شهد المغرب، خلال السنوات الماضية، أكثر من مرة، حوادث اشتعال النيران في المنازل، لأسباب عديدة من بينها تسرب الغاز، وانفجار شاحن الهواتف، مخلفة العديدة من الخسائر المادية والبشرية، وتاركةً في نفوس المواطنين خوفاً من مسببات الحريق، التي تحيط بهم داخل بيوتهم، وتهدد أرواحهم.
من أهم أسباب الحريق داخل المنازل، شاحن الهاتف، الذي قد ينفجر جراء بقائه موصولا بالكهرباء لوقت طويل، بالإضافة إليه، هنام البطارية منتهية الصلاحية، والتي لا يعيرها المواطنون أي أهمية، ولا يتخذون حذرهم منها، حيث يعملون فور “فسادها”، على رميها في سلة المهملات، أو حتى وضعها داخل درج تغزين الأدوات القديمة.
بالرغم من ندرة حوادث اشتعال البطارية منتهية الصلاحية في المغرب، مقارنة مع شاحن الهاتف، إلا أنها تظل خطرا محيطا بالمواطنين داخل بيوتهم، وأشبه بقنبلة موقوتة تنتظر لحظة معينة، تتوفر فيها شروط محددة، من أجل أن تنفجر لهبا قد يودي بحياة العديد من الأشخاص ويتسبب في خسائر كارثية بالمنزل.
وفي هذا السياق، حذرت الهيئة الألمانية لإدارة النفايات، قبل يومين، من أن إلقاء البطاريات منتهية الصلاحية، داخل سلة المهملات بالمنزل، قد يكون سببا مباشرا في اشتعال الحريق حيث هي موجودة، ويمكن أن يتفاقم الوضع وتتوسع دائرة النيران لتشمل البيت كله، ما قد يسفر عن كارثة.
وأوضحت الهيئة الألمانية، بأن خطر البطارية يتجاوز المنازل، ويصل إلى إمكانية تسببها في اشتعال النيران بشاحنة القمامة، أو أنظمة فرز القمامة، منبهة إلى أن ضرورة فصل البطاريات عن باقي المخلفات المنزلية، ووضعها في أماكن مخصصة لها من أجل تقليص خطر الانفجار.
ويحث عدد من الخبراء، على ضرورة تفادي رمي البطاريات سواء المنتهية صلاحيتها، أو تلك التي ما تزال تشتغل، في الأماكن الطبيعية، لأن خطرها، حسبهم، يتجاوز الاشتعال، ويصل إلى إمكانية تسببها في اضرار جسيمة للبيئة، نظرا لاحتوائها على معادن ثقيلة وضارة.
بالإضافة إلى تهديد البيئة، فإن البطاريات، وما تحتوي من مواد ومعادن، يمكنه أن يضر بالإنسان بطريقة غير مباشرة، حيث يقول الخبراء إن رمي البطاريات في الطبيعة، قد يؤدي إلى تسرب المواد التي تتكون منها إلى الأرض، ثم تنتقل، عبر السلسلة الغذائية، لتصل في النهاية لجسم الإنسان، مسببة له أمراضا خطيرة.
تعليقات الزوار ( 0 )