنسا ورايناها ………………………………………..[29] تحت جبل عال…»[30]. وهو ما يعني أن فترة الإبحار من الدار البيضاء إلى سان سيبستيان استغرقت حوالي أربعة أيام ابتداء من مساء يوم الجمعة إلى مساء يوم الإثنين. ودون توقف تابعت السفينة ابحارها باتجاه مرسيليا في ظروف بحرية وجوية مضطربة كما يصف الهشتوكي، وكان الوصول إلى مرسيليا يوم الثلاثاء 6 يوليو أي بعد اليوم الخامس.

بين مرسيليا وباريس

كان الخروج من مرسيلية إلى باريس على الساعة السابعة مساء من يوم الوصول إليها من المغرب باستعمال القطار، (يقولالهشتوكي واصفا ركوب القطار: وبمجرد استكمال الناس طلوعهم إلى البابور سافر على بركة الله مرة واحدة ولا تسأل عن قوة سير هذا البابور وكثرة صداعه الليل كله حتى داخ منه كثير من الناس وأصبحنا نحن كذلك كما أراد الله (فترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد) غفر الله به الذنوب»)[31]

(كانت المسافة التي قطعها الهاشمي بين المدينتين المذكورتين تقدر ب أربع عشرة ساعة)[32]، بعد أن تم الحجز لسبعة أعضاء بالدرجة الأولى و8 أعضاء بالدرجة الثانية من القطار، (حيث كان دخولهم مدينة باريس يوم الأربعاء 26 حجة الحرام عام 1344 الموافق ل 7 يوليوز 1926)[33]

(وصل الوفد إلى النزل المحجوز لهم بعد أن أمعنوا البصر في الأزقة والشواريع والقصور المشيدة. وكان اسم هذا الفندق «أتيل مودرن»)[34].

الهاشمي الهشتوكي في مدينة باريس

(مدينة باريس بالنسبة للهشتوكي كما هي عند جميع الرحالة الذين زاروها المدينة الكوسموبوليتية ابتداء من الشيخ رفاعة الطهطاوي. العطار. ومحمد أمين فكري. أحمد فارس الشدياق. فتح الله المراش. الصفار. الحجوي. العمراوي. السائح. الصبيحي. واللائحة تطول. فهي المدينة التي تضم، «العجائب والغرائب التي لا يقدر العقل على حصرها ولا اللسان الفصيح على نشرها»، ووصلنا إلى واد يقال له واد بولون. وذلك الوادي هو الذي يشق وسط العاصمة باريز وفيه من المياه الشيء الكثير»[35]. (وقد شبه الهشتوكي هذا النهر بنهر  …[36]المصري الذي شاهده ربما أثناء رحلته الحجية)[37]. (لقد كان الهشتوكي دقيقا في وصف بعض مرافق مدينة باريس فقدم معلومات عن نهر باريس «حتى أن هذا العمق يصل في بعض مواقعه إلى عشرة أمتار، كما وجدنا على شاطئه كثيرا من الفلائك (الزوارق) الصغيرة المعدة للفرجة على سطح الماء فهناك أكثر من مائة زورق صغير ونقي جدا ومن أراد أن يتفرج على سطح الماء يدفع اثني عشر سولدي للساعة. ويمضي به صاحب الزورق طالعا ونازلا بقدر الساعات المتفق عليها»)[38].

أما (دار نابليون ففيها من عجائب البنيان ما لا يخطر بالبال)[39]، (أما قوس النصر فقد أذهلت عمارته الهشتوكي« وفيه من العجائب والبنيان البديع ما يعسر على اللسان وصفه»)[40].

((كما قدم معلومات بخصوص أعداد السيارات الموجودة بالمدينة، “وجه الإجمال إلى مائة وخمسين ألفا تقريبا. دون الطرمويات التي تعد لعشرين ألفا” هذا بالإضافة إلى تقديمه الاعداد رجال الشرطة وأفراد الدرك.)) [41].

(أما دار البورصة فقد اندهش الهشتوكي لكثرة أنواع العملة الدولية الموجودة بها من مثل الدولار الأمريكي وغيره والدلالة)[42](« فيها على رؤوس الأشهاد، واجتمع فيها منه الناس ما بين مشتر وبائع ومتفرج من اليهود والنصارى رجالا ونساء فيها هرج كبير وأصوات عالية. ومنها تمشي (ترسل) التلغرافات لجميع النواحي)[43].

((أما حديقة الحيوان (جنان الوحوش)[44] فقد كان لها هي أيضا نصيب من مشاهدات الكاتب، وهو الرحالة الوحيد الذي أطلعنا على ثمن تذكرة الدخول لهذه المعلمة، وقد حصرها في ثلاثة فرنكات لكل فرد، وهي التفاتة جد مهمة …وتحتوي الحديقة إضافة إلى عرض في جناح خاص لأنواع المعادن، وجناح خاص بأنواع الحيوانات المحنطة على أشكال متعددة ولا متناهية من أنواع الحيوانات»))[45].

أما عن برج إيفل ((فيسميه الناصري بالصومعة التي يوجد على رأسها تلغراف برقي يتواصل مع جميع الأقطار» وهي من عجائب مدينة باريس طولها ثلاثمائة وعشرون مترا يطلع الناس إليها بمكينة تخدم بالكهرباء طلوعا ونزولا. وفيها ثلاث طبقات ومن أراد الطلوع إليها يدفع ست فرنكات، فيطلع إليها ويتفرج على البلد كله ويأكل ويشرب القهوة والحلوى وغيرها من المأكولات والمشروبات. فكل شيئ يباع فيها.»))[46]. ((يبلغ وزن البرج سبعة آلاف طن، ومصاريف إنشائه تقرب من سبعة ملايين فرنكا، والكمية التي يحتاجها من الصباغة تصل إلى مائة ألف كيلو ))[47].

أما عن وصول السلطان مولاي يوسف إلى محطة باريس فقد ذكر الهشتوكي أنه: (« في يوم الإثنين فاتح محرم الحرام المفتتح به عام 1345 هـ الموافق ل 12 يونيو ـ سنة 1926م في الساعة العاشرة وأربعين دقيقة صباحا. نزل جلالة السلطان مولاي يوسف نصره الله في لاكار المسمى باكارليون بباريس المعدود لتزول الملوك قديما عند وفودهم إلى باريس، وكان لذلك اليوم رنة كبيرة وهيبة شهيرة، وأقيم له احتفال عظيم حضر فيه رئيس الجمهورية نفسه(2)[48].

(كما احتفظ لنا الهشتوكي كذلك بأسماء أعضاء الوفد الذي كان في استقبال السلطان مثل الماريشال بيتان، والمقيم العام ستيغ، والجنرال كورو المقيم العام السابق. أما الوفد الذي كان يرافق السلطان فقد تكون من: قدور بن غبريط، والحاج محمد المقري، « فأعطيت له التحية أولا بالموسيقى البلدية ثم بالطنابير الوطنية، وتقدم رئيس الجمهورية الفرنسوية حتى صافحه وأدى له التهنئة بوصوله على جناح السلامة ثم صافحه بقية أكابر الدولة الفرنسوية …»[49].

لقد شكلت زيارة الهشتوكي لباريس مناسبة لإثارة موضوع اليد العاملة المغربية وهجرتها إلى فرنسا وركز في هذا الإطار على العمالة السوسية القادمة من جنوب المغرب[50] .(يقول: «ولما وصلنا باب الأتيل وجدنا به نحو عشرة نفر سوسيين، فتكلموا معنا بلغة بلدنا الشلحة، وهم لابسون لباس النصارى من (كبابيطوشمارير ) وغيرها من زي النصارى ومن رآهم لا يظنهم مغاربة أصلا، وصرنا نسألهم من أين أنتم،  ومن أي القبائل السوسية أصلكم، فوجدنا بعضهم من أصبوية وبعضهم من أيت باعمران وبعضهم من رسموكة وهشتوكة وحاحة والريف. وأخذنا نسألهم عن أمر أنفسهم وعن جميع أحوالهم وأشغالهم فذكروا أنهم يألفوا هذا البلد ولكنهم مفتقرون إلى زاد يوصلهم إلى بلادهم فلم يجدوه.»)[51].

(وزيادة من الطبيب الفرنسي في ادهاش الوفد المغربي أخذ نقود مملوءة ببعض الفرنكات واخضعها لعملية الكشف بالراديو حيث شوهد كل ما بداخل المحفظة «وصرنا نتعجب فيما رأيناه، مسبحان من علم الانسان ما لم يعلم»)[52]

(بالنسبة للهشتوكي فإن مصنع ستروين يعود لتاجر يهودي يحمل نفس الاسم، ويعد هذا المصنع الذي يسميه الرحالة بالفبريكة من أعظم مصانيع باريس « حتى قيل إن هذه الفبريكة يخرج منها ما يزيد من مائة طموبيل في كل يوم، وحيث سمعنا هذا، جعلناه محالا في حيز المحالات المستحيلات، حتى بحثنا عنه فقيل لنا يمكن أن يكون في أمرها أكثر من ذلك وأما ذلك وأما عدد الخدامين (العمال) الذين يخدمون فيها فيقدر بعشرة آلاف نفر، وأكثرهم من أهل المغرب عندنا»)[53].

 (لقد أولى الهشتوكي للعيد الوطني الفرنسي اهمية خاصة، يقول «وفي يوم الأربعاء ثالث محرم الحرام عام 1345 موافق 14 جوليت سنة 1926 وهذا اليوم هو عيدهم الكبير له منزلة كبرى عند الفرنسويين. يحتفلون به كل سنة ويسمى عندهم بكاتورز جوليت)[54].

(أما فيما يخص وصف مظاهر الفرحة والتنظيم فلم يأل الرحالة جهدا في تقريب صورة هذا اليوم إلى ذهن المتلقي في مشهد يعز على الزائر العادي أن يدقق في تفاصيله، فبعد وصول السلطان مولاي يوسف إلى المحل موضوع الاحتفال « تجرد المحترم الجنرال كوروا [55] بفرسه وحده أمام العساكر وسل سيفه قابضا عليه بيده وحينئذ ابتدأ تسريط العسكر على طابور بضباطه على الترتيب إلى أن تم تسريط عسكر المشاة، فتبعهم الخيالة وتبعتهم المدافع الكبرى، ولا تسل عن كبر هذه المدافع، طول كل واحدة منها يقدر بعشرة أمتار تقريبا وتبعتها الطموبيلات الحربيات متاع الطرقة وكلها من حديد، وتبعهن طابور العبيد بخيلهم وكانوا قد سافروا من مراكش مع جلالة السلطان.»)[56].

وفي الختام فقد كان الهشتوكي دقيقا وبارعا في وصف مشاهدات الطريق إلى مرسيليا حيث اهتم بالمناطق المزروعة( « ما بين ليون ومرسيلية تنتشر زراعة العنب الزحاف مثل ما يكون ببلدنا في دكالة. لكن الفدادين في هذه معتبرة ذات أهمية بالغة بحيث ترمي بصرك إلى حده، فلا ترى إلا ظلمات العنب. أما ما بين باريز وليون فإن زعم قائل بأن نظير أرضه قليل في الدنيا فقد صدق بالنسبة إلى ما خلق الله فيها من كثرة الأشجار، وتتنوع الفلاحة وأكثر المزروعات بها فرينة القمح الأورباوي، وكل ذلك في ترتيب حسن للغاية، فلا يرى حجر ولا طوب، ولا طالع ولا هابط وكلها عامر بالمزروعات والمغروسات خاصة منها النب ذي العود الرقيق، والكل يتخلله الأودية التي تسير على ظهورها البوبر وإن شئت قلت هي البحار التي يصل عمق بعضها اثني عشر مترا حسب ما سمعناه من بعض المهندسين من أهل البلد»)[57].

على سبيل الختم

(إن الجديد الذي تقدمه الرحلة أنها إطلالة على العالم الجديد (فرنسا/ باريس) المتقدم والمتطور والقوي، والممتلئ بالغرائب والعجائب الحديثة، وقد تجلى ذلك في وصفه لمظاهر الحضارة الجديدة وشحن لغته بمفردات فرنسية أدخلها إلى ساحة التداول اللغوي المغربي (الشماندفير، المكينة، الأتيل، الأوطوموبيلات، البوليس، جدارمي، تياترو، الدوزيام…)[58]. (كما أنه «لم يشر بأدنى انتقاد إلى المجتمع الفرنسي في عاداته وتقاليده في الأكل والشرب واللباس، واختلاط النساء بالرجال… ولا في دينه، فلم يشر ولو مرة واحدة لكفرهم أو ما يشابه هذا. ويجد هذا الصنيع تفسيره في أنه كاتب القائد الكندافي خادم المخزن الذي تربطه وفرنسا عهود ومواثيق، ولهذا لم يكن من اللائق بالكتاب أن يقدح في فرنسا أو أن يصمها بأي صفة سلبية، وهكذا غض طرفه، ونأى بقلمه عن وصف كل المظاهر التي من شأنها أن تثير حفيظة ولي نعمته الموالي لفرنسا»)[59].


[1]- يُحيل هنا صاحب الأطروحة الجامعية إلى المصادر العربية بالشكل التالي (محمد المنوني، مظاهر يقظة المغرب الحديث، ج. 2، صص349-353) بينما يستمر الغاشي في الاسترسال دون أن يعلم أن الاقتباس انتهى. وأن الطالب ينقل عن مرجع آخر، وهو مقال لمحمد المدني في مجلة أبحاث، فسقط هذا الهامش من عند الغاشي حين كان يقوم بعملية القص واللصق، فجمع لاحقا بين اقتباسين اثنين وجعلهما لمؤلف واحد.

(1) هذا الهامش بين قوسين يحيل فيه الغاشي إلى المنوني هكذا: (محمد المنوني، مظاهر يقظة المغرب الحديث، ج. 2، صص349-353) بنفس الصياغة: حرفا فاصلة ونقطة عن الطالب الذي ناقش الأطروحة سنة 2017).

[2]- هنا يُحيل الطالب في أطروحته إلى محمد المدني، مجلة أبحاث، العدد السادس، السنة الثانية، خريف 1984، ص9، وهي إحالة صحيحة، بيد أن الغاشي دمج هذه الفقرة وأشركها مع نص محمد المنوني وأحال على هذا الأخير، وهذا دليل صارخ على السرقة العلمية المصحوبة بالتخبط أثناء عملية اللصق.

[3]- هنا يحيل الطالب في أطروحته إلى أحمد التوفيق، تأملات في البيعة الحفيظية، المغرب من العهد العزيزي، مذكور ص343. (وبالفعل سبق لهذا الطالب أن أحال على المرجع سابقا). يحيل هنا الغاشي إلى نفس المرجع على الشكل التالي: أحمد التوفيق، تأملات في البيعة الحفيظية، ص343 (نقلا ونسخا من طالب الدكتوراه). ولم يشر لدار النشر ولا سنة الطبع، مع أنها أول إحالة منه لهذا المرجع.

[4]- هذه الفقرة نقلها الطالب في أطروحته عن كتاب الطيب بياض، وقد سرقها الغاشي من الأطروحة مع تغيير كلمة واحدة ونسب الفقرة لنفسه، فيكون سارقا عن الطالب صاحب الأطروحة ومُنتحلا في نفس الوقت، فلا هو أحال على الطالب في أطروحته ولا هو أحال على كتاب الطيب بياض.

[5]-هنا يُحيل الطالب إلى محمد بن الحسن الوزاني، مذكرات حياة وجهاد، ص36، بينما يستمر الغاشي في الاسترسال من خلال إضافة سطر من مرجع آخر قبل أن يحيل إلى محمد حسن الوزاني بدوره، ومرة أخر ينقل بشكل حرفي الهامش من أطروحة الطالب وبنفس الصيغة.

(3) هنا يحيل الغاشي إلى: محمد، حسن الوزاني، مذكرات حياة وجهاد، ص36، نقلا عن الطالب كما ذكرنا في الهامش السابق، لكنه أضاف فقرة صغيرة لا توجد في هذا المرجع مما يعني أنه سارقٌ ومدلس في نفس الوقت.

[6]- هنا يُحيل الغاشي إلى جرمان عياش، أصول حرب الريف، ترجمة محمد الأمين البزاز وعبد العزيز خلوق التمسماني، مطبعة النجاح، البيضاء، 1992، ص35. بالطبع نقلا عن الطالب الذي أحال إلى نفس المرجع وحرفيا، جرمان عياش، أصول حرب الريف، ترجمة محمد الأمين البزاز وعبد العزيز خلوق التمسماني، مطبعة النجاح، البيضاء، 1992، ص35، وفقط الاختلاف الوحيد هو في الأمانة العلمية. فالطالب بالفعل نقل فقرته من كتاب حرب الريف بينما الغاشي احتفظ بالهامش الذي نقله وأحال به على فقرة غير موجودة في هذا المرجع لكنها توجد في متن الطالب وهي لمؤلف آخر. يبدو أنه نقلها (كوبي) وأثناء اللصق (كولي) لم يتنبه إلى أنه أخطا في موضع الهامش فحدث فارق غير متوقع نتج عنه اضطراب وحيد، فيكون سارقا ومُدلّسا، ذلك أن هذه الفقرة ليست من كتاب جرمان عياش، فمن أين جاء بها الغاشي إذن؟ لقد جاء بها من مرجع آخر وهو كتاب مذكرات حياة وجهاد لمحمد حسن الوزاني، ص70، وذلك نقلا عن نفس أطروحة الدكتوراه، لكن صاحبنا اختلط عليه الأمر، فنسبها لخلوق التمسماني بينما هي لمحمد حسن الوزاني كما في بحث الدكتوراة، سرق عنه الفقرة والهامش من موضعين مختلفين، فأخطأ حتى في السرقة، إذ ترك آثاراً واضحة وأدلة كثيرة.

[7]- هنا يُحيل الغاشي في الهامش إلى محمد حسن الوزاني، مرجع سابق، ص 45، بينما الوزاني لا علاقة له بالاقتباس الذي نسبه له في المتن، ذلك أن الغاشي سرق الهامش من أطروحة الطالب، لكنه وقع في خلطِ فاضح بسبب كوبي كولي، فوضعه هامشا لاقتباس آخر من مرجع آخر، فيكون قد سرق من الطالب وكذبَ على المؤلف محمد بن الحسن الوزاني فقوّلهُ ما لم يقلهُ، والغريب أن الاقتباس عن كتاب الوزاني موجود عند الغاشي في موضع آخر في المتن سرقه من الطالب نفسه، لكن ذيله بإحالة في الهامش إلى أصول حرب الريف المذكور في هامشنا السابق، فلا هو سرق فأحسن السرقة، ولله في خلقه شؤون.

[8]- هذه الفقرة انتحلها الغاشي من نفس أطروحة الدكتوراه بالحرف الواحد مع إسقاط جملة فقط، مع أنه أخطأ في صفحة الإحالة فالطالب أحال إلى ص 88، 89، وهو الصواب، بينما أحال الغاشي إلى ص120، لاختلاط الأمر عليه، مع العلم أنه انتحل الهامش المذيل بـ ص120 من نفس صاحب الأطروحة إلا أنه لاقتباس آخر، وذلك الاقتباس الآخر جعل له إحالة هي لاقتباس من مؤلف آخر، فلم نعد نعرف من يصيد بالنبال ومن يصيد بالحبال، ولهذا فغالبية هوامش الغاشي في وضعية حيص بيص، بخلاف الطالب الذي كان دقيقا في ضبط الهوامش، حيث التطابق بين الإحالات والاقتباسات.

[9]- هذه الفقرة سرقها الغاشي من نفس أطروحة الدكتوراه، وبالحرف الواحد. بيد أن الطالب نسبها لصاحبها الحقيقي وهو الطيب بياض، المخزن والضريب والترتيب، ص 306-307، بينما ا الغاشي اختلط عليه الأمر، فنسبها ارتباكا أثناء النقل للمؤرخ الفرنسي دانييل ريفي، ص88-89. والملاحظ أن الفقرة المقتطفة من كتاب دانييل ريفي هذه وردت فعلا في المتن عند الغاشي لكن في موضع آخر، سارقا إياها أيضا من أطروحة الطالب، لكن الغاشي أخطأ حين جعل الاقتباس في ص120، ذلك أن الفقرة التي توجد في الصفحة 120 من كتاب دانييل والموجودة أيضا في متن ا الغاشي مسروقة عن نفس الأطروحة، لكنه نسبها لمؤرخ آخر كما يتبين من الإحالة المرافقة لها في الهامش.

[10]- هذه الفقرة سرقها بالحرف الواحد من أطروحة الدكتوراه التي أشرف عليها، ونسبها لنفسه زورا وبهتانا، فهي بلا إحالة عنده، وحين عدنا للأطروحة وجدنا أن الطالب أحال بأمانة للمرجع التالي: محمد حسن الوزاني، مذكرات حياة وجهاد، ص46، وهكذا يكون الغاشي قد سطا على فقرة من كتاب الوزاني الذي لم يعد له في الأصل، إذ اعتمد على وسيط، لكنه تجرأ وادعاها لنفسه، فتبدو وكأنها من قريحته.

[11]- يستمر الغاشي بالنقل والسرقة من الأطروحة بنفس التسلسل حرفا بحرف، وينسب هذه الفقرات التي انتحلها لنفسه، وكأنها من صياغاته، بينما هي مأخوذة من أطروحة الدكتوراه، والغريب أن الطالب يُحيل إلى المرجع الذي أخذ منه الاقتباس، وهو كتاب عبد الحق المريني الموسوم بـ الجيش المغربي، ص 750، وحين عدنا للمرجع  تأكدنا من نسبَة الاقتباس إليه، فبماذا يُفسّر لنا القشاش هذا الانتحال وما مبرراته؟، فهو لم يُحل إلى الطالب، كما أنه لم يُحل للمرجع الذي أخذ عنه الطالب، والمصيبة أن النقل اتسم بالتسلسل الترتيبي في الغالب، فحين تقرأ الأطروحة وكتاب الغاشي تُصاب بالصدمة حين تجد صفحات متشابهة بفقرات متتابعة متطابقة، والفرق الوحيد أن  الطالب يُحيل للمراجع، والغاشي أحيانا ينسب لنفسه وأحيانا يخلط بالتدليس بين الإحالات وبين الاقتباسات، فغالبيتها غير متطابقة.

[12]- يستمر الغاشي في الانتحال من الأطروحة وبالتسلسل، وفي الوقت الذي نجد فيه الطالب يحيل إلى المرجع الذي اعتمده، وهو عبد الحق المريني، ص75، نتفاجأ بأن الغاشي لا يُحيل على صاحب الاقتباس، فتبدو هذه الفقرة وكأنها من إنشائه، وهذه جريمة لا تُغتفرُ في المجال العلمي والأكاديمي،

[13]- هذه الفقرة عند الغاشي بدون إحالة أيضا، مما يعني أنه قطفها من مرجع ما،

[14]- يستمر ا الغاشي في النقل بأمانة منقطعة النظير عن الأطروحة، فهذه الفقرة نسخها حرفيا ونسبها خطأ إلى دانييل ريفي في كتابهِ LYAUTEY ET L’INSTITUTION DU PROTECTORAT FRANÇAIS AU MAROC ص88-89، بينما هذه الفقرة هي في الأصل لعبد الحق المريني، ص80-81. وقد تأكدنا من ذلك بالعودة للمرجع. والكارثة الأسوء والأعظم أن الغاشي حين انتحل هذه الفقرة وضع لها هامشا بإحالة سرقها من نفس الأطروحة، لكنها إحالة في غير موضعها، فهي خاصة باقتباس آخر يوجد في نص القشاس سرقه أيضا ونسبه لمؤلف آخر في الهامش بإحالة أخرى مسروقة من هامش آخر، وهكذا دواليك، لأنه لم يتقن السرقة العلمية، فجاء بها صادمة ومفضوحة وشاذة عن كل الانتحالات الشهيرة.

