Share
  • Link copied

انتقادات لاذعة تطال الأحزاب بعد مطالبتها بـ 3 ملايير لـ”استقطاب الكفاءات”

رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها المغرب، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي أسفر عن أضرار جسيمة لمختلف القطاعات في المملكة، ما انعكس سلبا على مختلف الشرائج الاجتماعية في البلاد، إلا أن الأحزاب السياسية طالبت وزارة الداخلية بمنحها دعما ماليا يقدر بالملايير، من أجل الاستعداد الجيد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وتتطلع الأحزاب السياسية المغربية، لإقناع وزارة الداخلية بقيادة عبد الوافي لفتيت، بعدد من المطالب، وذلك خلال الجولة الثانية من المفاوضات الجارية على قدم وساق، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي سيعرفها المغرب في السنة القادمة، على رأسها منحها دعما ماليا يصل لـ 3 ملايير.

ولاقت خطوة الأحزاب السياسية، انتقادات لاذعة من طرف الأساتذة والمحللين السياسيين، “خاصة أنها تأتي في وقت يمر فيه المغاربة بأزمة مالية خانقة، وهناك العديد من الأسر التي فقد أربابها العمل منذ فترة وباتوا يعانون الأمرين، إلا أن الشريحة المكونة الممارسة من داخل النسق السياسي العام، طالبت بدعمها لاستعداد للانتخابات”، وفق ما قاله عدد من المعلقين.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي عمر الشرقاوي، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “الأحزاب طالبت الداخلية أول أمس، باش تعطيها 3 ملايير لشراء الكفاءات. زعما غادي يشيرو ميسي، واش الناس ملقات ما تاكل والأحزاب همها الأول البحث عن كعكة الدعم العمومي. دبا بالله عليكم ’ش تيدير العدالة والتنمية تحت مُلك الله، بمليار ونصف يتلاقها كل سنة كدعم من أموال المواطنين؟”.

وسخر الشرقاوي من هذا الأمر في تدوينة أخرى، حيث أشار إلى أن “الداخلية غادي توافق على الأحزاب باش تعطيهم 3 ملايير لاقتناء ودعم الكفاءات. زعما البيجيدي غادي يقدر يشري أردوغان والأحرار غادي يشريوا بيل جيتس أو ماركوس صموئيل مؤسس شركة شل، البام باغي يبدل بنشماس بالبرازيلي لولا سيلفا”.

وواصل الشرقاوي سخريته:”الأخبار تقول إن الاستقلال يقدروا يتعاقدوا مع جونسون ديال الإنجليز أو ميركل ديال الماكينة الألمانية ومازال الاتحاد محتار واش يستعان بخدمات المخضرم فرانسوا هولاند أو يجلب سانشيز الإسباني أما التقدم والاشتراكية حسم أمره وغادي يبدلوا الحسين الوردي ببوتين. المهم كثرة الهم تتضحك”.

أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، اعتبر في تدوينة أخرى، بأن “الأحزاب ليست في حاجة لاقتناء كفاءات من خارجها بملايير الدعم العمومي، الأحزاب محتاجة للتخلص من وجوه بالية عمرت لعقود ومازالت، لتفتح الطريق أمام الكفاءات”، موضحاً بأن أكبر عائق أمام الكفاءات الحزبية هم مسامر الميدة الذين حولوا الأحزاب إلى دور للعجزة ومؤسسات للفاشلين في مسارهم المهني”.

وأشار الشرقاوي إلى أنه “لا يمكن للأحزاب السياسية أن تعيش فقط بالضوباج، دعم سنوي هنا، ودعم للمؤتمر، ودعم للمنتخبين ودعم للائحة ودعم الفرق ودعم اقتناء الأطر والكفاءات، ودعم صندوق النساء، وإعفاء ضريبي للمقرات”، مستطرداً:”عندما ولدت الحداثة السياسية الأحزاب، لم تكن تتوخى من ذلك إنتاج طفيليات تتغذى على جسم الدولة، بل بالعكس تماما فقد راهنت على الأحزاب لإنتاج جزء من الشرعية والقيام بوظيفة الوساطة بين الدولة والمجتمع، ومهمة التأطير والتنشئة والتثقيف”، معربا عن أسفه من تعطل هذه الوظائف “في بيئتنا الحزبية، رغم كل أشكال الضوباج”.

من جانبه اعتبر الإعلامي يونس دافقير، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”، بأنه لحدود الساعة لم يفهم الهدف من الدعم الذي تطالب به الأحزاب، وكيفية استقطاب الكفاءات، وأين توجد هذه الكفاءات التي يسعون لإقناعها بالانضمام إلى الأحزاب، متسائلا عن من سيعوضها في حال قرر الكفاءة فيما بعد، عدم البقاء في الحزب؟ مشددا على أن هذا “سميتو الضياع والتضيع بلا فايدة”.

Share
  • Link copied
المقال التالي