قال محمد الهاشمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الاحتجاجات الافتراضية في المغرب “غير مؤطرة وتطرح سؤال مدى قدرتها على التأثير في الاحتجاجات الواقعية، مشيرا إلى أن هذه المسألة تحتاج إلى دراسات معمقة لفهم جميع جوانبها، مشيرا إلى دراسات نشرت في الولاية المتحدة تؤكد التأثير النسبي لهذه الاحتجاجات على الواقع، على الرغم من حجمها”.
ويرى الهاشمي الذي كان يتحدّث في ندوة نظمتها جريدة “بناصا” الإلكترونية، أمس الإثنين، بعنوان ” تراند #أخنوش_ارحل : الاحتجاج بين الفضاء الواقعي والافتراضي”، أنه “لا يمكن الحديث عن تأثير الاحتجاجات الافتراضية على الواقعية إلا بتنسيبها (النسبية)، بحيث أن هذا التأثير لا يكون دائما تلقائياً وحجم المشاركين فيه الكبير لا يعني أن تأثيره سيكون بنفس الحجم”.
أكثر من ذلك، يضيف الأستاذ الجامعي، أن أبحاثا خلصت إلى أن الاحتجاج الافتراضي يساهم في إخماد الاحتجاجات الواقعية أكثر من مساهمته في إحداث التغيير المطلوب، مشيرا إلى أنه هناك بعض الأنظمة التي تشجع هذه الاحتجاجات التي تكون المنصات الافتراضية مسرحاً لها، بحيث تساهم في تنفيس الغضب والشحنات النفسية والعدول عن فكرة الخروج إلى الشارع بعد ذلك”.
في السياق ذاته، وتفاعلا مع سؤال الصحفي نورالدين لشهب، مسير الندوة، حول إمكانية استغلال دول أجنبية لهذه المنصات الاجتماعية في خلق حركات احتجاجية داخل دول أخرى بهدف إرباكها سياسيا واجتماعيا، اعتبر الدكتور الهاشمي، أن هذا الأمر وارد، غير أن تأثيره يبقى محدوداً، خاصة في ظل الحالة المغربية.
وأشار الهاشمي، إلى أن التأثير في الجماهير عبر الانترنت، يختلف بين الدول الديمقراطية وغير الديمقراطية، لافتاً إلى أن محاولة استمالة الناخبين في المغرب على سبيل المثال، نحو التصويت عن جهة معينة باستخدام هذه المنصات الافتراضية لن يكن مجدياً كما في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالنظر إلى العدد الضعيف للمصوتين من الشباب في الانتخابات باعتبارهم الفئة الأكثر حضوراً في هذه المنصات.
وبالنسبة للهاشمي، فقدرة التأثير الاحتجاجات الواقعية على الافتراضية يمكن تشبيهها بالظاهرة الاقتصادية المعروفة بالتضخم، لافتاً إلى أن هامش الانتقال من الافتراضي إلى الواقع يبقى ضعيفا جدا حين يكون الرأي العام معبأ في إحدى المنصات الاجتماعية الافتراضية لا يمثّل ميزان القوة في الواقع. وإلى جانب الدكتور محمد الهاشمي، شارك في الندوة كل من يونس مسكين، باحث وصحافي، وبشرى الحياني، ناشطة سياسية وجمعوية، ثم أمينة ماء العينين، قيادية حزبية ونقابية وبرلمانية سابقة.
تعليقات الزوار ( 0 )