[15]- هذه الفقرة انتحلها الغاشي من نفس الأطروحة، وبالحرف الواحد، و نسبها خطأ وزوراً لمحمد حسن الوزاني، مرجع سابق، ص 46، بينما الفقرة هي لعبد الحق المريني ص 98، كما ورد ذلك في الأطروحة التي أشرف عليها وسرق منها حرفيا، دون استحياء أو خوف من الفضيحة، وحين عدنا للمرجعين وجدنا أن إحالة الطالب صحيحة وإحالة الغاشي غير صحيحة، والمصيبة أن هامش الغاشي مسروق حرفيا من نفس الأطروحة، لكنه لفقرة أخرى سرقها أيضا ونسبها لمؤلف آخر، وهكذا وقع الغاشي في الخلط حين سرق، فلم يتنبه لسقوط هامش في بداية سرقاته من الأطروحة وهو أمر أدى الى سقوطه لاحقا في تصحيف غالبية الإحالات في دراسته التي يمكن عدّها بكاملها منتحلة من الأطروحة.

[16]هذه الفقرة انتحلها الغاشي بالحرف الواحد (فوطوكوبي) من أطروحة الدكتوراه دون أي إحالة له، وهذه فضيحة كبرى لا يقوم بها حتى الطلبة في بداية مسارهم، فكيف يعقل بجامعي يزعم أنه يشرف ويؤطر الأطاريح والأبحاث،

[17] -هذه الفقرة مسروقة كاملة من أطروحة الدكتوراه التي أشرفها عليها الغاشي، وإن كان الطالب أحال قبلا إلى المصدر وهو المختار السوسي المعسول، ج10، ص 36، فالغاشي لم يُحِلْ هذه الفقرة والتي سبقتها، فيبدو الأمر وكأنها من صياغته،ِ وهذا بالإضافة إلى أنه سرقة علمية فجّة، هو تزوير وانتحال وتدليس وخيانة لقواعد البحث العلمي.

[18]- هذا التعبير سرقه الغاشي من الطالب صاحب الأطروحة حرفا بحرف وكلمة بكلمة، دون أن يُحيل لبحثِه، وبالطبع لا يمكن لفردين صياغة جملتين بنفس الطريقة من قريحتِهما، فلا يمكن أن يأتيهما نفس الإلهام، بالتأكيد اللاحق سرق عن السابق، والأطروحة نوقشت قبل سنوات من نشر كتاب الغاشي ، فتمعن أيها الطالب وتثبت مما يُنشر.

[19]- هنا يُحيل الغاشي في الهامش قائلا: حول الرحلة الحجية للقائد الطيب الكندافي يرجع إلى كتاب (هكذا) المشار اليه (بدون همزة على الألف) في الإحالة (بجون حمزة على الألف) 10، صص83-87، ومن المُضْحِكِ أنه لا توجد الإحالة رقم 10 في دراسة الغاشي في الصفحات المذكورة، مما يؤكد أنها منتحلة من عملٍ آخر فيه الإحالة 10 في الصفحات التي ذكرها، مما يجعلها إحالة كاشفة لتحايلاته وتزويره وانتحالاته.

[20]- هذه الفقرة مسروقة بالحرف الواحد عن أطروحة الدكتوراه للطالب المذكور سابقا، وهي من بنات تعبيراته وليست من مصدر أو مرجع ما، لم يجد ا الغاشي حرجا في سرقة الصياغة ونَسَبَها لنفسِهِ زورا وبهتانا، وهذا انتحال وتزوير في الكتابة التاريخية.

[21] يستمر الغاشي في النّسخ الحرفي، فهذه الفقرة نجدها بالحرف الواحد في أطروحة الدكتوراه التي نوقشت سنة 2017م، وهي من صياغة الطالب، والكارثة أن الغاشي يُحيل مباشرة على المختار السوسي، المعسول، ج 10 ص 36، وهو المصدر الذي أحال له صاحب الأطروحة بنفس الجزء ونفس الصفحة سابقا. والغريب أن الغاشي لم يشِر للطبعة ولا لدار النشر ولا لتاريخ الطبع حين أحال على المختار السوسي لأول مرة، مع أنها أول إحالة له على المختار السوسي، ممّا يُشَكِّك في هوامشهِ، خاصة الهوامش التي أحال عليها لأول مرة في التقديم والدراسة، والتي سرقها من الأطروحة كما وقفنا على ذلك، ومما يؤكد سرقاته أنه ذكرها باعتبارها مراجع سبق أن أحال عليها (مرجع مذكور)، وهو لم يُحل عليها بخلافِ الطالب الذي سبق وأن أحال عليها، والكارثة العظمى أن الغاشي حين كان ينتحلِ الإحالات غالبا ما كان يخطئ مواضِعها.

[22] هذا التعبير انتحله الغاشي من الأطروحة المذكورة، ج1، ص137، فقد كتبه بالحرف الواحدِ، حذو النعل ِ بالّنّعلِ

[23] هذه الفقرة الطويلة سرقها الغاشي من الأطروحة ج1 ص 137 -138، نقلها حرفيا بتقنية النسخ. وإذا كان الطالب قد أحال إلى المصدر الذي اقتطع منه الاقتباس كاملا، وهو جريدة الاتحاد الاشتراكي، 2 يونيو 2001، عدد 6534. فإن الغاشي قام بنسخ الاقتباس عن صاحب الأطروحة بعد أن انتحل منه التعبير الذي دبّج به الاقتباس ومهّد له، والغريب أننا نجد الغاشي ينهي الفقرة في المتن بالرمز التالي(11)(1).فماذا يعني هذا الرمز، إنه يعني أنه حين نسخ الهامش من مكان آخر احتفظ بالإحالة الأصلية (11) مع إسقاط الهامش، وأضاف إحالته (1) فوق تلك الإحالة، فجاءت فاضحة كاشفة لمنهجه وطريقته في التلفيق والسطو العلمي. وها نحن نضيف إحالتنا فوق الإحالتين، ولله الأمر من قبل ومن بعد. ونشير أن هذه الفقرة مكررة في الأطروحة، فقد وردت في موضعين متباعدين، ومنها في: ج1، ص279.

[24]- ويستمر الغاشي في سرقاته المتسلسلة زمنيا في الغالب، فهو ينسخ من الأطروحة هذه الفقرة بنفس العبارات، ولا يُحيل لها، بل يجعلها من صياغاته، ولله دره في الجرأة، إنها شجاعة يُحسد عليها صاحبنا.

[25]- هذه الفقرة سلخها الغاشي سلخا بنفس العبارات، وبنفس الصياغة، وينطبق الأمر على العوارض وعلامات الترقيم وكذا الفواصل والنُّقط فهي متماثلة، بالرغم من كونها غير مضبوطة في الأصل، فهو للأسف ينسج على المنوال، يحطب ليلا وينسخ عن الأطروحة، ج1، ص138، وبعدها يُكمل السطو بنفس الترتيب. فنادرا ما يقفز على فقرة ما، أو يتخطى جملة. ونشير إلى أن هذه الفقرة مكررة في الأطروحة أيضا في ج1، ص280

[26]- نفس العبارة وبنفس الصياغة نجدها في الأطروحة فقط استبدل الهاشمي بالهشتوكي وهما بالطبع نفس الشخص، مما يعني أن الانتحال ثابت في حق الغاشي، أنظر: ج1 من الأطروحة، ص 138. كما أن هذه الصياغة مكررة في الأطروحة، أنظر: ج1، ص280.

[27]- هذه الفقرة نفسها وبالترتيب في الأطروحة، مع بعض الاختلافات لأن المصدر كان حسب الطالب الباحث صاحب الأطروحة جريدة الاتحاد الاشتراكي 2 يونيو 2001 عدد 6534، بينما الغاشي يُحيل الى نفسه ص3 ويقصد الرحلة وإن كان النّص فيها إلا أن ترتيب هذه الفقرات في الدراسة عند الغاشي يوافق الترتيب في الأطروحة مما يُثبت الانتحال ويؤكده. والفقرة أيضا مكررة بنفس الترتيب في الأطروحة ج1، ص280.

[28]- الفقرة هذه في الأطروحة يفتتح بها الطالب العنوان الذي اختاره بين الدار البيضاء ومرسيليا، وهي نفس الفقرة التي يفتتح بها الغاشي الفقرة التي اختار لها عنوان: بين في الطريق الى مارسيليا، والتشابه بين الفقرتين والعنوانين محض صدفة، ولا علاقة له بالواقع

[29]هنا فراغ في أطروحة الغاشي، وهو فراغ مريب نفسره بوقوع خطأ أثناء النسخ من الأطروحة

[30]-هذه الفقرة نجدها عند الغاشي في المتن بينما نجدها في الهامش في الأطروحة ج1 ص218، مع الإشارة إلى أن الترتيب يظل نفسه للفقرات المختارة من نص الرحلة، مما يؤكد فرضية السرقة العلمية في دراسة الغاشي، حيث اعتمد بشكل أساسي على هذه الأطروحة وجعلها الركيزة الأساس لدراسته المليئة بالأخطاء اللغوية والمعرفية والمحشاة بالتعابير العليلة؟

[31] في الاطروحة ج2، ص517، الفقرة نفسها مع بعض الاختلافات، مما يعني أن الغاشي أحسن التصرف والتغيير، ولم يترك بصمات الانتحال هذه المرة.

[32]- هذا التعبير بين قوسين موجود في دراسة الغاشي بدون إحالة، مما يوحي للقارئ أنه من صياغته الخاصة، وحين نعود للأطروحة ج2، ص397، نجد نفس التعبير ونفس الصياغة، مما يعني أنه منسوخٌ، وفي رواية أصح منقول.

[33]- هذه العبارة أيضا نجدها في دراسة الغاشي، ولم نستغرب حين وجدناها في الأطروحة ج2، ص397، فنحن متيقنون من السطو المسلح الذي قام به صاحبنا لهذه الأطروحة غير المنشورة، والتي لن ترى النور بالطبع حتى لا تنكشف سرقات صاحب الدراسات والتحقيقات المزيفة.

[34]- هذه الفقرة نجدها بنفس الصياغة عند الغاشي وعند صاحب الدكتورة، مما يؤكد أن عدوى السرقة العلمية تلبست بصاحبنا وليس له إلا الإقرار والاعتذار، وهل من فضيحة أشنع من فضيحة الانتحال واستغلال أعمال الطلبة من طرف أساتذة مشرفين.

[35]- يتداخل هنا أسلوب صاحب الأطروحة الذي استعمل عبارة المدينة الكوسموبوليتية، مع أسلوب صاحب الرحلة الهشتوكي، وقد نقل الغاشي الفقرة بالحرف الواحد مع تغيير بعض الكلمات بمرادفاتها، وهذه الفقرة موجودة بالأطروحة التي كان موضوعها الرحلات، ج2، ص366، وهي تدل بوضوح شديد على الانتحال والسرقة العلمية من خلال اعتماد الغاشي على نفس الصياغات ونفس الأفكار ونفس المصطلحات، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

[36]- هنا فراغ عند الغاشي نتج عنه سقوط كلمة النيل، وهي مثبتة في النص الذي نسخه الغاشي من الأطروحة، ج2، ص366،

[37]- هذه العبارة من صياغة الباحث صاحب الأطروحة فقد صاغها بتعبيره الخاص، في ج2، ص366، وللصدفة نجد نفس التعبير ونفس الصياغة يستعملها الغاشي بعده في دراسته، فسبحان الله على هذا التوافق في الكلمات والأفكار والصياغات، وهل بعد هذا نحتاج للأدلة على كارثة الانتحال وجناية صاحبنا على نفسه وعلى البحث العلمي.

