انتقدت تقارير إعلامية إسبانية، إلغاء حكومة مدريد، لإحياء ذكرى “إنزال الحسيمة”، لتجنب إثارة غضب المغرب، مقارنة الأمر، باستعدادات المملكة المبكر، للاحتفال بالذكرى الـ 50 للمسيرة الخضراء.
وقالت صحيفة “لاراثون”، إن المغرب، يستعد لإحياء الذكرى الـ 50، لـ”المسيرة الخضراء” نهاية السنة الجارية، الحدث الذي “يحتفلون به بكل فخر، وفي هذه المناسبة، يبدو أن كل شيء يشير إلى أنه سيتم بطريقة خاصة”.
وأضافت أن “ما هو منطقي في البلد المجاور، لأنه مثَّل انتصارا، يتزامن في إسبانيا، مع منع قواتنا المسلحة من الاحتفال بالذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، وهو حدث عسكري ذو أهمية فريدة، ويستشهد به بعض المؤرخين كمثال على عمليات إنزال شهيرة أخرى حدثت لاحقاً، والسبب، هو أن الحكومة لا تريد إثارة غضب المغرب”.
ونبهت الصحيفة، إلى أن هذا المنع، لم يتم الإعلان عنه رسميا، ولكن تحدثت عنه عدد من التقارير، متابعةً أنه “على نحول مماثل، ينبغي للرباط أن تفعل الشيء نفسه لتجنب إثارة غضب إسبانيا”، مشددةً على أنه “لا يمكن للذكرى السنوية أن تزعج أحدا. لأنها جزء من تاريخ الشعب الذي لا يمكن محوه أو تغييره”.
واسترسلت أن إنزال الحسيمة، تم في الـ 8 من شتنبر من سنة 1925، من قبل الجيش والبحرية، وبدرجة أقل من قبل فرقة فرنسية متحالفة، وهو ما ساهم في نهاية حرب الريف، مبرزةً أنه يعتبر “أول إنزال برمائي في التاريخ، يتضمن استعمال الدبابات والدعم الجوي الضخم عن طريق البحر”.
وأوردت، أن العملية، تألفت من إنزال قوة مكونة من 13 ألف جندي إسباني نقلوا من سبتة ومليلية، وكان يقودها الدنرال بريمو دي ريفيرا، والجنرال سانجورجو، كما أنه من بين القادة المشاركين في العملية، العقيد فرانسيسكو فرانكو، الذي تمت ترقيته لاحقا إلى رتبة جنرال بسبب إنجازاته على رأس قوات الفيلق.
وفي الوقت الذي لن تحتفل فيه إسبانيا بهذا الحدث، ظهرت في المغرب بالفعل المبادرات الأولى للاحتفال بمرور نصف قرن عن المسيرة الخضراء، حيث اقترح الصحفي محمد الصديق معنينو، مبادرات مدنية ورسمية، تواكب الحدث التاريخي الذي يتزامن مع الـ 6 من نوفمبر.
واقترح معنينو، تنظيم “مسيرة رمزية من عدة مدن مغربية”، موضحاً أن “المواطنين، رجالاً ونساء، شبابا ومتطوعين وعائلاتهم سيشاركون في هذه المسيرة”، قبل أن يتابع، حسب المصدر نفسه: “سيكون من المفيد القيام بذلك سيرا على الأقدام، باتجاه العيون. ستعكس هذه المظاهرات بشكل إيجابي، الالتزام الإنساني الذي طبع تاريخ المغرب”.
ومن بين الأنشطة التي اقترحها معنينو، حسب “لاراثون”: “إقامة حفل رسمي لإحياء الذكرى وتقدير المتطوعين، والاحتفال بمن شارك في المسيرة أو سهلها، من مدنيين وعسكريين ورجال أمن”، مضيفاً: “يمكن أيضا تكريم المتطوعين الذين أعادوا وحدة الوطن وكرامته.. ويمكن أن تكون فرصة لإنشاء ميدالية خاصة، تخليداً لذكرى مرور نصف قرن، تمنح للمشاركين في المسيرة الخضراء، الباقين على قيد الحياة”.
تعليقات الزوار ( 0 )