Share
  • Link copied

الوصايا العشر واحدة في الأديان السماوية

هناك حقيقة واحدة قد يجهلها كثيرون تتعلق بالجوهر الإيماني الواحد للأديان السماوية، فقد جاءت جميعها من مصدر واحد ومن مشكاة واحدة، وهدفها واحد وهو توعية الانسان وإرشاده وتوجيهه إلى الحق والنور والمعرفة والعبادة والمحبة والتسامح والتعايش مع أخيه الإنسان والالتزام بالوصايا العشر الموجودة في اليهودية، المسيحية والإسلام والتي تحث على التمسك بالقيم الإنسانية وتدعونا الى التعامل الأخلاقي مع الإنسان من دون تفرقة وبلا تمييز، من هنا يمكننا أن نحدد ونعرف من هو المؤمن قولاً وفعلاً من خلال تعامل أتباع الديانات السماوية وممارساتهم طبقاً للوصايا العشر ومدى التزامهم بها.

محتوى الوصايا العشر في الأديان السماوية

بإلقاء نظرة على الوصايا العشر التي وجدت في التراث اليهودي والمسيحي وفي الاسلام نجدها متشابهة بصورة كبيرة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وحدة المنبع الذي صدرت منه هذه الوصايا، فقد تلقاها سيدنا موسى عليه السلام على لوحي الشريعة في جبل حوريب مؤكداً على أهمية الالتزام بها: “وصايا العقل، أساسية في إلزامها بحيث لا يمكن أن يُعفى أحد من الالتزام بها”. أما في العهد الجديد فسئل المسيح عليه السلام: “أي عمل صالح أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”، فأجاب عليه السلام: “احفظ الوصايا”. ولا شك في أن هذه الوصايا بالغة الأهمية ليؤكد الرسل على التمسك بها لما فيها من خير وصلاح لحياة البشر، ومن هنا قال فيها البابا يوحنا بولس الثاني: “ليست الوصايا العشر فرائض ألزمنا بها إله طاغية عشوائياً، إنها تؤمن اليوم وفي كل الأيام حياة العائلة الإنسانية ومستقبلها”. كما أن القرآن الكريم دعا المؤمنين إلى أهمية اتباع هذه الوصايا، وهي وصايا شاملة تجاه المولى عز وجل، وأخرى تتعلق بالمجتمع وبذي القربى وتتمثل هذه الوصايا في:

1– توحيد الله وعدم الشرك به.

2– الإحسان للوالدين وبرهما.

3– عدم قتل الأولاد خشية الإملاق.

4– اجتناب الفواحش ظاهرها وباطنها.

5– عدم قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق.

6– الحفاظ على مال اليتيم.

7– الإيفاء بالكيل والميزان بالقسط.

8– العدل وقول الحق.

9– الوفاء بالعهد.

10– اتباع صراط الله المستقيم.

أهمية الوصايا العشر في الأديان السماوية

إن أهمية الوصايا العشر التي احتوتها الأديان السماوية تكمن في أهدافها التي تتمحور حول إقامة المجتمع المتوازن من خلال الاهتمام بأفراده والعناية بهم ورعاية شؤونهم، ولا شك في أن إعطاء الفرد هذا الاهتمام ليس عبثاً، فصلاحه هو صلاح للأسرة، بل صلاح للمجتمع ككل، كما أن توحيد الله وعبادته والإخلاص له يترتب عنه صلاح للعقيدة، وإن صلاح العقيدة له أهمية كبيرة، فبصلاحها تصلح العبادات. ولا شك في أن الوصايا تدعو العباد إلى الالتزام بأوامر الله، للقيام بأعمال الخير؛ لتكون سبباً في نيل رضاه سبحانه وتعالى، والفوز بجنَّته في الآخرة. ومن المهم الاشارة إلى أن الوصايا تضمنت مقاصد الشريعة الإسلاميَّة الخمسة، وهي: حفظ الدِّين بنبذ الشرك، والنَّفس بعدم قتل الأولاد، والمال بحفظ مال اليتيم، والنَّسَب بتحريم الفواحش، والعقل، فكان حفظ الدِّين متمثّلاً بنبذ الشِّرك، وحفظ النَّفس بتحريم قتل الأولاد وقتل النَّفس بغير الحقِّ، وحفظ النَّسب أو النسل بتحريم الفواحش كالزِّنى، وحفظ المال بحفظ مال اليتيم، والعدل مع العباد في البيع والشِّراء، وحفظ العقل، وكل ذلك يصب في مصلحة تأسيس مجتمع إسلامي مُتكامل يقوم على إحقاق العدالة، ونبذ الظلم والآفات.

*أمين عام المجلس الإسلامي العربي

Share
  • Link copied
المقال التالي