[38]- دائما نحن أمام نفس الترتيب بالنسبة للأحداث والنقولات عن الأصل (يعني الرحلة)، وهذه الفقرة صاغها الغاشي هذه المرة بطريقته الخاصة (تنويه خاص له هنا) مع احتفاظه بالآثار التي تدل على وجود السرقة من خلال الألفاظ والكلمات المتشابهة في التعليقات المصاحبة للفقرتين في مستهلهما (أنظر الأطروحة ج2، ص366).

[39]- من صياغة صاحب الدكتوراه، وقد استعارها منه الغاشي دون إحالة، على عادة المؤرخين الكبار الذين ليسوا بحاجة إلى الإعلان عن مصادرهم. ( أنظر ج2، ص450.)

[40]- هذه العبارة التي صاغها الطالب الباحث في أطروحته مع الفقرة من نص الهشتوكي أخذها بالحرف السيد الغاشي، وربما بالخطأ لم يشر للمصدر، أنظرها في : ج 2، ص449 من الأطروحة.

[41]- تكتنف هذه الفقرة تعابير ركيكة وأخطاء كثيرة في اللغة والتركيب وقد نقلناها كما هي، دون أي تصحيح، لنتعرف على الأسلوب الذي يدبّز به صاحبنا الصفحات، ومضمون هذه الفقرة للأسف منقول عن الطالب صاحب الأطروحة (ج2، ص366، وليته لم يتصرف في الفقرة، كان ذلك أسلم له من جملة الأعطاب النحوية والإملائية والتعبيرية. 

[42]- هذا التعبير نجده عند الغاشي متطابقا بشكل تام مع ما خطه الطالب صاحب الأطروحة في ج2، ص508، دون أن يُحيل. كيف يعقل أن يقوم الغاشي بسرقات من هذه الاطروحات وبشكل فج، دون إحالة واحدة لها، ولو يتيمة، ننتظر منه أن يُقَدِّمَ لطلبتِهِ التفسير لما قام به، فقد تكون فلسفته في الكتابة وطريقته مختلفة، ربما تسيغ له الانتحال دون ذكر المصدر.

[43]- الفقرة هذه توجد عند الهشتوكي، لكن صاحبنا سرقها من الأطروحة، ج2، ص508، قد تطلبون الدليل أليس كذلك، أنظروا للفقرة وبالضبط لكلمة ترسل بين قوسين فهي ليست لصاحب الرحلة بل للطالب وضعها للتفسير، ومن الصدف أن الغاشي اختار نفس الكلمة ووضعها بين قوسين (ترسل)، ولعلها من الكرامات الخاصة ببعض الأساتذة الجامعيين.

[44]هنا وضع الغاشي هامشا على جنان الوحوش، وبدل أن يكتب هكذا سماها الجعيدي في رحلته، أسقط هامشا بالخطأ هنا، إذ كتب يشرح جنان الوحوش بقوله: “والبوليس القانوني يعد بخمسين ألف، والبوليس جدارميولاسورتي يعد بعشرة آلاف أو أكثر، فما العلاقة يا ترى بين الطلاسيم في الهامش ولفظة جنان الوحوش في المتن. وهذا دليل على التخبط أثناء النقل.

[45]- نقل الغاشي هذه الفقرة بين (( )) بشكل كامل من الأطروحة التي أنجزها طالب بإشرافهِ، ويغلب عليها التعبيرات الشخصية التي هي من صياغة وإنتاج الباحث، وقد استعملها صاحب الدراسة المنقولة بشكل حرفي، إذ كان عليه أن يحيل على الأصل بالقول: ج2، ص415.

[46]- هذه الفقرة بدورها نسخها الغاشي من أطروحة الباحث بنفس العبارات، مع أنها من صياغات الباحث ممزوجة بإحالات من نص الرحلة، وهذه تثبت بما لا يدع للشك مجالا، أننا أمام حالة سطو منظمة وغير محسوبة النتائج، وقد مرت سنة على طبع الرحلة من قبل العميد دون أن يتفطن لهذه السرقات أحد، بالعكس قدم للكتاب الباحث المتمرس في المخطوطات جعفر بن الحاج السلمي، فكيف لم يتنبه لكثرة الأخطاء اللغوية مع ما عُرِف عنه من صرامة. نظن أنه قدّم للعمل دون أن يقرأه برويّة، لكن لا يتحمل المسؤولية هنا، بل المُحقّق الذي لجأ لأسوء طريقة في البحث: سرقة واستغلال منتوج باحث آخر اشتغل تحت إشرافهِ.

[47]- في تسلسل فاضح يستمر الغاشي في انتحالاته من صاحب الأطروحة دون خجل، فالفقرة في دراسة العميد هي نفسها الفقرة التي توجد في الأطروحة موضوع لسطو، ج2، ص449، ونستغرب كيف لم يتنبه أعضاء اللجنة ممن كانوا في المناقشة إلى هذه السرقات حين قرأوا دراسة ا الغاشي المنشورة، هذا يعني ثلاثة أشياء: إما التواطؤ، وهو محتمل، وإما أنهم لم يقرؤوا أصلا الأطروحة على العادة المتّبعة، إذ غالبية الأساتذة يحضرون فقط لمناقشة الشكليات والبعض منهم لا يقرأ إلا بعض الفقرات من هنا وهنا، أو أنهم لم يقرأوا أصلا دراسة الغاشي، أو قرأوا ولم ينتبهوا.

[48]- هذه الفقرة نقلها بالحرف من الأطروحة ج1، ص217، وتلاحظون أن الفقرة تنتهي بعبارة رئيس الحمهورية نفسه فكتب الطالب في الهامش في الأطروحة كاستون دومرغ (Gaston Doumergue) رئيس فرنسا 1924/1931، بينما الغاشي سرق الهامش هذا أيضا ووضعه في إحالة أخرى نسخها من الطالب ولم تكن تتحدث عن الرئيس الفرنسي بل جاءت بعد ذكر أكابر الدولة الفرنسية كما سيأتي بيانه في الهامش التالي، مما يعني أنه كان يخلط بين الفقرات المسروقة وبين الهوامش، في تخبط صارخ وغير معهود في السّرقات العلمية، مع ان الفقرتين معا في الأصل موجودتان في رحلة الناصري الهشتوكي.

