شارك المقال
  • تم النسخ

انسحاب أم إبعاد.. لماذا لم يشارك الجيش الإسباني في مناورات الأسد الإفريقي؟

خلّف غياب القوات المسلحة الإسبانية عن مناورات الأسد الإفريقي التي تحتضن إحدى جولاتها الأقاليم الجنوبية للمغرب، شكوكاً واسعة في السبب الحقيقي الذي تسبب في عدم مشاركة جيش الجارة الشمالية للمملكة، وسط تباين في التقارير الإعلامية التي تطرقت للموضوع، بين الانسحاب الطوعي، والإبعاد الإكراهيّ.

وبرّرت جريدة “إلباييس”، نقلاً عن مصدر بوزارة الدفاع غياب القوات المسلحة الإسبانية عن الحدث، بأن الأخيرة رفضت المشاركة في التدريبات الأكبر التي تشهدها القارة الإفريقية، في الفترة الممتدة بين الـ 7 والـ 18 من يونيو، بسبب التكلفة المادية الكبيرة، فيما ذهبت وسائل إعلام أخرى، إلى أن السبب الحقيقي يرجع لموقف مدريد من الصحراء المغربية، التي ستحتضن المناورات.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن إسبانيا قررت الانسحاب من مناورات الأسد الإفريقي، بسبب تنظيمها في قلب الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي اعتبرت أنه سيكون اعترافاً ضمنيا بأن الأراضي التي ستجرى عليها التدريبات تابعة إلى المملكة، وهو ما سيناقض الموقف الرسمي لحكومة مدريد التي تعتبر المنطقة أرضا متنازعاً عليها وملفها في يد الأمم المتحدة.

وعكس ما ادعته وسائل الإعلام بالجارة الشمالية للمغرب، فإن مصادر موثوقة أكدت أن الأمر يتعلق بتشطيب لاسمها من لائحة المشاركين في المناورات من قبل الرباط وواشنطن، بسبب الأزمة الحادة التي تعرفها العلاقة بين المملكة وجارتها الشمالية، عقب استضافة الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية على أراضيها.

وفي هذا السياق، كشفت المحللة الأمنية والخبيرة في الشؤون السياسية الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، أن ما عدم مشاركة إسبانيا في مناورات الأسد الإفريقي، راجع إلى قرار صادر عن واشنطن والرباط، حيث كتبت في تغريدة على حسابها بـ”تويتر”: “ليست إسبانيا من أعفت نفسها من تدريبات الأسد الإفريقي، قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب هما من أسقطا اسمها”.

ما يُعزّز الموقف الأخير، حسب إعلاميين وأكاديميين، أنه سبق للمغرب إلغاء مناورات الأسد الإفريقي سنة 2013، بعدما تقدمت الولياات المتحدة الأمريكية مشروع قرار للدولة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لتشمل ولاية بعثة الـ”مينورسو”، مراقبة حقوق الإنسان، في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو الأمر الذي رفضته الرباط بشكل قاطع وقتها.

وتشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا، أزمة غير مسبوقة منذ إنهاء احتلالها للأقاليم الجنوبية للمملكة، بعدما عدمت إلى استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، بهوية مزورة، وبشكل سريّ، من أجل الاستشفاء من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو ما تمكنت استخبارات الرباط من كشفه وتسريبه لوسائل الإعلام.

وبالرغم من مرور أزيد من شهر على نشوب الأزمة، لا زالت مواقف حكومة مدريد متشبثة بأن استضافة غالي كانت لأسباب إنسانية وليست سياسية، في وقت ترتفع فيه العديد من الأصوات من داخل الحكومة، خصوصاً من قبل الوزراء، المنتمين لحزب “بوديموس”، بالانحياز الصريح لإسبانيا مع البوليساريو، ومعاداة المغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي