أعلنت جبهة العمل السياسي الأمازيغية، عن انضمامها، بشكل رسميّ، إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، بعدما كانت قد فتحت نقاشاً مع عددٍ من الأحزب المغربية، منذ شهور، بغية الانخراط في العمل المؤسساتي، لتستقر في النهاية على الالتحاق بحزب عزيز أخنوش.
وقالت الجبهة والأحرار في بلاغ مشترك لهما، أعقب لقاءهما، الثلاثاء، بالعاصمة الرباط، بحضور عزيز أخنوش، رئيس حزب “الحمامة”، ومحيي الدين حجاج، المنسق الوطني لجبهة العمل السياسي الأمازيغي، إن الاندماج، يعتبر خطوة تاريخية من شأنها تمكين نشطاء الحركة الأمازيغية المعنيين من الولوج للعمل السياسي المؤسساتي والمباشر.
وأوضح البلاغ، بأن هذا الانخراط، من شأنه أن “يخدم مجمل القضايا الوطنية، على رأسها القضية الأمازيغية في شموليتها، والتي طالما ركز عليها الجانبان طيلة مسار الحوار”، مؤكداً مصادقة الطرفين على “حصيلة ومخرجات عمل اللجنة المشتركة التي انبثقت عن أول لقاء، والتي تضم ممثلين عن الحزب والجبهة”.
وثمّن الطرفان مسار الحوار، حسب البلاغ، مبديان ترحيبهما بمخرجاته “السياسية والتنظيمية المتفق عليها”، ومبرزان انخراطهما “في تنزيلها مركزيا كما على مستوى الجهات والأقاليم المقرر انخراطها السياسي والتنظيمي بحزب التجمع الوطني للأحرار أفقيا وعموديا، بالتنسيق مع المنسقين الجهويين والإقليميين للحزب والجبهة”.
وشدّدت جبهة العمل السياسي الأمازيغي، وحزب التجمع الوطني للأحرار، على انخراطهما “من أجل ضمان مرافقة فعالة وذات مصداقية لكل ما تم التوصل إليه من قرارات، لنجاح هذه الخطوة السياسية التاريخية التي ستحدث منعرجا كبيرا في الساحة السياسية الوطنية”.
خطوة جبهة العمل السياسي الأمازيغي، أثارت الكثير من الجدل في صفوف نشطاء الحركة الأمازيغية في المغرب، كلّ من زاوية نظره، حيث انتقد البعض اختيارها لحزب التجمع الوطني للأحرار، فيما هاجمت فئة أخرى، الطريقة التي جرى تدبير الأمور بها، والتي اتسمت بالانفرادية، لغاية تشكيل لجنة الحوار مع الأحزاب السياسية.
ووصف رشيد بوهدوز، أحد نشطاء الحركة الأمازيغية بالرباط، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اندماج جبهة العمل السياسي وحزب التجمع الوطني للأحرار، بـ”عملية بيع الحركة الأمازيعية”، واستغلال التخبط واللاتنظيم الذي تعيشه، مردفاً، وبأنه، وباعتباره أحد نشطاء الحركة، يدين “المساومة باسمنا، الأمازيغ مواطنون مغاربة، وجلّ أمناء ومناضلي الأحزاب أمازيغ”.
وتابع بوهدوز: “لسنا بحاجة للإيحاء أننا ببداية العمل السياسي، أما هاته الجبهة، فمن العار أن تسوق نفسها، ممثلةً للحركة الأمازيغية من أجل بعض الامتيازات المادية، فالحركة الأمازيغية ليست لليبيع، ولن تكون”، مبرزاً أنه لم يكن يتوقع أن يصل الأمر لهذا الحد، (في إشارة لما أسماه بالمساومة)، منبهاً إلى أنه “من أراد السياسية، فلينخرط بأي حزب يريد، وليبدأ من الصفر، لا أن يركب نضالات وتضحيات أجيال بالحركة الأمازيغية”.
وأوضح المتحدث ذاته، بأن “العمل السياسي الأمازيغي، هو تأطير شباب الحركة، وتشجيعهم على الممارسة السياسية لا الهرولة نحو الأأحزاب وطلب مناصب ريعية وعمولات مادية، بالادعاء تمثيل الحركة وأنها ستنضم لمن سيدفع أكثر”، على حد قوله.
من جانبه، انتقد محمد أكعوش، وهو واحد من النشطاء الأمازيغ بإقليم الناظور، الخطوة التي أقدمت عليها جبهة العمل السياسي الأمازيغي، كاشفاً بأن عضواً مؤسساً للجبهة، سبق وأن اتصل به، قبل عدة شهور، من أجل إقناعه بالانضمام إليهم، غير أنه رفض ذلك، حيث أكد له مُحدثُهُ، بأنهم تلقوا ضمانات من الداخلية، وسيجلسون مع أمناء الأحزاب غير المعادين للأمازيغية، لغاية الوصول للعرض المغري، الذي يضمن لهم أكبر تمثيل داخل الحزب.
واسترسل أكعوش بأنه رفض الفكرة، بناء على سببين، الأول شكلي ومرتبط بالممارسة السياسية السليمة، والمتمثل في أن أعضاء الجبهة، “لم يتواصلوا معنا إلا بعد أن شكلوا لجان التفاوض مع الأمناء العامين للأحزاب”، ما يعني أن الغرض من الأمر، لا يعدو كونه، تأسيس فروع إقليمية وجهوية، لمنحهم الشرعية في مفاوضاتهم.
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن هذا الأمر، لا يستقيم، لأن “البناء الديمقراطي السليم يكون فيه المؤتمر العام سيد نفسه”، أما السبب الثاني، فيتعلق بما أفرزته المبادئ، وفق أكعوش، الذي أكد بأنه لا يرى الأمازيغية رصيداً نضاليا، للمتاجرة به من أجل التسلق السياسي، “فالأمازيغية، ملك لكل المغاربة، ولا مكان للريع السياسي في قيم ثيموزغا النبيلة”، منبهاً إلى أنه يؤمن بالعمل السياسي المؤسساتي، ولكن باقتناع وتبنٍّ لمشروع ومرجعية الحزب الذي سينخرط فيه، لا بالمساومة.
وفي الجهة المقابلة، دافع عدد من النشطاء الأمازيغية على الخطوة التي قامت بها الجبهة، من بينهم محمد شيرو، الذي كتب على حسابه بـ”فيسبوك”، بأنه طفت على السطح المواقف التي سماها بـ”صفر درهم”، قائلاً، إن “حراس معبد الأمازيغية وكهنته مهمتهم الوحيدة تتمثل فقط في انتقاد كل من أخذ زمام المبادرة على علتها، إما تيار أصبحت مهمته الوحيدة هو النضال من وراء الصفحات الزرقاء وتوزيع المواقف، أو تيار آخر يطرح عمل مؤسساتي على مقاساته..”.
وتابع الشخص نفسه: “لا هم يبادرون ويفعلون ولا هم تركون الناس تبادر وتفعل من موقع أرضيتها وتصوراتها.. وكأن مناضلي الأمس بالجامعة كتبت الأمازيغية باسمهم.. أسميهم كذلك لأن شمعة نضالهم انطفأت هناك ولم نر بعد ذلك سوى تدوينات فايسبوكية من هنا وهناك..”، مختتماً: “لا أحد فوق الناقة على قول العرب”.
تعليقات الزوار ( 0 )