بعد أن خلصت عدد من الأبحاث والدراسات التي قام بها مختصون حول أمد فعالية لقاحات كوفيد، إلى حدوث انخفاض تدريجي في المناعة التي يُكسبها للإنسان، رأى عديدون ضرورة اعتماد جرعة ثالثة تُطيل القوة المناعاتية للشخص المُلقح، وتمنح للبشرية وقتا أطول قصد البحث عن مخرج نهائي من أزمة الوباء.
وكشفت هذه الدراسات إلى أن فعالية اللقاح المضاد لفيروس كورونا تبدأ في الانخفاض منذ الأسبوعين الأولين من تلقي الجرعة الثانية، لتصل فعاليته لحدود 96،2 بالمائة، فيما تواصل فعالية اللقاح الانخفاض لتصل إلى 84 بالمائة عند نهاية ستة أشهر عن تلقي اللقاح.
وعزز صحة هذه الدراسات البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد، والذي أكد أن الأبحاث الحالية تؤكد أن المناعة المكتسبة وكذلك الطبيعية تبدأ بالانخفاض بعد ستة أشهر من تلقي الجرعتين، ودعا إلى ضرورة التفكير في جرعة تعزيزية لاسيما للأشخاص المسنين وذوي الأمراض المزمنة.
وكتب إبراهيمي في تدوينة له، ” تبعا للحالة الوبائية الحالية وتطورها، أقصى ما يمكن أن يطرأ على السياسة التلقيحية هو أن يصير التلقيح إجراء دوريا، كأن يكون مرة كل 6 أشهر مثلا، رغم أني أستبعد ذلك جدا، إلا أنه سيكون أمر جيدا أن يتعايش الإنسان مع الوباء بجرعة يتلقاها مرة كل 6 أشهر”.
أما البروفيسور مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فلم يُخف دعمه للسياسة التلقيحية الحالية المعتمدة على جرعتين، ورأى بأنها مازالت صالحة وناجعة، إلا أنه ربطها نجاعتها فقط بالأشخاص ذوي الأجهزة المناعاتية القوية والقادرة على تحقيق الحماية بمساعدة الجرعتين من الفيروس”.
وأضاف الناجي في تصريح لجريدة بناصا، أنه بالنسبة للذين يتوفرون على جهاز مناعاتي ضعيف، من الضروري إعطاؤهم جرعة ثالثة، كون أن الحماية التي اكتسبوها من قبل لن تدوم إلا لستة أو ثمانية أشهر، وبالتالي وجب تجديد الجرعة لمنح حماية لمدة شبيهة أخرى.
وعاد مدير مختبر علوم الفيروسات ليؤكد أهمية الجرعة الثالثة، ولينفي احتمالية وجود أي ضرر أو مضاعفات بها، مشيرا إلى أن دورها يتمثل فقط في تقوية المناعة وإعطاء دفعة حمائية أخرى للملقحين.
يذكر أن التساؤلات حول الحاجة لجرعة ثالثة، جاءت بعد عدد من الإصابات بفيروس كورونا في صفوف أشخاص أغلبهم مضى على فترة تلقيحه أكثر من أربعة أشهر، وأيضا بعد ملاحظة وجود ارتفاع في الإصابات في صفوف المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة مقارنة.
تعليقات الزوار ( 0 )