[49]- هذه الفقرة نجدها عند الغاشي بعد الفقرة السابقة، على منوال الأطروحة، حيث نفس التسلسل ونفس الاقتباسات ونفس الفقرات ونفس التعابير ونفس روابط بين الفقرات، مما يؤكد الانتحال، إذ يستحيل أن يكون الباحثان اشتغلا كل واحد منهما بمعزل عن الآخر، ويحصل هذا التطابق في التنظيم والتسلسل، وما يؤكد سرقة الغاشي هنا هو أنه قام بكتابة كاستوندومرغ (Gaston  Doumergue) رئيس فرنسا 1924/1931 في هذا الهامش، مما يعني تحايله، فهو يحدث بعض التغييرات التي لا تُخفي السطو المتعمد.

[50]- هنا وفي حالة نادرة يختصر الغاشي بأسلوبه الفقرة التي صاغها صاحب الأطروحة بعد الفقرة السابقة، ونلاحظ دائما التسلسل والترتيب في المواضيع من نص الرّحلة. وهو حجة ودليل على القصدية في الانتحال.

[51]- هذه الفقرة موجودة في الأطروحة، ج1، ص218، بنفس الترتيب مع دراسة الغاشي، وهذا التشابه في الاسترسال وبنفس الاستشهادات وعن نفس المواضيع دليل على أن اللاحق اعتمد على السابق وسار على منواله.

[52]- هذه الفقرة نقلناها من هامش وضعه ا الغاشي في دراسته، ص37، اكتشفنا أنها منقولة حرفيا، من هامش في أطروحة الباحث المعني، ج2، ص 523. التطابق التام لا يسمح بأي شك، نسخ ولصق مع عدم التزام الأمانة العلمية. وإنه لتطابق مذهل: هامش مع هامش.

[53]- هذه الفقرة نقلها بشكل حرفي الغاشي من الأطروحة ج2، ص506، ونسبها لنفسه من غير إحالة للطالب، وفي هذه الفقرة يتحدث الطالب بأسلوبه عن مشاهدات الرحالة الهشتوكي، ونفس الأسلوب استعمله الغاشي، مما يؤكد النسخ الحرفي.

[54]- هذه الفقرة تمزج بين التعبير الشخصي وجزء من نص رحلة الهشتوكي، والغريب أن الاقتباس هو نفسه في العملين، إلا أن الغاشي غير التعبير لكنه جاء مشابها لتعابير سبق أن استعملها الباحث في أطروحته حين وصف مشاهد أخرى منتقاة، لكن ما يفضح الغاشي الفقرة اللاحقة التي كانت حرفية مع نفس التوافق في الترتيب وحبكة السرد.

[55]- عرف هنا الغاشي بهذه الشخصية نقلا عن صاحب الأطروحة، فهو ينسح على منواله، وكان دقيقا هذه المرة، فلم يخطئ، فجاء الهامشان متطابقان، عكس بعض الهوامش الأخرى التي اختلطت عليه، فكان يقلبها.

[56]- هذه الفقرة سرقها الغاشي من الأطروحة بالحرف الواحد، ويفضحه أن التعبير الشخصي قبل الاقتباس متطابق، وهذا التطابق يعني منطقيا السرقة العلمية، لأنه لم يُحل الى الأطروحة بالشكل المطلوب أي كان من الواجب أن يكتب في هامشه: ج2 من أطروحة الباحث الفلاني الذي أشرفنا عليه، ص460-461.

[57]- هذه الفقرة نجدها عند الغاشي كما نجدها عند صاحب الاطروحة، بالطبع قد يحاجج الغاشي بكون الفقرة موجودة في الرحلة، فهي هذه المرة ليست من صياغة الباحث، فما العيب في أن تكون الفقرتين متطابقتين: العيب كل العيب في أن الفقرتين معا في الإحالتين تبدآن من نفس العبارة وتنتهيان عند نفس العبارة، ولعل هذ التشابه محض صدفة. (توجد الفقرة في الأطروحة ج2، ص399.

[58]- هذه انتحلها سرقها الغاشي من أطروحة الدكتوراه بالحرف الواحد، بالفاصلة والنقطة، دون أن يحيل للمصدر، أي للأطروحة، ومن يقرأ كتاب الغاشي يطن أنها من تعابيره الخاصة، وهذا يتعارض مع قواعد البحث العلمي، والغريب ان لائحة بيبلوغرافيا الغاشي تغيب فيها الأطروحة، مما يعني قصدية السرقة.

[59]- هذه الفقرة الطوية سرقها الغاشي حرفيا من أطروحة الدكتوراه (ج1، ص136) التي أنجزها طالب تحت إشرافه، وهي ليست (أي الفقرة)، من إنجاز هذا الطالب، فهو نقلها  بأمانة عن مرجع أشار إليه في الهامش، وهو محمد الحاتمي: الرحلات المغربية السوسية بين المعرفي والأدبي، ص76، منشورات كلية الآداب، الطبعة الأولى دون أن يذكر الصفحة، والملاحظ أن الغاشي لم يشر لا للأطروحة التي نقل منها ونسخ، كما لم يشر للمرجع الذي تضمن الفقرة ونقصد كتاب الرحلات المغربية السوسية، بل كتب الغاشي في الهامش: نفسه، ويقصد رحلة الهشتوكي،  بينما هذا الكلام ليس موجودا في هذه الرحلة، وكتب الى جانب نفسه، زار الهاشمي الهشتوكي والوفد المغربي مدينتي تور ونانسي وإقامة السلطان عبد الحفيظ، وهذا التعليق الموجود في صفحة 44 من كتاب الغاشي يتكرر بالحرف في ص42، إذ استعمل الهامش مرتين للإحالة على فقرتين مختلفتين، مما يؤكد الخلط الذي وقع له نتيجة الاعتماد على النسخ واللصق من الاطروحة التي يتوفر على نسخة على صيغة وورد استغلها أسوء استغلال. 

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي