تعاني منطقة تيارت في الجزائر من أزمة عطش خانقة منذ شهر ماي الماضي، حيث جفت الأنهار في هذه المنطقة شبه الصحراوية وفرغ خزان سد “باخدة”، المصدر الوحيد لتزويد المنطقة بالماء.
وفي مطلع يونيو، اندلعت احتجاجات في محيط تيارت، حيث قام المتظاهرون بحرق الإطارات وإغلاق الطرقات، وفقا لمقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وازدادت حدة الاحتجاجات مع حلول عيد الأضحى، حيث ارتفع الطلب على المياه بشكل كبير، ونُظمت تظاهرات جديدة وقطع للطرقات في تيارت، ووصفها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ “انتفاضة العطش”.
ويُظهر مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت، تجمعا لمواطنين في مدينة رحوية، على بعد 40 كيلومترًا من تيارت، منعوا فيه والي المنطقة من مغادرة مقر الولاية حتى يستمع لمطالبهم.
تعهدات الرئيس تبون لم تُنفذ
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد وعد بحل أزمة نقص المياه في تيارت قبل عيد الأضحى، لكن للأسف لم تتحقق هذه الوعود.
ونتيجة للاحتجاجات، عقد الرئيس تبون مجلس وزراء طارئ في الثاني من يونيو، وأمر كل من وزير الداخلية ووزير الموارد المائية بإعداد خطة عاجلة لحل الأزمة خلال 48 ساعة.
خطة حكومية عاجلة
وفي اليوم التالي، توجه الوزيران المعنيان، إبراهيم مرادة وطاهر دبال، إلى تيارت لعرض خطة لحل الأزمة قبل حلول عيد الأضحى.
وتضمنت الخطة تزويد مدينة تياريت بالمياه من خلال آبار تم حفرها وربطها بشبكة المياه في غضون أسبوعين.
وبالفعل، تمكنت هذه الخطة من حل مشكلة نقص المياه في وسط مدينة تياريت، لكن لا تزال بعض الأحياء تعاني من انقطاع المياه، حسب منشورات على صفحة “الجزائرية للمياه” على فيسبوك.
نذرة الاحتجاجات في عهد تبون
ومنذ توليه الرئاسة في ديسمبر 2019، عقب استقالة سلفه عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الحراك الشعبي، شهدت الجزائر احتجاجات كثيرة.
ويُشارك الرئيس تبون بنشاط في مختلف الفعاليات، سواء داخل الجزائر أو خارجها، لكن أزمة نقص المياه في تيارت تُعد اختبارا حقيقيا لقدرته على الوفاء بوعوده ومعالجة مشاكل المواطنين.
تعليقات الزوار ( 0 )