شارك المقال
  • تم النسخ

الودغيري: المغرب أصبح يُضرب به المثل في مجال التلقيح على الصعيد العالمي

أجمع خبراء في علوم التربية والصحة في الندوة التي نظمتها جريدة “بناصا” أمس الاثنين، حول موضوع ‘’تلقيح التلاميذ بين هواجس الصحة ورهانات التربية’’، على ضرورة تلقيح تلاميذ المغرب، من أجل إنجاح الموسم الدراسي، والحيلولة دون وقوع انتكاسة وبائية، تعيدنا إلى ما قبل المرحلة التي تعيشها البلاد من انخفاض وتيرة عدد المصابين بالفيروس”.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور جلال الودغيري، الأخصائي في أمراض الأطفال وطبيب سابق بفرنسا، في مداخلته على أن ‘’المغرب شهد خلال الأيام القليلة الماضية، انتشار الفيروس بين الأطفال، مما خلف ضحايا في الأرواح، وإصابات بلغت 180 حالة، بما فيها 8 وفيات، مما استدعى إدخال الأطفال في عملية التلقيح الوطنية، من أجل دخول مدرسي غير خطير على التلاميذ وعائلاتهم، واشكالية الدخول المدرسي من بين المشاكل التي واجهت المغرب وقدم حلولا لها، من خلال تلقيح التلاميذ”.

ويضيف الأخصائي في أمراض الأطفال ‘’أن الجدل الواسع اليوم حول جدوى تلقيح الأطفال من عدمه، يمكن أن نعطيه إجابات من خلال الدراسات الموجودة اليوم، والتي تؤكد أن الأطفال البالغين من العمر أكثر من 12 سنة، هم الأكثر إصابة ونقلا للفيروس، وهم مقبلون على الدخول المدرسي مما يعني نشر الفيروس على نطاق كبير”.

وأشار البروفيسور، إلى أن المغرب أصبح اليوم يضرب به المثل في مجال التلقيح عالميا، ويتقى إشادات كبيرة من قبل المنظمات العالمية للصحة، خصوصا وأن بلادنا أصبحت خالية من الأمراض الخطيرة، كالشلل و’’وبوحمرون’’  بنسبة مئوية كبيرة’’ مضيفا أن ‘’أن فرض التلقيح لم ولن يكون يوما في المغرب، لأن العمل تندرج في إطار العمل الاجتماعي من أجل حماية أبنائنا وعائلاتنا”.

ومن جانبه قال مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. جهة بني ملال خنيفرة ‘’نعتز بتوفر بلادنا على اللقاح، وطريقة سير العملية التي تتم في ظروف جيدة’’ مبرزا في ذات السياق أن ‘’هذا ما بينته المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة، حول عدد الملقحين والإقبال الكبير للمواطنين، بالإضافة إلى كل الإجراءات المتخذة من قبل كل المتدخلين لتحصين التلاميذ، وتجنيب بلادنا أي انتكاسة وبائية”.

وأوضح السليفاني، في مداخلته بالندوة التفاعلية، التي نظمتها جريدة بناصا الإلكترونية، بتسيير من الإعلامي نور الدين لشهب ‘’إلى أن العملية تسير تحت إشراف السلطات المحلية، على مستوى الأقاليم والجهات، وبتنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم، من خلال ضبط المعطيات في برنامج ‘’مسار’’، وهذا ما وفر المزيد من الوقت، مما يعني أن العملية ستشمل نسبة 100 في المئة من التلاميذ، قبل انطلاق الموسم الدراسي، من أجل ضمان اعتماد تدريس حضوري داخل الفصول الدراسية والعودة إلى الحياة الطبيعية”.

مردفا أن:’’الإمكانيات المتوفرة تمت ملاءمتها من أجل مسايرة هذا التدفق الكبير للتلاميذ وإقبالهم على العملية، بمراكز قارة بالمؤسسات التعليمية في المجال الحضري والشبه الحضري’’ مشيرا إلى أن إنجاح العملية بكل المناطق ‘’ تم تقريب عملية التلقيح على مستوى الدواوير والقرى عبر وحدات متنقلة، بتنسيق مع مختلف الجهات”. 

كما شهدت الندوة مشاركة المصطفى مورادي، وهو أستاذ مكون، وكاتب مختص في التربية والتكوين، والذي استهل مداخلته بالحديث عن إشاعة وفاة تلميذ بسبب التلقيح، بالقول  ‘’قبل البداية، الشخص الذي روج إشاعات حول وفاة تلميذ في الخميسات جراء تلقيه تلقيح فيروس كورونا، يجب أن تتم محاكمته، لأن القضية ليست بالأمر السهل على الرأي العام، وتأثير ذلك على علاقة المواطن بالمؤسسات الرسمية، في الوقت الذي تمر فيه البلاد ظروف خاصة جدا، بسبب الجائحة”.

مؤكدا على أن ‘’لا نمط أفضل من التعليم الحضوري ولا بديل عنه، لأن التلاميذ يتفاعلون في القسم من خلال الإجابة والخطأ والأجواء الموازية للعملية’’ مضيفا ‘’ولتحقيق ذلك يجب أن يشمل التلقيح كافة التلاميذ المغاربة، والعلاقة بين التلقيح والتعليم الحضوري، مسألة عادية وطبيعية على المستوى الدولي، لحماية أبنائنا’’.

وأشار المصطفى مورادي إلى أن  ‘’تلقيح التلاميذ يكرس الأسبقية الوطنية للتعليم، وهذا يحسب للدولة المغربية’’ مضيفا أن  المغرب يتوفر اليوم، على  417 مركز تلقيح، وهو عدد غير كافي من أجل تلقيح حوالي 3 ملايين تلميذ، وهنا لا يمكن أن نحمل المسؤولية لأحد، لأن بلادنا تواجه إكراهات كبيرة جدا، والناس يشتغلون بدون توقف منذ شهور، ولا يمكن أن تحقق كل مطالب وزارة التعليم، من أجل توفير مراكز التلقيح”.

وتعليقا على قرار وزارة الصحة القاضي بتأجيل الدخول المدرسي، أكد المتحدث ذاته على أن ‘’المسألة، مسألة منطقية بناء على المعطيات المتوفر الخاصة بالتلقيح، وهذه عملية وطنية كبرى وتاريخية، وستسجل أن وزارة  التعليم لقحت هذا العدد الكبير من التلاميذ’’ مشيرا إلى أنه ‘’لا يمكن أن نصل إلى نسبة مئة في المئة من التلقيح، إن لم يتم تلقيح تلاميذ العالم القروي”.

كما عبر عن  استغرابه عدم إشراك الأطر التابعة لوزارة الصحة المكونين في مهن التمريض، والذين تلقوا تكوينات في المجال الصحي، من أجل المساهمة في العملية وتسهيل وثيرتها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي