في 16 شتنبر 2024، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) أن الولايات المتحدة أكملت انسحابها العسكري من النيجر، تاركةً وراءها فقط فريق الحماية الأمنية التابع لسفارتها
وجاء هذا الانسحاب الأمريكي المفاجئ بعد عدة أشهر من التوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والنيجر، حيث رفضت الحكومة العسكرية الجديدة في النيجر استمرار وجود القوات الأمريكية على أراضيها.
ويعتبر هذا الانسحاب، حسب تقرير حديث للمعهد الأمريكي للبحث في السياسة الخارجية (Foreign policy research institute) وهو مجموعة للتفكير والبحث في القضايا السياسية، ضربة قوية للولايات المتحدة، التي كانت تعتبر النيجر قاعدة مهمة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. كما أنه يمثل انتصارًا لروسيا، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وكان الانسحاب الأمريكي من النيجر سريعًا ومنظمًا، على عكس الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في عام 2021، وقد تم تنفيذه وفقًا للجدول الزمني الذي تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة والنيجر.
واستنادا إلى التقرير ذاته، فقد تزامن انسحاب الولايات المتحدة مع انسحاب القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو، مما يشير إلى نهاية عصر النفوذ الغربي في منطقة الساحل.
وفي غياب الدعم الغربي، لجأت حكومات منطقة الساحل إلى روسيا للحصول على المساعدة الأمنية، وقد وقعت مجموعات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو اتفاقيات مع مجموعة فاجنر الروسية، التي أصبحت قوة عسكرية بارزة في المنطقة.
ورغم أن وجود مجموعة فاجنر في هذه الدول قد ساعد في تعزيز الأمن في بعض المناطق، إلا أنه لم يتمكن من القضاء على التهديدات الإرهابية بشكل كامل. كما أن الأنشطة العسكرية الروسية في هذه المنطقة قد أثارت مخاوف بشأن تأثيرها على حقوق الإنسان والسيادة الوطنية.
ومع انسحاب القوات الغربية وتزايد نفوذ روسيا، تواجه منطقة الساحل تحديات كبيرة في مجال الأمن والاستقرار، فمن جهة، تواصل الجماعات الإرهابية تهديد هذه المنطقة، ومن جهة أخرى، تزداد التوترات الداخلية والانقسامات السياسية.
وشدد تقرير المعهد الأمريكي للبحث في السياسة الخارجية، على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تعاونا إقليميًا ودوليًا، بالإضافة إلى جهود حقيقية لبناء السلام والتنمية في هذه المنطقة المهمة.
وخلص المعهد إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من النيجر يمثل نهاية مرحلة تاريخية في منطقة الساحل، وتفتح هذه التطورات الباب أمام تحديات جديدة وفرص جديدة، حيث يتعين على دول المنطقة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مستقبلها.
تعليقات الزوار ( 0 )