أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي يوم أمس (الثلاثاء) عن تصنيف جماعة الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، مما يشكل رسالة واضحة وقوية إلى النظام الجزائري وميليشيات البوليساريو المسلحة، التي قامت بتنفيذ هجمات إرهابية دامية ضد الأراضي الصحراوية المغربية.
وفي البيان الذي نشره وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تم التأكيد على أن “أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين الأمريكيين والأفراد العاملين في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تهديدها لأمن أبرز شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية”.
وبحسب تقارير غربية، فإن هذا التصنيف لا يعد فقط تحذيرًا لهذه الجماعة، بل يشمل أيضًا فرض عقوبات شديدة على كل من يقدم دعمًا ماديًا لهذه المنظمة الإرهابية.
ومنذ عام 2023، نفذ الحوثيون مئات الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، مستهدفين بشكل خاص القوات الأمريكية التي تقوم بحماية حرية الملاحة وشركائها الإقليميين.
وعلاوة على ذلك، قامت الجماعة بالامتناع عن استهداف السفن التي ترفع علم الصين، بينما واصلت استهداف السفن الأمريكية والتحالفات الغربية.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب قد صنف هذه الجماعة كـ”منظمة إرهابية أجنبية” و”إرهابيًا عالميًا محددًا” في الأيام الأخيرة من ولايته، ما يشير إلى استمرار السياسة الأمريكية الثابتة تجاه تهديدات الحوثيين للإستقرار الإقليمي والدولي.
ويأتي هذا التصنيف في وقت حساس حيث تؤكد التقارير على وجود روابط مؤكدة بين الحوثيين والنظام الجزائري وجماعة البوليساريو الانفصالية، وهي روابط أظهرت دعمًا قويًا من الجزائر للجماعة التي تشارك في أعمال إرهابية ضد مصالح المغرب في الصحراء الغربية.
ومن ناحية أخرى، قامت الولايات المتحدة بتوجيه تحذيرات شديدة اللهجة للعديد من الدول التي قد تتورط في دعم مثل هذه الجماعات الإرهابية تحت ستار ممارسة الأعمال التجارية الدولية.
وقد شددت الخارجية الأمريكية على أنه لن يُسمح لأي دولة بالتعامل مع المنظمات الإرهابية مثل الحوثيين تحت أي مبرر كان، وأكدت على ضرورة أن تلتزم جميع الدول بمكافحة هذه الظواهر التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وفي وقت سابق من هذا العام، وجهت الولايات المتحدة تحذيرًا آخر إلى دولة رواندا، مطالبة إياها بوقف دعمها لجماعة M23 الانفصالية التي تم تصنيفها أيضًا كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن والأمم المتحدة، بالإضافة إلى ضرورة سحب القوات الرواندية من الأراضي الكونغولية.
ويأتي هذا التصنيف الجديد ليشمل ميليشيات البوليساريو المدعومة من الجزائر في القائمة السوداء الأمريكية، مع فرض عقوبات قاسية على أي جهة تدعم هذه الجماعات الإرهابية.
وتدل هذه التطورات على أن الولايات المتحدة مستمرة في تعزيز مواقفها الصارمة تجاه أي تهديدات أمنية أو إقليمية تضر بالاستقرار العالمي، وتبعث برسالة قوية للنظام الجزائري وللجماعات المتورطة في الإرهاب.
تعليقات الزوار ( 0 )